دعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول اسرائيل والفلسطينيين الى بذل كل ما يمكن لوقف "العنف" مجدداً تمسكه باقتراحات "ميتشل" ل"خفض العنف واستئناف المفاوضات". وقال في مؤتمر صحافي امس بعد محادثات مع نظيره البريطاني جاك سترو: "اتمنى على الجانب الاسرائيلي ان يتجنب اتخاذ اجراءات استفزازية ستؤدي الى عدم استقرار الوضع مجدداً مثل النشاط الاستيطاني وهدم منازل الفلسطينيين". كما حض الفلسطينيين على "السيطرة على العنف". وكانت الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة استأثرت بمناقشات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدة، الذين عقدوا اجتماعاً استثنائياً بناء على طلب من السعودية. وحذّروا من سياسة التصعيد الاسرائيلي وخطر الاستيطان، موجهين دعوة الى عقد اجتماع استثنائي للجنة المتابعة العربية، واستعجال المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية. ولم يخرج البيان الختامي لاجتماع جدة عن المواقف المعلنة لدول المجلس من عملية السلام، وشدد على اهمية التحرك الاميركي السريع لتحقيق السلام. داعياً الى ارسال مراقبين دوليين الى مناطق التوتر. ودان سياسة التصعيد الاسرائيلية و"توسيع دائرة العنف"، معتبراً ان المستوطنات تشكل خطراً على الامن وعملية السلام. ونفى وزير خارجية البحرين، الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ان يكون البيان الختامي لاجتماع جدة "مقدمة لمبادرة خليجية للسلام المتعثر في الشرق الاوسط". وكانت واشنطن استبقت اجتماع جدة، وبعثت برسالة شفوية الى كل من وزيري خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والامارات راشد عبد الله النعيمي تتعلق بالوضع في الاراضي الفلسطينية. وافادت وكالة الانباء القطرية ان الشيخ حمد تلقى رسالة شفوية من وزير الخارجية الاميركي تتناول "العلاقات الثنائية والوضع في الاراضي الفلسطينية". فيما بثت وكالة انباء الامارات ان النعيمي تلقى رسالة مماثلة من باول. ميدانياً، واصل الجيش الاسرائيلي عدوانه على الفلسطينيين، ما ادى الى استشهاد ثلاثة منهم، فيما امضى عشرات الفلسطينيين ليلتهم في الخيم بعدما دمرت الجرافات الاسرائيلية 40 منزلاً في رفح والقدس الشرقية منذ الاثنين الماضي، ما دفع السلطة الفلسطينية الى تجديد مطالبتها بارسال مراقبين دوليين. وفي هذا الاطار، قال مصدر مأذون له في وزارة الخارجية الاميركية ان "الولاياتالمتحدة لاحظت اخيراً جهداً اكبر من السلطة الفلسطينية لوقف اعمال العنف، كما لاحظت جهداً معاكساً من اعداء السلام. وتعتبر الادارة الاميركية ان هدم البيوت ودخول الاراضي الفلسطينية لا يخدمان عملية السلام وتأسف لسقوط ضحايا من الجانبين". ورد المصدر على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في شأن الجولان، مشيراً الى ان الولاياتالمتحدة "تكرر ان النشاطات الاستيطانية لا تخدم عملية السلام وتجدد التزامها العمل من اجل اتفاق سلام بين سورية واسرائيل مبني على القرارين 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام". وطالب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اسرائيل بوقف تدمير المنازل، وقال الناطق باسمه فرد اكهارت ان انان يعتبر ان هذه النشاطات "تفاقم الوضع المتوتر للغاية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ويحض اسرائيل على وقف هذه النشاطات". كذلك اعتبرت موسكو ان "هذا النوع من الممارسات ايا تكن دوافعه لن يؤدي سوى الى زيادة التوتر وعرقلة استعادة الثقة الضرورية لتنفيذ برنامج اساسي في خطة ميتشل". اجتماع جدة وكان تدهور الوضع في الاراضي الفلسطينية الموضوع الرئيسي في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، والذي عقد بناء على طلب من السعودية. وصرح رئيس الدورة الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في ختام الاجتماع بان البيان الختامي "يعبر عن موقف خليجي ويغطي القضايا المهمة التي نراها لمعالجة الوضع في الاراضي العربية المحتلة". واوضح ان الدورة الاستثنائية "خصصت لمناقشة تدهور الاوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة الناجم عن إمعان الحكومة الاسرائيلية في اساليب القمع الوحشية ضد ابناء الشعب الفلسطيني المناضل واستمرار فرض سياسة الاغلاق والحصار وما يترتب على ذلك من نتائج ومضاعفات خطرة"، وأكد ان الاجتماع لم يتطرق الى قضايا خليجية". ودعا البيان لجنة المتابعة والتحرك في الجامعة العربية الى عقد اجتماع طارئ لدرس الوضع في الاراضي الفلسطينية والنظر في امكان عقد اجتماع طارئ للجامعة. واكد اهمية التحرك السريع والفاعل من جانب المجتمع الدولي وراعيي عملية السلام وتحديداً الولاياتالمتحدة لتحقيق السلام. وشدد على ان المستوطنات "تشكل خطراً رئيسياً على الامن وتحول دون استتبابه وتقدم عملية السلام على نحو ما جاء في تقرير ميتشل". ورأى ضرورة وجود مراقبة دولية فاعلة في مناطق التوتر. ودان مجلس التعاون "سياسة التصعيد وتوسيع دائرة العنف التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية مع دول الجوار"، ومن ذلك "اعتداءاتها المتكررة على لبنان والمنشآت الدفاعية السورية". واكد ضرورة الاسراع في ايصال المساعدات المالية العربية للسلطة الفلسطينية، منوهاً بالجهود التي بذلها ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز لشرح الموقف العربي خلال جولته الاوروبية. وقال وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله قبل الاجتماع ان دول المجلس "تنظر في موقف يمكن أن تتبناه لدعم الانتفاضة والقيام بتحرك سياسي مع الدول الراعية للسلام، والدعوة الى تنفيذ الخطط التي وضعت خصوصاً خطة تينيت، ومن ثم النظر في تطبيق اقتراحات لجنة ميتشل".