قتل الجيش الاسرائيلي امس ناشطين فلسطينيين بنيران اسلحة اطلقت من مروحية اسرائيلية، وتوغلت قوات الاحتلال في بلدة القرارة في قطاع غزة حيث اعتقلت عدداً من الاشخاص، وواصلت حصارها لمدينة رفح. جنين، نابلس الضفة الغربية، غزة - أ ف ب - اكد مسؤولون امنيون فلسطينيون امس ان مسلحين فلسطينيين ينتميان الى كتائب شهداء الاقصى المقربة من حركة "فتح" بزعامة ياسر عرفات، قتلا برصاص جنود اسرائيليين بالقرب من جنين، شمال الضفة الغربية. وتم العثور على جثتي علي عجوري 35 عاماً ورائد محشود 25 عاماً في حقل بالقرب من قرية جبع. وقبل ذلك بساعات سمع سكان المنطقة اطلاق نار من اسلحة رشاشة من مروحية في المنطقة. وفي بيان مقتضب اكد الجيش الاسرائيلي ان علي عجوري قتل خلال العملية من دون ان يذكر هوية الناشط الثاني. وكان الجيش يتهم عجوري بالتخطيط لعملية انتحارية نفذها فلسطينيان في السابع عشر من تموز يوليو في تل ابيب وأسفرت عن مقتل خمسة اشخاص. وتم تدمير منزله قبل اسبوعين في مخيم عسكر بالقرب من نابلس فيما لا يزال احد اشقائه واحدى شقيقاته مهددين بالابعاد الى قطاع غزة. وفي بيان تسلمت وكالة "فرانس برس" نسخة منه توعدت كتائب شهداء الاقصى "بالثأر للشهيدين". وكان مصدر طبي افاد ان فتى فلسطينياً في ال13 من العمر قتل برصاص الجيش الاسرائيلي مساء اول من امس في قرية بلاطة القريبة من نابلس. وقال شهود ان حمزة بدوي كان واقفاً امام منزله عندما اطلقت دبابة اسرائيلية النار باتجاه القرية ليصاب برصاصة قاتلة. وتنفس اهالي نابلس القديمة شمال الضفة الغربية الصعداء امس وتجرأوا على الخروج من منازلهم للمرة الاولى منذ خمسة ايام وسط الدمار الذي خلفه الجيش الاسرائيلي، بعد تأكدهم من انسحابه من داخل البلدة. وانتشر الركام وحطام الابواب والنوافذ وتدلت اسلاك الكهرباء والهاتف من فوق الاعمدة فيما تحولت الشوارع الى حفر مملوءة بالمياه، وطافت المياه في شوارع اخرى وغمرتها وتبعثرت النفايات التي تنبعث منها الروائح الكريهة في كل ناحية. وانسحبت القوات الاسرائيلية مساء الاثنين من المدينة القديمة التي يعيش فيها حوالى 25 الف نسمة، لتتمركز حولها بينما ما زال الجيش الاسرائيلي يفرض منع تجول على مجمل نابلس. واخلى الجنود الاسرائيليون عدداً من المباني في القصبة وانسحبت الآليات العسكرية من الازقة الضيقة للمدينة القديمة، بعدما نفذوا حملة تفتيش ومداهمات واسعة النطاق بحثا عن مطلوبين واسلحة. وتخلل هذه الحملة هدم مبان والحاق اضرار جسيمة بعشرات المنازل السكنية وتدمير البنية التحتية. قطاع غزة من جهة ثانية، احتلت دبابات ترافقها سيارات عسكرية مصفحة صباح امس بلدة القرارة في جنوب قطاع غزة وفرض جنود الاحتلال منع التجول على البلدة وامروا الرجال فيها بالتجمع لاستجوابهم. وافادت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي اعتقل العديد منهم. ولا يزال امس، لليوم الثاني على التوالي، يفصل بالدبابات والسواتر الترابية مدينة رفح عن باقي قطاع غزة فصلاً كاملاً ويمنع الفلسطينيين من التنقل. وقالت ان الجيش اعتقل عدداً من سكان رفح. وكانت مروحيات قتالية اسرائيلية اطلقت مساء الاثنين عدة صواريخ على مبنى فلسطيني في مدينة غزة، واوضحت مصادر طبية ان القصف اوقع خمسة جرحى.واشار ضباط امنيون فلسطينيون الى ان صاروخين اطلقا على المبنى اضافة الى قنابل مضيئة. وافاد شهود ان القصف استهدف ورشة حدادة في حي الزيتون في مدينة غزة. واكد ناطق عسكري اسرائيلي في بيان حصول الغارة موضحاً ان "المروحيات هاجمت ورشة لصنع الاسلحة". وكقاعدة عامة يؤكد الجيش الاسرائيلي ان هذه الورش تستخدم في صنع الاسلحة ولا سيما صواريخ "القسام".