حض نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في عمان امس الجماهير العربية على التحرك "لمواجهة العدوان الاميركي" المتوقع على بغداد، مؤكداً ان بلاده التي "لا تعتمد على الاحتمالات ولا تؤمن بالمفاجات" ستستخدم حقها المشروع في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم اسرائيلي في اطار الحرب الاميركية المحتملة. وقال رمضان في مؤتمر صحافي عقب مباحثات اجراها مع الملك عبدالله الثاني في قصر الضيافة، ان "من حق اي بلد يتعرض للعدوان ان يواجهه بكل الوسائل الممكنة، ومهما كان مصدره"، وان "من حق الجماهير العربية اينما وجدت ان تمارس هذا الحق ايضاً، وتواجه مصالح العدوانيين المادية والانسانية". ورداً على سؤال عن احتمال ان يضرب العراق في عمق اسرائيل في حال بدء الحرب الاميركية عليه، شدد على ان "من حق البلد الذي يقع عليه العدوان ان يضرب القاعدة التي يخرج منها"، الا انه استدرك ان "كل شيء يتعلق بظرفه"، مكررا القول أن بلاده "تنظر بجدية الى التهديدات الاميركية، وتعمل وكان العدوان وشيك، لانها لا تبني سياساتها على الاحتمالات ولا تقبل بالمفآجات". ونقل رمضان الى العاهل الاردني رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين، تتعلق بالتهديدات الاميركية التي يواجهها العراق كما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية "بترا" التي نقلت عن الملك عبدالله تأكيده سعي الاردن الحثيث لتجنيب العراق ضربة عسكرية ستكون لها اثار سلبية على دول المنطقة كافة وتجديده موقف عمان الداعي الى ايجاد آلية ملائمة لعودة المفتشين الدوليين، وتطبيق قرارات مجلس الامن، لنزع فتيل التوتر. وعلمت "الحياة" من مصادر دبيلوماسية ان نائب الرئيس العراقي "بحث مع المسؤولين الاردنيين في ضرورة انطلاق جهود سياسية عربية لتحقيق مزيد من التقارب بين العراق والسعودية، للبناء على رغبة البلدين التي تجسدت في قمة بيروت في آذار مارس الماضي في اعادة بناء علاقات متينة في هذه المرحلة". واعتبر رمضان ان العدوان على العراق "يعد عدوانا على الامة العربية والانسانية، ويهدف الى الهيمنة وتشكيل استعمار دولي جديد في اطار العولمة"، مشيراً الى ان "السيطرة على الثروة النفطية العربية هدف مباشر للولايات المتحدة التي تعلم جيدا ان ذلك لن يكون الا بانهاء العراق الذي تشكل مواقفه من فلسطين، ومن نفط الخليج العربي خطرا على اطماع واشنطن التي تريد ان يتحول العرب الى حراس على النفط في المنطقة". وزاد ان "هذا ما يهم اميركا من العراق، وليس عودة المفتشين، او تهديد دول الجوار". وانتقد موقف بريطانيا من بلاده، ووصفها بانها "دولة تابعة للولايات المتحدة، تعادي العراق، لانها دولة استعمارية قديمة طردت منه". وامتدح في المقابل موقف المانيا الرافض ضرب العراق، داعيا في هذا الاطار الدول العربية التي تقيم علاقات جيدة مع فرنسا الى مزيد من الحوار مع باريس، لاقناعها بخطورة العدوان الاميركي والتهديد به وانعكاسات ذلك على الامن الدولي. وتساءل رمضان عن معنى عودة المفتشين بعدما امضوا سبع سنوات في العمل في هذا المجال لافتا الى ان بغداد ما تزال في انتظار ما سيقدمه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من معلومات تؤكد ان لدى العراق اسلحة دمار شامل، "وعندها فنحن مستعدون للحديث في مسألة التفتيش". وفي بغداد، نفى مسؤول عراقي صحة اتهام نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول في الاستخبارات الاميركية أفاد ان العراق كثف محاولاته أخيرا لاستيراد معدات يمكن استخدامها في تخصيب اليورانيوم او في صنع الاسلحة النووية، مشيرا الى ان ما ذكرته الصحيفة "لا اساس له من الصحة" وان المواد التي اشارت اليها هي "معادن عادية تستخدم لاغراض صناعية مختلفة ولا علاقة لها باي نشاط نووي". واوضح المسؤول في دائرة الرقابة الوطنية، وهي الجهة العراقية المعنية بالعلاقة مع لجان الاممالمتحدة للتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل، في تصريحات للصحافيين ان الادارة الاميركية والبريطانية "دأبتا على استخدام وسائل اعلامهما المعادية للعراق في نشر وتلفيق اكاذيب عن سعي العراق لتطوير برنامج الاسلحة النووية بهدف تضليل المجتمع الدولي، في محاولة يائسة للخروج من العزلة التي واجهتهما من خلال رفض المجتمع الدولي الانسياق لمخططاتهما الرامية للعدوان". واكد المصدر العراقي ان العراق "توقف عن القيام بأي نشاط محظور وتخلص من جميع الاسلحة والمواد المحظورة بموجب القرار 687 منذ نهاية العام 1991، ونفذ ما عليه من التزامات باعتراف اللجنة الخاصة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، الا ان مجلس الامن، وبسبب هيمنة اميركا عليه، لم ينفذ التزاماته المقابلة برفع الحصار بموجب القرار المذكور". واعتبر أن "اثارة هذا الموضوع في هذا الوقت ما هو الا محاولة لاستمالة بعض الدول التي رفضت الانسياق وراء المخططات الاميركية في العدوان على العراق". ونظمت السلطات العراقية زيارة ثانية الثلثاء الى موقع التويثة التابع لمنظمة الطاقة الذرية على بعد 20 كيلومترا جنوببغداد، الذي وردت اشارة اليه في تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي قال ان العراق جدد العمل في برنامجه للاسلحة النووية. وشاهدت مجموعة جديدة من مراسلي الصحف ووكالات الانباء والمحطات الفضائية مباني المركز واقسامه الاربعة التي خصص احدها لانتاج المستحضرات الطبية والثاني لزراعة نبات الفطر، فيما خصص الثالث لاعداد تصاميم هندسية والرابع لاجراء بحوث علمية.