لندن - "الحياة"، رويترز - تراجع سعر خام القياس "برنت" في بورصة النفط الدولية في لندن امس الاثنين على رغم استمرار القلق من احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية للعراق والشكوك المحيطة بقرار "أوبك" في شأن حصص الانتاج. انخفض "برنت" عند الظهر في عقود تشرين الاول أكتوبر 16 سنتاً الى 27.31 دولار للبرميل. وكان التعامل هادئا مع اغلاق الاسواق الاميركية بمناسبة عيد العمال. وانخفض سعر السولار في عقود أيلول سبتمبر 1.5 دولار الى 231.5 دولار للطن. وكانت الاسعار ارتفعت الاسبوع الماضي الى اعلى مستوياتها السنة الجارية وسط تزايد التوقعات بأن الولاياتالمتحدة ستشن حرباً على العراق. لكن في مطلع الاسبوع الحالي ظهر تضارب في الآراء في شأن العمل العسكري المحتمل. وكتب لورانس ايغلز المحلل في معهد "جي. ان. اي" للابحاث في تقريره اليومي: "التضارب يشوب الموقف السياسي الاميركي أكثر من أي وقت مضى بينما أكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة عودة مفتشي الاسلحة". وفي مطلع الاسبوع واجهت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش انتقادات لعدم اتخاذ موقف موحد في شأن سياستها ازاء العراق. وبدا أن هناك اختلافا بين وزير الخارجية كولن باول ونائب الرئيس ديك تشيني في شأن ضرورة عودة مفتشي الاسلحة الدوليين إلى العراق. ومما أثر أيضا في أسعار النفط تصريحات أدلى بها مصدر خليجي الاسبوع الماضي وقال فيها "ان أوبك سترفع الانتاج عندما تجتمع في أوساكا اليابان في وقت لاحق هذا الشهر". واول من أمس حذر رئيس "أوبك" ريلوانو لقمان من احداث زيادة كبيرة في المعروض النفطي قائلاً "ينبغي أن نتوخى الحذر. هناك خطر يتمثل في ضخ كمية كبيرة جداً من النفط في الاسواق... ليس هناك خطر من ضخ كمية صغيرة جدا من النفط وهذا أمر يمكننا دائما اصلاحه". وقال لقمان أمام مجموعة صغيرة من الصحافيين في مؤتمر نفطي دولي ليل اول من امس في ريو دي جانيرو: "ينبغي أن نتوخى الحذر من قرار تتخذه المنظمة في اجتماعها الشهر الجاري برفع الانتاج بصورة كبيرة". ويجتمع وزراء "أوبك" في 19 أيلول لتحديد سياسة الانتاج خلال الربع الاخير من السنة في وقت يشهد ارتفاع أسعار النفط لتقترب من أعلى مستوياتها منذ عام. وساهم أعضاء "أوبك" في زيادة الاسعار بأكثر من 40 في المئة السنة الجارية من خلال ابقاء حصص الانتاج الرسمية عند أقل مستوى منذ عشرة اعوام. ودعا أعضاء من بينهم الكويت وفنزويلا الى عدم اعلان أي زيادة في الامدادات في الاجتماع المقبل لكن المحللين يقولون ان السعودية أكبر منتج في "أوبك" تؤيد زيادة الانتاج. في مكسيكو سيتي اعلنت الحكومة المكسيكية انها تهدف الى زيادة انتاج النفط الخام بنحو مليون برميل يومياً بحيث لا يقل عن اربعة ملايين برميل يومياً سنة 2006. وقدم الرئيس فيسينتي فوكس اهداف انتاج الطاقة التي وضعتها حكومته في تقرير الى الكونغرس بعدما القى خطابه السنوي الثاني للأمة. وتولى فوكس السلطة في كانون الاول ديسمبر من عام 2000 لينهي حكم الحزب الواحد الذي استمر في البلاد طيلة 71 عاماً. وقالت الحكومة انها تهدف الى زيادة انتاج الخام الخفيف بنسبة 15 في المئة أي ما يعادل 153 الف برميل يومياً سنة 2003، وان انتاج النفط الخفيف سيرتفع الى 1.6 مليون برميل يومياً مع حلول سنة 2006. وتعتزم الحكومة زيادة انتاج خام مايا الثقيل بنسبة 10.3 في المئة ليبلغ 2.472 مليون برميل يومياً السنة المقبلة وستبقي على الانتاج عند هذا المستوى حتى انتهاء فترة ولايتها سنة 2006. والهدف هو رفع انتاج خام النفط بنحو مليون برميل يومياً خلال فترة ولاية الادارة الحالية مع اعطاء الاولوية للخامات الخفيفة. وعندما تولت الادارة الحالية السلطة كان انتاج المكسيك 3.043 مليون برميل يوميا ً من بينها 1.819 مليون برميل من الخام الثقيل و1.224 مليون برميل من الخام الخفيف. وفي الاسبوع الماضي اعلنت شركة "بتروليوس مكسيكانوس" بيميكس التابعة للدولة انها سجلت مستوى انتاج قياسياً بلغ 3.341 مليون برميل يومياً. وتوقع التقرير ان يبلغ متوسط الانتاج في الشهور الثمانية الاولى من السنة الجارية 3.223 مليون برميل يوميا. ويمثل خام مايا الثقيل 68 في المئة من الانتاج. في طهران اعلنت الحكومة امس الاثنين انها تواصل ابرام صفقات نفط وغاز مع شركات اجنبية ونفت تعليق ابرام عقود لمدة عام. ونقلت "وكالة انباء الجمهورية الاسلامية" عن اكبر نعمة الله رئيس ادارة العلاقات العامة في وزارة النفط قوله "تواصل وزارة النفط الايرانية توقيع عقود تطوير حقول الغاز والنفط وفقاً للخطة الموضوعة"، وتابع "لم تؤجل الوزارة توقيع عقود تطوير حقول النفط والغاز". وفي تصريح لوكالة انباء يديرها طلبة الجامعات الايرانية الجمعة الماضي بدا من كلام وزير النفط بيجان زنقانه ان ايران علقت منح عقود نفط جديدة لشركات اجنبية لمدة عام نتيجة تراجع الاهتمام العالمي بالاستثمار في مجال الطاقة. وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية امس الاثنين ان ما قاله زنقانه هو ان "وزارة النفط ليست في عجلة لتوقيع عقود جديدة نظراً إلى تراجع توقعات الطلب العالمي على النفط الخام لكن الوزارة مازالت تسير وفق خطتها".