يأخذ مسؤول سوري بارز على "لقاء قرنة شهوان" انه أخطأ في تقدير الخطوات الايجابية التي صدرت عن دمشق حيال الشارع المسيحي التي توجت بزيارة رسمية للرئيس الدكتور بشار الاسد لبيروت تشديداً منه على تذكير المسيحيين بموقف القيادة السورية الثابت من وحدة لبنان وسيادته واستقلاله. ونقل قطب نيابي عن المسؤول السوري ان كل الخطوات التي اتخذتها دمشق اخيراً تهدف الى اراحة الجو المسيحي وتنفيس الاحتقان تمهيداً لخلق القوة السياسية القادرة على الحوار مع الآخرين، مؤكداً ان كل هذه الخطوات، من زيارة الاسد وإعادة نشر الجيش السوري وطريقة التعاطي مع الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي والانفتاح على عدد من القيادات المسيحية، كان المقصود منها استيعاب الشارع في وجه الفريق المتطرف - التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون. وقال القطب ان دمشق ترى ان "لقاء قرنة شهوان" تعامل مع المبادرات السورية على انها تنم عن ضعف في الموقف السوري لا بد من الافادة منه لاجبار دمشق على اتخاذ المزيد من الخطوات، مع ملاحظة تمييزها موقف النائب نسيب لحود. واعتبر القطب النيابي ان "لقاء قرنة شهوان" "انكشف في الانتخابات الفرعية في المتن اذ بدلاً من ان يقدر الموقف السوري الداعي الى الاسراع في اعلان النتيجة لتفادي حصول تحرك في الشارع يزيد من الاحتقان السياسي، راح يبني على وهج الانتصار تحركات سياسية جديدة ما شجع المتطرفين على الخوض في رهانات خارجية". واعتبر القطب النيابي نقلاً عن المسؤول السوري "ان الفريق المتطرف لم يخطف ما تحقق في المتن فحسب وانما سعى الى إقامة معادلة سياسية تنطلق من تقديراته الخاطئة لضعف الموقف السوري وتقوم على توظيف الانتصار المتني في الخارج لربط "اللقاء" بقوى خارجية، معتقداً ان الظروف الراهنة تسمح له بإحداث متغيرات في الوضع السياسي". ولاحظ المسؤول السوري انه باستثناء النائب لحود، فإن "لقاء القرنة" لم يحرك ساكناً حيال الهجوم الذي اخذ يحضر له العماد عون بذريعة ان التطورات الدولية والاقليمية تجيز له المجازفة في الذهاب الى المؤتمر الماروني في لوس انجليس ليتبنى مشروع قانون محاسبة سورية". وتحدث المسؤول بعتب شديد على معظم اعضاء "لقاء القرنة" "الذين لم يسارعوا الى التنصل من مقررات المؤتمر منذ اللحظة الأولى". ورأى في حالات التبرؤ التي ظهرت اخيراً محاولة لفك الحصار السياسي المفروض على "لقاء القرنة" الذي استبدل قوى اساسية في الشارع الوطني لقاء الابقاء على علاقته بالمتطرفين. وبالتالي لم يحسن الافادة من الانفتاح الذي اظهره النائب وليد جنبلاط وآخرون. وأكد القطب ان تيار الاعتدال في "لقاء القرنة" اراد ان يقيم زواجاً بين تطرف العماد عون وبين دعوة جنبلاط الى التعاطي مع الرياح الغربية التي تهب على المنطقة بروية وواقعية لتوفير الحماية للمسيحيين في محيطهم العربي، لذلك وجد نفسه في موقع حرج خسر بموجبه علاقته برئىس التقدمي ولم يجر عون الى الاعتدال. وهو لا يجرؤ على الاختلاف عنه خوفاً من رد فعل الشارع. وأوضح ان لا مشكلة في التعاطي مع البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الذي اضطر اخيراً الى توفير الحماية ل"لقاء القرنة" الذي وضع نفسه تحت تصرفه ظناً منه ان الشارع لا يحميه في حال قرر استخدامه باعتباره يقع تحت سيطرة عون. ورأى القطب النيابي، استناداً الى المسؤول السوري ان بعض الاطراف اللبنانية "لم يستفد من التجارب الماضية في اشارة الى عودة الرهان على قوى خارجية للاستقواء على الوضع اللبناني، مشيراً الى ان البعض في "لقاء القرنة" لا يجيد القراءة في ملف العلاقات الاميركية - السورية". ولفت الى ان هذا البعض "ظن للوهلة الاولى انه قادر، لأسباب لبنانية، على اللعب بالملف واستمر في رهانه الى ان تبين له، وباعتراف واشنطن، ان هناك حاجة ضرورية لسورية في المنطقة بصرف النظر عن التباين في الموقف حيال القضية العراقية".