مقديشو - ق ن أ - ذكرت معلومات في العاصمة الصومالية ان الحكومة السودانية تتوسط بين اديس ابابا ومقديشو لتحسين العلاقات بين الجانبين قبل عقد مؤتمر المصالحة الصومالية منتصف الشهر المقبل. في غضون ذلك، اعلنت الحكومة الانتقالية في مقديشو إجراءات لاعادة تنظيم القوات المسلحة وإدارة الاقاليم، وتزامن ذلك مع مقتل شخصين وسط العاصمة امس في تجدد الاشتباكات بين ميليشيات محلية. وفي موازة ذلك، بدأ وفد اميركي من "معهد التنمية الديمقراطية" محادثات مع مسؤولين في "جمهورية أرض الصومال" شمال غربي البلاد. وكشفت مصادر في وزارة الخارجية الصومالية ان وزير الخارجية السوداني مصطفى اسماعيل يجري اتصالات مكثفة مع وزيري خارجية اثيوبيا سيوم مسفن والصومال يوسف حسن في إطار وساطة بدأتها الخرطوم بين اديس ابابا ومقديشو. ويواصل الوزير اسماعيل اتصالاته بالوزيرين على هامش اجتماعات الاممالمتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك. ورجحت المصادر نفسها، اجتماع الوزيرين في لقاء مباشر في نيويورك، واعتبرته خطوة جديدة في اتجاه تنقية الاجواء بين الجارتين في القرن الافريقي. وتأتي الجهود السودانية مع قرب انعقاد مؤتمر المصالحة الصومالية في كينيا منتصف الشهر المقبل المقبل. من جهة اخرى، اصدرت الحكومة الانتقالية الصومالية، عقب اجتماعات استمرت عشرة أيام برئاسة الرئيس عبدي قاسم صلاد حسن قرارات عدة شملت إجراءات لاعادة تنظيم القوات المسلحة والاسراع فى تشكيل ادارة للاقاليم. كما تضمنت القرارات إجراءات لمراقبة الادوية والاغذية التي تدخل البلاد، واخلاء المدارس الحكومية من النازحين الذين يستوطنون فيها منذ اندلاع الحرب الاهلية قبل اكثر من عشر سنوات، وتعهدت الحكومة مساعدتهم على العودة الى مناطقهم الاصلية التي نزحوا منها الى العاصمة0 وأكدت الحكومة التزامها عملية المصالحة الوطنية مع مختلف أقطاب المعارضة وشددت على أن يكون "مؤتمر عرتا" الذي اتى بالحكومة الانتقالية، أساس لمؤتمر المصالحة المقبل المقرر عقده في كينيا. ورفضت الحكومة "أي محاولة من قبل المعارضة لتجاوز مقررات مؤتمر عرتا". وعلى صعيد الوضع الامني، تجددت المواجهات المسلحة بين افراد ميليشيات محلية امس مما ادى الى مقتل شخصين على الاقل وأصابة عشرات بجروح. وبأت الاشتباكات بعدما شنت مليشيات مسلحة هجوماً على مخيم اللاجئين في حي وردقلي وسط مقديشو، وردت ميليشيات اخرى على الهجوم مما اوقع القتلى والاصابات بين سكان المخيم. في غضون ذلك شب حريق هائل ليل الاحد - الاثنين في مخيم للنازحين في حي كاران شمال مقديشو أسفر عن تدمير عدد من مساكن النازحين. وتدد في العاصمة أن مليشيات تعمدت اشعال النار فى المخيم لطرد قاطنيه، فيما ذكرت معلومات اخرى، أن النيران اشتعلت في احدى المنازل قبل ان تمتد الى المخيم. وفي شمال الصومال، أجرى "رئيس جمهورية ارض الصومال" المعلنة من جانب واحد منذ 1991، طاهر ريالي كاهن "محادثات مهمة" في عاصمة "الجمهورية" هرغيسا مع وفد أميركي من "معهد التنمية الديمقراطية". وأكد ريالي للوفد المحادثات تمسك "أرض الصومال" في تثبيت تحقيق استقلالها الذي اعلنته عقب اندلاع الحرب الاهلية في الصومال العام 1991، وانها تسعى الى تطبيق الديموقراطية واجراء الانتخابات البلدية والرئاسية قريباً. وصرح رئيس الوفد الاميركي بأن زيارته تهدف الى المساعدة في تنفيذ دورات تدريبية للاحزاب السياسية التي تستعد لخوص الانتخابات المقبلة في البلاد تحقيقاً للديموقراطية. واشار الى أن الولاياتالمتحدة والدول الغربية بدأت تبدي اهتماماً بمجربات الاحداث في "أرض الصومال".