بدأ وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماع دورتهم العادية ال 84 مساء امس في جدة بكلمة افتتاحية شديدة اللهجة ضد الولاياتالمتحدة ألقاها وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي متهما واشنطن بالسكوت والتغاضي عن الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. واشار بن علوي الذي ترأس الاجتماع أمس الى نيات الولاياتالمتحدة شن هجوم على العراق ووصفه بأنه سيعمق روح العداء ضدها واذكاء مشاعر الانتقام والعنف في البلاد العربية والاسلامية. واضاف ان الآمال التي كانت معلقة على رفع الحصار المفروض على العراق "ذهبت ادراج الرياح"، وانه بدأ يتضح ان القوى المهيمنة على الاممالمتحدة ليس في حسبانها مصلحة الشعب العراقي ولا العرب جميعاً، واتهم هذه القوى بالسعي الى تحقيق مآربها في تعقيد المسألة العراقية، مشيراً الى ان "الآمال التي كنا نرغب في تحقيقها بالتعاون مع اصدقائنا التقليديين لم تعد كذلك، وبدأ يتضح لنا ان هؤلاء الاصدقاء لم يضعوا اي حساب لنا بل انهم يعملون على دفع الامور باتجاه توسيع دائرة المشكلات في الشرق الاوسط تحقيقا لنظرياتهم السياسية والاستراتيجية". وانتقد الوزير العماني "اغفال دور الاممالمتحدة من جانب اولئك الذي يعتقدون ان بإمكانهم سن قانون جديد لمصالحهم وفرضه على البشر" مشيراً إلى ان "العالم لا يمكن ان يتحمل او يقبل اغفال دور الاممالمتحدة في ادارة حوار لاحلال السلام بين الدول والشعوب تحت سقفها"، محذراً من ان "هؤلاء - في اشارة الى الولاياتالمتحدة - يدفعون العالم الى الفوضى وعدم الاستقرار". وتطرق بن علوي في بداية كلمته الى "التطورات المأسوية البالغة الخطورة التي فاقت كل تصور في الاراضي الفلسطينية وما تشهده من هجمة شرسة من جانب اسرائيل وجيشها المحتل على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية" متهماً تل ابيب "بتنفيذ مخطط لطمس كل شيء له علاقة بالهوية الفلسطينية غير عابئة بالالتزامات التي تفرضها الشرعية الدولية طالما ان القوى الدولية المهيمنة تساندها وتدافع عن ظلمها وغرورها وبطشها". ودعا الوزير العماني الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية الى "اعتماد المبادىء التي اقرتها قمة بيروت العربية للسلام في الشرق الاوسط كأساس في محاولاتها لعقد مؤتمر للسلام حول الشرق الاوسط والعمل على الزام اسرائيل بذلك"، وطالب نظراءه ب "العمل على دراسة التطورات المتلاحقة في المنطقة حماية لمصالح شعوبنا وتقديم النصح للأصدقاء بأهمية الاستماع الى آراء الدول العربية والاسلامية". ومن المقرر ان يختتم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاتهم اليوم بعدما يكونوا قد بحثوا في تطورات الاوضاع في المنطقة مثل موضوع ضرب العراق والاوضاع في الاراضي الفلسطينية للخروج بموقف خليجي موحد ازاءها يكون محوراً لموقف عربي جماعي سيتم العمل على بلورته في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً وبعد غد. كما يبحث الوزراء في قضايا علاقات التعاون مع ايران وسط اجواء خليجية ايجابية تجاه طهران يترجمها موضوع مدرج على جدول الاعمال يتعلق بالتعاون الاقتصادي الخليجي معها. من ناحية اخرى عقد وزراء خارجية مجلس التعاون مساء امس اجتماعاً مغلقاً عقب افتتاح اعمال دورتهم العادية مع وزير خارجية الدانمرك بيتر شيتك موللر اطلعهم خلاله الوزير الدانمركي على مبادرة بلاده بشأن تسوية الاوضاع في الاراضي الفلسطينية تعتمد جدولاً زمنياً لاقامة الدولة الفلسطينية. وبدا ان النتائج الاولية للاجتماع ان الاقتراحات الدانمركية حظيت بترحيب وزراء خارجية التعاون لكنهم شددوا على قبول الولاياتالمتحدة واسرائيل بها. وكان وزير خارجية الدانمرك وصل امس الى جدة في بداية جولة في المنطقة ستقوده الي مصر واسرائيل وفلسطين لعرض الاقتراحات التي تبنتها المجموعة الاوروبية. واستقبل نائب خادم الحرمين الشريفين الامير عبدالله بن عبدالعزيز الوزير الدانمركي وعرض معه مجمل التطورات.