أعلن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أن السعودية ستكون من أوائل الدول التي تطالب برفع الحظر عن العراق إذا التزم قرارات الأممالمتحدة و"وافق على مجيء البعثة الدولية للتفتيش". ووصف الاقتراح الروسي بإنشاء منظومة عسكرية - أمنية تضم مجلس التعاون الخليجي وإيران والعراق، بأنه "ليس عملياً". وقال الأمير سلطان في مؤتمر صحافي عقده في وقت متقدم ليل الأحد في ختام محادثاته مع وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين، إن دول مجلس التعاون الخليجي لم تغير مواقفها حيال العراق وعليه "أن يرضخ لقرارات مجلس الأمن ويقبل المفتشين الدوليين، وعندما تطمئن الدول إلى أن العراق خالٍ من الأسلحة المحظورة، يعود كما كان أخاً صديقاً ويرفع الحظر بكامله". وأضاف ان "ليس للسعودية رأي في الحظر الجوي المفروض على العراق، لخدمة السلام. هذا رأي دول كبرى وابرم اتفاق بموافقة العراق واستمر سنوات. هذا الاتفاق ابرم في مجلس الأمن وأقره كل دول العالم ولم يناقش فيه أحد". ووصف ما يتردد في هذا السياق بأنه "مزايدات". ولفت الأمير سلطان إلى أن الاقتراح الروسي بإنشاء منظومة عسكرية - أمنية تضم مجلس التعاون وإيران والعراق "غير عملي"، موضحاً ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي زار المنطقة، لم يطرح المشروع في صورة رسمية على السعودية. وزاد: "على العراق أن ينصاع إلى قرارات مجلس الأمن، وروسيا عضو في المجلس وتؤيد ذلك، وإذا انصاع انتهت المشكلة كلها، ولا حاجة لأن نُعلَّم كيف نتعاون مع اخواننا". ونفى وجود قوات أميركية في الأراضي السعودية، قائلاً: "عندما احتجنا وجود قوات أميركية أتت بالآلاف، وما عندما الآن هو طائرات الحظر الذي فرضته دول التحالف في صفوان، بعد انتهاء الحرب تحرير الكويت مباشرة، وبحضور الوفد العراقي الذي وافق على أن يكون هناك حظر جوي لطمأنة الدول المجاورة، لم تنقضه أي دولة منذ سنة". ووصف الأمير سلطان بن عبدالعزيز القوة الدولية الموجودة في السعودية بأنها "ليست قوات ضاربة وليست معتدية على العراق، بل قوات تخدم السلام في العراق وجواره". وأشار إلى أنه تابع مع وزير الدفاع الأميركي بحث "التعاون السعودي - الأميركي، والنظرة إلى أي تقنية حديثة يمكن أن نستفيد منها، في ظل التعاون بين الدولتين". وأكد مجدداً أن السعودية لم ولن تبرم صفقات أسلحة جديدة، قائلاً: "نفكر الآن في بناء المجتمع السعودي علمياً وصناعياً وتجارياً وزراعياً، والقوات المسلحة لديها من الإمكانات ما يكفيها للدفاع عن الوطن". وزاد: "لم أطلب من وزير الدفاع الأميركي صفقة أسلحة، ولم يعرض شيئاً علينا". وشدد على أن السعودية ضد كل الأعمال الارهابية، مشيراً إلى ما تعرضت له المدمرة الأميركية "كول" في اليمن. إلى ذلك، وصف كوهين مواقف دول الخليج بأنها "جيدة" تجاه الولاياتالمتحدة، وعن تصريحاته قبل وصوله إلى الرياض، في شأن معاودة فتح المكتب التجاري الإسرائيلي في قطر، قال إنه كان يأمل باستئناف العلاقات التجارية مع إسرائيل "لكن هذا الأمر يعود إلى كل دولة في منطقة الخليج". وأشار إلى دعم الدول الخليجية "مساهمة الولاياتالمتحدة في جهود تحقيق السلام والأمن والازدهار في منطقة الخليج". وذكر كوهين أن "الهجمات الارهابية وقعت قبل الصراع الحاصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، و"كلها غير مرتبط بتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية"، معرباً عن اعتقاده أن هناك "من يحاول الاستفادة من هذا الوضع". وشدد على "العمل الدؤوب" لوقف "الأعمال الارهابية". وتابع أنه يأمل بأن يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من "العودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل عادل لتحقيق السلام، كي يمكن إعادة العلاقات التجارية في المنطقة، وتستفيد من ذلك الشعوب في منطقة الخليج وإسرائيل". في مسقط أ ف ب أعلنت وكالة الانباء العمانية ان السلطان قابوس بن سعيد استقبل مساء امس وزير الدفاع الاميركي، وعرضا "العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين، والتعاون بينهما في المجال العسكري، لخدمة مصالح الشعبين العماني والاميركي". وسينتقل كوهين من الخليج الى الشرق الأوسط، ويتوقع ان يزور مصر واسرائيل والأردن.