قدم توماس وايت القائد المدني للجيش الأمريكي استقالته، دون إبداء سبب رسمي لهذه الخطوة.. وفي إعلان رسمي موجز لاستقالة وايت الذي يعرف منصبه رسميا باسم وزير الجيش، وجه وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد الشكر لوايت على خدماته التي أداها للبلاد. ولم تكن العلاقات جيدة بين وايت ورامسفلد، حيث اختلفا حول خطط رامسفلد لتحويل الجيش الأمريكي إلى قوة عسكرية خفيفة أكثر مرونة.. وكانت تكهنات قد ترددت منذ عام تقريبا بأن وايت قد يتقدم باستقالته أو يقال من منصبه. وكان خلافا قد نشب بينه وبين رامسفلد العام الماضي بشأن مشروع جديد للمدفعية الأمريكية يعرف باسم كروسيدر . وألغى رامسفلد هذا المشروع الذي قال عنه إنه من بقايا الحرب الباردة، لكن وايت، الجنرال المتقاعد الذي شارك في حرب فيتنام، كان يواجه مشكلات بسبب علاقاته بشركة إنرون للطاقة التي واجهت مشكلات مالية ضخمة العام الماضي.. ولهذا السبب كان وايت يعد شخصية مثيرة للجدل حتى داخل صفوف الجيش الأمريكي. ولم يقدم سبب رسمي لاستقالة وايت أو توقيتها. وربما يكون وايت قد قرر تأجيل الاستقالة حتى انتهاء أزمة العراق، وانتهاء العمليات العسكرية على وجه التحديد. بلير: استعداد للتنحي وفي بريطانيا ترددت تقارير عن أن كبار وزراء الحكومة كانوا مستعدين لتقديم استقالتهم مع رئيس الوزراء توني بلير إذا كان مجلس العموم البريطاني قد اعترض على مشاركة القوات البريطانية في الحرب على العراق. ونقلت صحيفة التايمز عن جاك سترو وزير الخارجية البريطاني قوله إنه فكر خلال اللحظات السوداء ، في الاستقالة مع بلير إذا كانت المعارضة للحرب داخل صفوف حزب العمل أكثر قوة.. كما قال وزير الداخلية ديفيد بلانكيت لصحيفة الجارديان إنه كان يعتقد أن الوزراء المقربين من بلير كانوا سيتنحون معه . وقالت الجارديان إن جيف هون وزير الدفاع حذر نظيره الأمريكي دونالد رامسفلد من أن بريطانيا قد لا تتمكن من المشاركة في الحرب إذا رفض مجلس العموم. وكان بلير قد كشف الأسبوع الماضي إنه أخبر عائلته بإمكانية تنحيه عن السلطة بسبب الأزمة العراقية. وكان مجلس العموم قد وافق على مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق على الرغم من أن 139 نائبا من حزب العمال الحاكم كانوا من بين 217 نائبا أيدوا مشروع قرار يعارض موقف الحكومة من الأزمة العراقية. وقال بلير إنه أخبر عائلته والمسؤولين الذين يعملون معه بأن يستعدوا تحسبا لاستقالته. وقال سترو لصحيفة الجارديان: إذا لم نحصل على التأييد الذي كنا نحتاجه في مجلس العموم، لكان بلير قد تنحى بالتأكيد وأنا معه. وأضاف أنه أخبر زوجته أنه قد يتقدم باستقالته بشأن الأزمة العراقية. ويعتقد أن بلانكت قال للصحيفة نفسها إن الجميع كان يعتقد أن بلير راهن على رئاسته للحكومة البريطانية. وأضاف: اعتقدت أنها ستكون ضربة للحكومة كلها. وقال بلير لصحيفة صن الشعبية الأسبوع الماضي إنه جلس مع أبنائه وأخبرهم بأن عملية التصويت صعبة للغاية وأنه يخشى من انتهاء مستقبله السياسي بسببها. بلير كان يشعر بحساسية الموقف