قال مراقبون للشؤون النفطية ان مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في مدينة اوساكا اليابانية اليوم سيطلب من وزراء المنظمة الأخذ في الاعتبار عوامل عدة من أبرزها استمرار التوتر في منطقة الخليج بسبب العراق، على رغم عرض بغداد السماح بعودة المفتشين، واقتراب فصل الشتاء موسم الذروة في الطلب على النفط، ووضع الاقتصاد العالمي الهش ومطالبات عدد من الدول الاعضاء في المنظمة بزيادة حصصها الانتاجية وتجاوزات الانتاج التي وصلت الى 1.68 مليون برميل يومياً في آب أغسطس الماضي. قال الامين العام ل"أوبك" الفارو سيلفا أمس ان وزراء "أوبك" لم يتوصلوا بعد الى اجماع على ما اذا كانوا سيبقون انتاج النفط دون تغيير في الربع الاخير من السنة الجارية. وأضاف سيلفا: "ليس هناك شيء نهائي بعد. هناك مواقف متباينة ونحن نتطلع الى اجماع". وكان الامين العام يتحدث بعد ان التقى بوزير النفط السعودي علي النعيمي الذي وصل الى اوساكا أمس لحضور الاجتماع الوزاري ل"أوبك". وقال النعيمي للصحافيين: "سنرى كل شيء غداً الخميس"، لكنه رفض الاسهاب فيما يعني بذلك. ووصل معظم وزراء "أوبك" الى اوساكا أمس للمشاركة في المؤتمر الذي من المتوقع ان يكون قصيراً، اذ يسبق المنتدى الدولي للطاقة الذي يعقد يوم السبت في المدينة اليابانية. وعقد وزراء نفط دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً في حجرة وزير النفط السعودي علي النعيمي في فندق "امبريال" في اوساكا أمس. واجرى النعيمي فور وصوله امس لقاءين مع رئيس "أوبك" النيجري ريلوانو لقمان ووزير النفط الفنزويلي الجديد رافاييل راميريز. وتبع اجتماع وزراء مجلس التعاون، اجتماع عقده النعيمي مع وزير النفط الجزائري شكيب خليل. وتتوقع الاسواق ان تبقي "أوبك" على قيود الانتاج خلال الربع الاخير من السنة الجارية. وقال لورانس ايغلز من مؤسسة "جي ان آي" للابحاث: "يبدو الآن ان تمديد أوبك العمل بحصص الانتاج الحالية في الربع الاخير من السنة أمر مؤكد ولن يكون مفاجأة للسوق". وارتفعت اسعار النفط أمس بعد بيانات مخزونات النفط الاميركية التي بددت تأثير العرض العراقي بالسماح لمفتشي الاسلحة بدخول البلاد، وسط توقعات بأن "أوبك" ستقرر في أوساكا اليوم الابقاء على قيود الانتاج. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الثاني نوفمبر في بورصة النفط الدولية بعد ظهر أمس 28.18 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 23 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وزاد سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود تشرين الاول أكتوبر على شبكة اكسيس للمعاملات الالكترونية في بورصة نيويورك 27 سنتا الى 29.35 دولار للبرميل. وقالت وكالة انباء "أوبك" نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات المنظمة السبع هبط أول من أمس الى 26.92 دولار للبرميل من 27.55 دولار يوم الاثنين. وتستهدف "أوبك" سعراً يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل من سلة خاماتها النفطية. واظهرت البيانات الاسبوعية لمعهد البترول الاميركي انخفاض مخزونات الخام بواقع 6.4 مليون برميل الى 292 مليوناً في الاسبوع المنتهي في 13 أيلول سبتمبر. ويعني هذا عجزاً في الامدادات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي مقداره 12.5 مليون برميل يومياً قبيل موسم الشتاء الذي يشتد فيه الطلب على الطاقة لاغراض التدفئة. وكانت اسعار النفط هبطت في اواخر التعامل أول من أمس، مع