نفى وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر أمس السبت أي مشاركة لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) في العملية التي أدت الأربعاء الماضي إلى اعتقال عدد من أعضاء تنظيم القاعدة بينهم رمزي بن الشيبة المشتبه بمشاركته في التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على الولاياتالمتحدة.وأوضح أن المداهمة قامت بها الشرطة الباكستانية وعمليات الاستجواب تقوم بها الوكالات الأمنية لكنها لم تكن عملية مشتركة مع مكتب التحقيقات الفدرالي ولم يكن هناك عناصر منه في العملية. لكنه أضاف إن مكتب التحقيقات الفدرالي يملك المعدات التي تسمح بتحديد المواقع وبعد ذلك ينقلون المعلومات إلينا. ومن جانبها قالت السلطات الأمريكية إن نظيرتها الباكستانية وعناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) اعتقلت ابن الشيبة -اليمني الجنسية- يوم الأربعاء الماضي في كراتشي, في عملية قتل فيها شخصان واعتقل 10، وقد وضع في الحبس الاحتياطي لدى السلطات الأمريكية في مكان لم يكشف عنه. وكان مصدر في الشرطة ذكر في وقت سابق أمس ان أحد خمسة أجانب أوقفوا قال أن اسمه رمزي. واضاف هذا المصدر الذي طلب عدم كشف هويته (لا نعرف اذا كان رمزي بن الشيبة لكنه عرف عن نفسه باسم رمزي وهو عربي..) فيما أكدت السلطات الامريكية انه نفسه اليمني رمزي بن الشيبة أحد أهم المشتبه بهم في الاعتداءات التي استهدفت واشنطنونيويورك في ايلول/سبتمبر 2001 . وأوضحت انه موقوف تحت حراسة أمريكية حاليا. أنباء متضاربة وتضاربت الأنباء بشأن مكان بن الشيبة حاليا، ففي حين ذكرت أنباء أنه نقل إلى ألمانيا, ورد عن ضابط باكستاني رفيع قوله إن مقاتلي القاعدة المعتقلين لايزالون في باكستان. وقال المحققون الباكستانيون إن عملية المداهمة جرت بعد معلومات سربها مكتب التحقيقات الفدرالي إلى الاستخبارات الباكستانية إثر التقاط اتصال بهاتف محمول. وقال مصدر في الشرطة الباكستانية إن جميع الموقوفين أجانب وبينهم امرأة وطفل وليسوا معتقلين لدى الشرطة الباكستانية. وذكرت الشرطة الباكستانية أن ضباطا أميركيين تعقبوا ابن الشيبة إلى مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في منطقة بمدينة كراتشي بفضل المكالمة الهاتفية التي أجراها بالهاتف المحمول عبر الأقمار الاصطناعية. ولكن مسؤولي الأمن وضباط المخابرات واجهوا مقاومة مسلحة عندما أغاروا على المبنى ولم ينجحوا في اعتقال ابن الشيبة إلا بعد تبادل لإطلاق النيران استمر ثلاث ساعات قتل خلاله اثنان من أعضاء القاعدة كما أصيب ستة من رجال الشرطة وطفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام. وذكرت الشرطة الباكستانية ان احد اجنبيين قتلا في عملية المداهمة يمكن ان يكون متورطا في قتل الصحافي الاميركي دانيال بيرل الذي خطفه ناشطون اسلاميون في 23 كانون الثاني/يناير في كراتشي. وفي مقابلة خاصة مع شبكة الCNN الجمعة قال الرئيس الباكستاني برفيز مشرف أن السلطات الباكستانية اعتقلت رمزي في حملة اعتقالات واسعة استغرقت يومين وأسفرت عن اعتقال 10 من المشتبه بإنتمائهم لتنظيم القاعدة وبينهم شخصية مهمة ولم يفصح إذا ما كانت هذه الشخصية هي رمزي بن الشيبة. وقال مشرف في المقابلة (كانوا يعيشون في منطقة سكنية، ولقي عضوان من القاعدة مصرعهما أثناء تبادل إطلاق النيران كما أصيب 7 من القوات الأمنية الباكستانية بجراح). وتابع الرئيس الباكستاني بالقول (سنقوم باستجوابهم، وهناك عمليات متعبة معروفة لكل المؤسسات الاستخباراتية وسنتعاون في هذا