واشنطن - أ ف ب - ذكرت مجلة "نيوزويك" ان مخبراً من مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي عاش خلال بعض الوقت مع اثنين من الارهابيين الذين شاركوا في هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه الاميركية صوّرت السعوديين خالد المحضار ونواف الحازمي في اجتماع "قمة" لشبكة "القاعدة" عقد في ماليزيا في كانون الثاني يناير 2000. ولكن قبل 19 يوماً فقط من الهجمات ادركت الوكالة ان الرجلين التقيا احد المتهمين الرئيسين في الهجوم الذي استهدف في تشرين الاول اكتوبر 2000 المدمرة الاميركية "كول" في اليمن وكانا وجّها آنذاك انذاراً الى الولاياتالمتحدة. وأفادت مصادر "نيوزويك" ان السعوديين تابعا دروساً في الطيران في سان دييغو كاليفورنيا غرب الولاياتالمتحدة حيث عاشا في منزل رجل عمل مع مكتب التحقيقات الفيديرالي حول مسائل تتعلق بحركة المقاومة الاسلامية حماس الفلسطينية. وقال المخبر في ما بعد: "أعرف هذين الرجلين... انهما قاسماني منزلي". وصرح مسؤول سابق في قسم مكافحة التجسس التابع لمكتب التحقيقات الفيديرالي بأن الشخص المسؤول عن المخبر كان عليه ان يحاول على الاقل الحصول على معلومات اكثر عن السعوديين الاثنين. وقال "كان ينبغي التساؤل من هما وماذا يفعلان هنا. يبدو لي انه كان هناك نقص لافت للفضولية". من جهة أخرى، نقل مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية عن عضوين بارزين في تنظيم "القاعدة" ان اسامة بن لادن شارك شخصياً في التخطيط لهجمات ايلول. وقال المراسل يسري فودة ان الحديث الذي اجراه مع رمزي بن الشيبة وخالد الشيخ محمد لا يقدم ادلة على ما إذا كان المتشدد سعودي المولد حياً او ميتاً. وصرح فودة من لندن: "يمكنكم ان تقولوا ان يسري فودة الذي اجرى الاحاديث قال انها ستثبت انه بن لادن شارك فعلياً في التخطيط للهجمات"، مشيراً الى حديث اجراه في حزيران يونيو في مدينة كراتشي الباكستانية او بالقرب منها مع الشيبة، وهو يمني الجنسية والشيخ محمد وهو كويتي المولد وصفه بأنه رئيس اللجنة العسكرية في "القاعدة". وأقام الشيبة مع محمد عطا في شقة في هامبورغ. وعطا هو قائد مجموعة تضم 19 شخصاً نفذت هجمات 11 ايلول في الولاياتالمتحدة والتي اسفرت عن سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل. وعرضت القناة القطرية الجزء الاول من الفيلم الوثائقي الذي اعده فودة تحت عنوان "سري للغاية" الخميس الماضي ويعتزم بث الجزء الثاني ويتضمن الحديث الخميس المقبل. وأفاد فودة: "قال الشيخ محمد انه ترأس اللجنة العسكرية التي خططت للهجمات، وقال الشيبة انه قام بدور المنسق". وأضاف ان الاثنين اعترفا بأن "القاعدة" درست استهداف منشآت نووية اميركية خلال الهجمات، الا انها تخلت عن الفكرة "موقتاً على الاقل". وقال فودة: "ابلغني الشيخ محمد انهم استبعدوا الفكرة في الوقت الجاري خشية ان تخرج الامور عن نطاق سيطرتهم". وتابع: "قال محمد ان لجنة العمليات العسكرية اجتمعت لاتخاذ قرار في شأن تنفيذ العمليات الاستشهادية في الولاياتالمتحدة حيث جرت مناقشة الاهداف. ارادوا في اول الامر استهداف المفاعلات النووية". وأشار فودة الى ان الطائرة الرابعة التي تحطمت في بنسلفانيا كانت في طريقها الى مقر الكونغرس الاميركي في واشنطن. وقال الشيبة ان عطا اتصل به في 29 آب اغسطس وأبلغه موعد الهجمات من خلال لغز لفظي قال ان صديقاً طلب منه حله وهو: "ما قولك في عصاتين 11 ثم شرطة بعدها كعكة تتدلى منها عصا 9". وأوضح فودة انه اجرى الحديث مستخدماً معدات خاصة ب"القاعدة". وأضاف: "لا يسمحون لأي فرد بإحضار معداته وتحتم عليّ ان اعتمد على آلات التصوير الخاصة بهم".