طالب تام دالييل كبير السن لدى النواب العماليين في مجلس العموم البريطاني صباح أمس الاثنين برحيل رئيس الوزراء توني بلير "على الفور" بسبب سياسته تجاه الازمة العراقية. وقال دالييل ردا على سؤال لاذاعة فرانس انتير العامة ان "الولاياتالمتحدةوبريطانيا على خطأ واعتقد ان الاوان قد فات بالنسبة لتوني بلير. انا اريد تغيير رئيس الوزراء، ونفتش عن سياسي اخر غير توني بلير"، مؤكدا انه طلب رحيله "على الفور". وقال "نحن في غاية الغضب لمواقف بريطانياوالولاياتالمتحدة" الداعية الى اللجوء الى القوة ضد العراق، واكد ان"غالبية البرلمانيين العماليين" تشاطره رأيه في هذا الصدد. واضاف "ان المانياوفرنسا محقتان وأمل ان يتحدث رئيس وزراء اخر بجدية مع المانياوفرنسا" مشيرا الى ان رحيل توني بلير "ممكن" في نظره. ويواجه بلير ازمة متزايدة فيما يبدو بعد اعلان احد اعضاء حزبه في البرلمان عزمه على الاستقالة بسبب موضوع العراق وما تردد عن احتمال استقالة اربعة آخرين واحتمال تمرد 200 من اعضاء الحزب في البرلمان على موقف الحكومة اذا شاركت في شن حرب دون موافقة الاممالمتحدة. في الوقت نفسه اشار استطلاع للرأي الى ان 15 في المئة فقط من البريطانيين يؤيدون شن حرب على العراق بدون قرار ثان من الاممالمتحدة. وتحدث بلير الى عدد من زعماء دول العالم مطلع الاسبوع في محاولة لحشد تأييد لمشروع قرار معدل بشأن العراق طرحته بريطانياوالولاياتالمتحدة واسبانيا على مجلس الامن الدولي يوم الجمعة. كما يتوقع ان تشهد الايام القادمة استمرارا للنشاط الدبلوماسي المكثف. لكن بلير واجه صعوبة في اقناع الدول الاعضاء في مجلس الامن بالموافقة على مشروع القرار الذي يحدد مهلة للعراق غايتها 17 مارس لنزع اسلحته. وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة "شينخوا" ان الرئيس الصيني جيانج تسه مين قال لبلير خلال محادثة هاتفية الاحد ان الازمة يمكن حلها بالوسائل الدبلوماسية وانه يتعين استمرار عمليات التفتيش عن الاسلحة في العراق وتعزيزها. وتتمتع الصين بحق النقض "الفيتو" في مجلس الامن. كما تعارض فرنسا وروسيا اللتان تتمتعان ايضا بهذا الحق اي قرار يخول بشن الحرب بالتصريح او التلميح. وهددت وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية كلير شورت بالاستقالة إذا قاد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير البلاد نحو حرب ضد العراق دون مساندة من الاممالمتحدة. وأدلت شورت بهذا التصريح في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي. وهي أول عضو في الحكومة يهدد بالاستقالة بسبب الازمة العراقية. وهي تنتمي إلى الجناح اليساري في حزب العمال البريطاني. وتشير قراءة التاريخ السياسي الى ان المضي قدما في اي عمل عسكري رغم معارضة الراي العام وضد رغبات القاعدة السياسية لاي حزب يمثل كارثة لاي زعيم.