أعلنت بريطانيا ان مجلس الأمن سيناقش خلال ايام مشروع قرار اميركياً - بريطانياً في شأن العراق. وتنشر حكومة توني بلير اليوم "ملفاً" عن الانتهاكات العراقية و"التهديدات" التي يمثلها نظام الرئيس صدام حسين، في حين يعقد مجلس العموم البرلمان جلسة استثنائية لمناقشة الأزمة العراقية، علماً أن حوالى مئة نائب عمالي يعارضون حماسة بلير للخيار العسكري ضد بغداد والمشاركة في العمليات الحربية الأميركية. لندن - "الحياة" - أكد ناطق باسم الحكومة البريطانية أمس ان مجلس الأمن سيناقش خلال الايام المقبلة مشروع قرار اميركياً - بريطانياً في شأن العراق، وذكر ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان "النقاشات تتواصل بوتيرة ثابتة في نيويوركوبريطانيا تشارك فيها بفاعلية". ونبه الى ان "الأممالمتحدة يجب ان تشكل وسيلة لمعالجة مسألة العراق، لا ان تشكل فرصة للهروب بلا نهاية". وكان رئيس الوزراء توني بلير رأس أمس اجتماعاً مهماً لحكومته للبحث في الأزمة العراقية قبل يوم من عقد جلسة طارئة لمجلس العموم لدرس الأزمة، في وقت تزايدت الانتقادات للسياسة البريطانية في هذا المجال من بعض الوزراء والنواب العماليين. واطلع بلير حكومته خلال الاجتماع على الملف الذي يضم 55 صفحة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية و"الأدلة" التي جمعتها الاستخبارات البريطانية عن "الخطر" الذي يشكله النظام العراقي. وتحدثت الصحف البريطانية في اليومين الماضيين عن المزيد من التفاصيل عن هذا الملف، لكن كل التعليقات اتفقت على أنه لا يتضمن أي أسرار مثيرة عن هذه الأسلحة، وان كل ما يتضمنه عبارة عن تجميع لمعلومات معروفة. واستشارت الحكومة البريطانية الإدارة الأميركية قبل نشر هذا الملف. ويواجه بلير معارضة متنامية من بعض وزرائه ونواب حزب العمال لسياسته في شأن العراق، ودعمه اللامحدود الرئيس الأميركي. وانتقدت وزيرة التنمية الدولية كلير شورت علناً سياسة بلير، وأعلنت معارضتها أي عمل عسكري من شأنه التسبب في "المزيد من المعاناة للشعب العراقي". كما ان وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك، وهو مسؤول تنفيذي بارز الآن في مجلس العموم، لديه تحفظات عن سياسة بلير، ويريد أن يقترع النواب على أي عمل عسكري ضد العراق. ويعارض حوالى مئة نائب عمالي سياسة بلير في هذا المجال. وفي تطور آخر، أعلن ان نائباً عمالياً معارضاً للحرب، هو ألن سمسون، وزع ملفاً بعنوان "العمل ضد الحرب" على جميع النواب العماليين عشية المناقشة البرلمانية الطارئة اليوم. ويوضح هذا الملف المعارضة الكبيرة ضد مشاركة بريطانيا في عمل عسكري ضد بغداد.