الشأن، وسنقوم بتحديد المذنب منهم والبريء، وطالما كان هناك إطلاق للنار فهذا يقطع الشك بأنهم من أفراد القاعدة). وأضاف مشرف بأن المقبوض عليهم يحمل أحدهم الجنسية المصرية وآخر السعودية وثمانية من الجنسية اليمنية. اعتراف مسبق وجاء اعتقال ابن الشيبة - المطلوب أيضا من قبل أجهزة الاستخبارات الألمانية- بعد أيام قليلة من ظهوره في لقاء أجراه معه يسري فودة مقدم برنامج (سري للغاية) الذي بثته قناة الجزيرة, واعترف فيه بأنه كان مسؤولا عن الجوانب اللوجستية والمالية لما سماه غزوتي نيويوركوواشنطن. وأكد ابن الشيبة مع عضو آخر في القاعدة هو خالد شيخ محمد، أن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن مسؤول عن الهجمات على نيويوركوواشنطن العام الماضي. وفي فيلم وثائقي عرضته قناة الجزيرة التي تبث من الدوحة بقطر الخميس، قال ابن الشيبة أنه تمنى أن يكون من بين الخاطفين الذين شنوا الهجمات على برجي التجارة العالمي والبنتاغون والأخرى التي سقطت في بنسلفانيا، إلا أنه فشل في الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة. وعبر ابن الشيبة، في المقابلة التي أجراها معه يسري فوده في التقرير، عن مدى الفرحة العارمة التي غمرته هو وبقية أعضاء تنظيم القاعدة (الأخوة كما دعاهم) عندما شاهدوا الطائرات المختطفة وهي ترتطم ببرجي التجارة العالمي، وقال (لقد صاح الأخوان .. الله أكبر.. ولله الحمد.. وأنخرطوا في البكاء). وأشارت قناة الجزيرة إلى أن المقابلة قد أجريت مع ابن الشيبة في كراتشيبباكستان. ولم يفصح المسؤولون الأميركيون بالمزيد من التفاصيل عن عملية إعتقال منسق هجمات 11/9 وعدد آخر من أعضاء القاعدة، فيما رفض البيت الأبيض والاستخبارات الأميركية التعليق. ويولي المسؤولون الأمريكيون أهمية خاصة لمنسق هجمات 11/9 بعد إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI أن ابن الشيبة هو الشخص المطلوب في قضية التفجيرات، وفي هذا الشأن قال المدعي العام الأميركي جون أشكروفت (أنه الشخص الذي نوليه أهمية خاصة .. لقد فشل في دخول الولاياتالمتحدة 3 مرات..ونعتقد بأنه كان سيكون الخاطف رقم 20). وكان مسؤولون أمريكيون قد قالوا إن ابن الشيبة فشل أربع مرات على الأقل في الحصول على تأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة وإنه كان يرغب في المشاركة بتنفيذ الهجمات مع التسعة عشر فردا الذين خطفوا الطائرات العام الماضي. وكان ابن الشيبة أحد زملاء غرفة محمد عطا الذي يشتبه في أنه زعيم مجموعة خطفت الطائرات أثناء إقامتهما في هامبورغ بألمانيا. وأفادت السلطات الأمنية الألمانية الجمعة أن أفراد القاعدة الذين شاركوا في تنفيذ الهجمات التقوا في منتصف شهر يونيو/حزيران عام 1999 في تجمع إسلامي في مدينة أمستردام بهولندا، وأن اللقاء جمع بين كل من محمد عطا ومروان الشحي ورمزي بن الشيبة. وكان ابن الشيبة أحد خمسة أعضاء في القاعدة ظهروا على شريط فيديو أعده مكتب التحقيقات الفدرالي وبثته السلطات الأميركية يوم 17 يناير/كانون الثاني.. واعترف في اتصال هاتفي بقناة الجزيرة بمشاركته في التخطيط للهجمات على نيويوركوواشنطن في سبتمبر الماضي 2001. إلى ذلك فقد أعلنت السلطات الأمريكية ليل الجمعة/ السبت أن خمسة رجال من اصل يمني يشتبه بانتمائهم الى خلية إرهابية على الأراضي الأمريكية أوقفوا في لاكاوانا (ولاية نيويورك). وتضم مدينة لاكاوانا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 19 ألف نسمة وتقع جنوب بوفالو (غرب ولاية نيويورك) جالية كبيرة من بلدان الشرق الأوسط.