الخرطوم، القاهرة - "الحياة"، ا ف ب، رويترز - أعلنت عائلة المعارض الاسلامي السوداني البارز الدكتور حسن الترابي انه نُقل من مقر اقامته الجبرية في الخرطوم الى "جهة مجهولة"، بعد اعتقال العديد من المقربين منه المتهمين بالتآمر ضد الدولة. وتزامن ذلك مع اتهام الحكومة "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق بقصف مواقع الجيش السوداني في الجنوب، على رغم استمرار محادثات السلام في كينيا المجاورة. وقال صديق حسن الترابي، نجل زعيم حزب المؤتمر الشعبي، لوكالة "فرانس برس": "لا نعرف الى أين نقل. بعضهم يقول انه نُقل الى منزل آخر، وآخرون يقولون انه اقتيد الى بور سودان على البحر الاحمر". وأضاف ان والده فُقد مساء الخميس واقتيد الى "جهة مجهولة"، وان زوجته منعت من مرافقته. وقال ابن المعارض السوداني: "يبدو ان والدي محتجز رهينة للحؤول دون تنفيذ عملية محتملة ضد الحكومة"، من دون توضيحات اضافية. واعتقل عشرات الاعضاء في المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي في الأيام الاخيرة في الخرطوم ومدن أخرى في البلاد. وتتهمهم السلطات بالعمل على تخريب محادثات السلام الجارية بين الحكومة و"الحركة الشعبية". واشارت صحف الى ان أجهزة الأمن صادرت اسلحة ومتفجرات واشرطة مدمجة تكشف ان مقر اقامة بعض الوزراء والمسؤولين في الحزب الحاكم، حزب المؤتمر الوطني، ستستهدف باعتداءات بالمتفجرات. وبعض المعتقلين في اطار الحملة ضد حزب المؤتمر الوطني، متهم بمهاجمة منزل وزير فضلا ًعن منزل الأمين العام للحزب الحاكم ابرهيم احمد عمر. والترابي الذي كان يعتبر العقل المدبر في السلطة، اعتقل في شباط فبراير 2001 ووضع في الاقامة الجبرية في تشرين الاول اكتوبر من العام نفسه. وقرر الرئيس عمر البشير في 18 آب اغسطس ابقاءه قيد الاقامة الجبرية سنة قابلة للتجديد. على صعيد آخر، كتبت صحيفة "الانباء" السودانية أمس ان الجيش اتهم ثوار "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقصف مواقعه في الجنوب. ونقلت عن ناطق باسم الجيش ان قوات قرنق اكدت من جديد "طبيعتها العدوانية" وقصفت مواقع للقوات المسلحة في لابولو وتوريت الواقعة وسط مراكز تجمعات مدنية. وتقع المنطقتان قرب الحدود الاوغندية والكينية الواقعة على بعد نحو 1200 كيلومتر جنوبالخرطوم. وقال ان "هذه الهجمات تأتي بينما المفاوضات جارية بين الحكومة وحركة التمرد في كينيا للتوصل الى السلام وبعد ان اوقفت القوات المسلحة الحكومية عملياتها لايجاد جو ملائم للمفاوضات". واكد ان قصف هذه المواقع يدل على ان "الجيش الشعبي" "اختار الحرب بدل السلام"، مؤكداً ان الجيش "يحتفظ بحق الرد لحماية مواطنيه وافراده". وبدأت الحكومة والجيش الشعبي لتحرير السودان في اب اغسطس الماضي جولة جديدة من محادثات السلام بعد الاتفاق في تموز يوليو على مبدأ الحكم الذاتي لسكان الجنوب وحق الانفصال عن طريق استفتاء. ويقول محللون ان الوقف التام لاطلاق النار سيكون على الارجح في إطار اتفاق شامل للسلام. ومن المقرر ان تستمر المحادثات الجارية في كينيا في الوقت الحالي اسبوعين آخرين. القاهرة الى ذلك، يصل الى القاهرة مساء اليوم وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في زيارة تستمر أسبوعاً يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين، بينهم وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر والمستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز والأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى. ويُتوقع ان تتناول محادثاته سبل إنهاء الخلافات التي ظهرت في الفترة الأخيرة بين مصر والسودان عقب توقيع "بروتوكول مشاكوس". وقال السفير السوداني لدى القاهرة السيد احمد عبد الحليم ان وزير الخارجية السوداني سيلتقي كبار المسؤولين المصريين والسفراء غير المقيمين والمعتمدين لدى مصر والسودان وعددهم خمسون سفيراً. ويفتتح القنصلية السودانية في اسوان يوم الجمعة. ويلتقي عثمان ايضا عدداً من وزراء الخارجية العرب قبل اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية يومي الاربعاء والخميس المقبلين، ويعرض معهم محادثات السلام السودانية. وسيبحث الوزراء العرب في بندين يتعلقان بالسودان. الأول يتناول الدعم المقدم من الدول العربية لجنوب السودان، لتكريس الوحدة السودانية. أما البند الثاني فيتعلق ب"التهديدات" التي يتعرض لها السودان والجولات التفاوضية التي تجريها الحكومة مع أقطاب المعارضة. واشاد عثمان أمس بقرار وزارة الخارجية الاميركية انشاء ادارة خاصة ببلاده منفصلة عن ادارة شرق افريقيا. وقال ان هذه الخطوة "يمكن أن تتيح الفرصة للإدارة الاميركية لتلم بأوضاع السودان وستساهم في وجود تنسيق بين الجانبين يؤدي الى تحسين التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك وكذلك القضايا الثنائية".