تقويم المتعاملين عرض العراق السماح لمفتشي الاسلحة الدوليين بالعودة الى البلاد واحتمالاته لتفادي هجوم تقوده الولاياتالمتحدة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، وهبط خام برنت 56 سنتاً في اواخر التعامل، وخسر الخام الاميركي الخفيف 52 سنتاً ليغلق على 29.15 دولار للبرميل. وقال محللون ان موضوع العراق سيسيطر على اجتماع "أوبك" في اوساكا اليوم وعلى السوق النفطية خلال الايام المقبلة على رغم قرار بغداد السماح بعودة المفتشين الدوليين، نظراً الى ان الحكومة الاميركية لا تزال تحض الاممالمتحدة على مواصلة الضغوط على بغداد فيما تمضي وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون في وضع خطط طارئة لحرب محتملة مع العراق. وقال عبيد بن سيف الناصري وزير البترول والثروة المعدنية الاماراتي للصحافيين في اوساكا أمس ان وزراء "أوبك" لا يزالون يعكفون على التوصل الى اجماع في الآراء في شأن سياسة الانتاج في الربع الاخير من السنة الجارية. وفي وقت سابق قال الشيخ احمد الفهد الصباح القائم باعمال وزير البترول الكويتي ان غالبية اعضاء "أوبك" يفضلون ابقاء مستوى الانتاج دون تغيير عندما يجتمعون اليوم. وقال مسؤولون يابانيون ان رحلة وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانة الى اوساكا تأجلت حتى اليوم وهو الموعد المقرر لعقد اجتماع "أوبك". ويرأس وزير النفط الايراني لجنة المراقبة الوزارية ل"أوبك" التي ينتظر ان تجتمع في وقت مبكر من صباح اليوم قبيل الاجتماع الموسع للمنظمة. ولا يزال الموقف غير واضح بالنسبة لتشريع الزيادة الحالية في انتاج دول "أوبك"، اي رفع السقف الانتاجي أم ابقاءه على حاله، على ان تعقد المنظمة اجتماعاً طارئاً في كانون الأول ديسمبر المقبل للنظر في تطور السوق والأسعار. وقال مصدر رفيع في "أوبك" ل"الحياة" ان معظم أعضاء المنظمة ينتج اكثر من الحصة الرسمية، وبمعدل يصل الى نحو مليوني برميل في اليوم زيادة على السقف الرسمي المحدد بنحو 21.7 مليون برميل في اليوم للدول العشر، باستثناء العراق الذي ينتج يموجب اتفاق خاص مع الاممالمتحدة. وأضاف انه في حال قررت المنظمة عدم تشريع جزء من هذه الزيادة، فإن استمرار دول "أوبك" بالانتاج غير الشرعي سيبقى وارداً، وعندها فإن تجاوز السقف الانتاجي سيرتفع الى 2.5 مليون برميل في اليوم. ورأى المصدر انه على رغم موافقة العراق على عودة المفتشين، وعلى رغم ان الكميات العراقية ستعود الى الاسواق، ربما في المدى المتوسط، فمن الأفضل تشريع نحو 1.5 مليون برميل في اليوم زيادة على السقف الانتاجي الحالي، كونه يجبر الدول الأعضاء على المزيد من التزام حصصها وعدم تجاوزها بكميات كبيرة. وتابع المصدر ان السوق قادرة حالياً على استيعاب هذه التجاوزات، من دول "أوبك" ومن الدول المنتجة خارج المنظمة والتي عملت بدورها على زيادة انتاجها بمعدل مليوني برميل في اليوم، ومع ذلك بقي متوسط سعر سلة "أوبك" من النفط في الأشهر الأخيرة بين 25 و26 دولاراً للبرميل، وهو ما يتطابق مع السعر الهدف للمنظمة الذي يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل. إلا ان بعض الدول منها الكويت وقطر والامارات العربية وفنزويلا كانت رفضت مبدأ الزيادة معتبرة ان لا حاجة لزيادة السقف الانتاجي للمنظمة. وعن كيفية توزيع الزيادة اذا ما تم اقرارها بمستوى 1.5 مليون برميل في اليوم، قال المصدر انه من الضروري ان توزع على اساس النسب التقليدية وان هذا ما سيبحثه الوزراء بحذر ودقة في اجتماعاتهم.