تمردت غادة إبراهيم خلال العامين الأخيرين على نوعية الأدوار التي حاول المخرجون حصرها فيها وقدمت أدواراً مختلفة منها الفلاحة والصعيدية والضعيفة والمستكينة والشريرة والعانس وغيرها في مسلسلات "حبنا الكبير" الذي يعرض حالياً على شاشة التلفزيون المصري و"رحيق الفوارس" و"الكومي" إلى جانب أفلام "الامبراطورة" و"حبيبتي من تكون؟" و"حائط البطولات". وقامت أخيراً بجمع معلومات كبيرة عن الراحلة ناهد شريف لتقوم بتجسيد شخصيتها في فيلم سينمائي يتولى كتابته حالياً المؤلف رفيق الصبان. "الحياة" التقتها وسألتها عن هذا الفيلم وجديدها وأشياء أخرى. هل هناك اعمال أخرى بعد مسلسل "حبنا الكبير" الذي يعرض حالياً؟ - انتظر عرض مسلسلين، الأول "رحيق الفوارس" أمام عمر الحريري وشويكار وشيرين وجمال عبدالناصر وحسين الإمام، وهو من تأليف محمد عزيز وإخراج صفوت القشيري، وأجسد فيه شخصية مرشدة سياحية تتزوج من شاب معقد نفسياً بعدما حُكم على والده بالسجن في قضية سياسية. وتحاول أن تصلح أحواله مضحية بنفسها. والثاني "الكومي" ويشاركني بطولته إلهام شاهين وممدوح عبدالعليم وهشام سليم، وهو من تأليف خيري شلبي وإخراج محمد راضي وأجسد فيه شخصية "نعيمة" الفتاة التي تقع في غرام شاب صعيدي حسن أبو ضب يؤدي دوره ممدوح عبدالعليم يعمل "عربجي" في اسطبل عنتر وتدفعه إلى مزيد من النجاح وعندما يكبر ويمتلك المال يتزوج عليها فتصاب بصدمة نفسية. ما قصة الفيلم الذي تنوين تقديمه عن حياة الممثلة الراحلة ناهد شريف؟ - اكتشفت من كثرة ما يسألني الناس "إنت أخت ناهد شريف؟" أن هناك تعتيماً إعلامياً عليها. فلم تكرم مثلاً في أي مناسبة أو مهرجان فني، ولم يصدر عنها كتاب يؤرخ لحياتها، فقمت بنفسي بجمع المعلومات عنها من مصادر مختلفة في مصر ولبنان. واكتشفت أنها قدمت أكثر من 85 فيلماً في مصر وحدها، إلى جانب عدد من الأفلام الأخرى في لبنان والكويت. والأهم من هذا أن كل أدوارها ليست إغراء فقط وإنما فيها الكوميدي والتراجيدي والبوليسي. إلى جانب الأشياء الإنسانية المهمة في حياتها والتي لا يعلم الكثيرون عنها شيئاً، وفكرت في عمل فيلم سينمائي يتناول قصة حياتها واقترحت ذلك على الدكتور رفيق الصبان، فأعجب بالفكرة. وهو يكتب حالياً سيناريو الفيلم الذي قد يحمل عنوان "مذكرات نجمة" على أن يتولى إخراجه أحد كبار المخرجين الذي لم نستقر على اسمه بعد. هل تشبيهك بناهد شريف أمر إيجابي أم سلبي؟ - كون الجمهور والزملاء يشبهونني بهذه النجمة المحبوبة من الجميع، والتي كانت فتاة أحلام عدد كبير من الشباب فهذا شرف كبير لي، ولا يضايقني إطلاقاً. وكان كل ما يقلقني هو محاولة عدد من المخرجين حصري في نوعية أدوار معينة وتحديداً أدوار الإغراء وهو ما حدث في فيلم "طأطأ وريكا وكاظم بيه" و"علاقات مشبوهة" وغيرها، ولكنني تمردت على كل هذا. كيف؟ - بدأت أدقق في الاختيار وأقبل نوعية أخرى لأثبت للجميع أنني قادرة على تجسيد أدوار مختلفة، كما حدث في "بونو بونو" و"الامبراطوة" و"حبيبتي من تكون" أمام فاروق الفيشاوي وآثار الحكيم من إخراج يوسف فرنسيس وجسدت فيه شخصية فتاة صعيدية، و"حائط البطولات" أمام محمود ياسين وفاروق الفيشاوي ورغدة وأحمد بدير وخالد النبوي ومن إخراج محمد راضي وأجسد فيه شخصية "سنية" الفلاحة في قرية بحر البقر التي يموت ابنها الرضيع في غارة إسرائيلية فتبدأ المشاركة في عمليات فدائية، وفي تمثيلية "رصاصة في العقل" من إخراج ابراهيم الشوادي أجسد شخصية فتاة يهودية تقوم بتجنيد عملاء للموساد في مصر. هل تجاوزت مرحلة الانتشار وأصبحت تعيشين مرحلة الاختيار؟ - لم أكن طوال مسيرتي في مرحلة الانتشار. وطوال مشواري لم أقدم دوراً أندم عليه، قد أكون قدمت أدواراً صغيرة لم تتجاوز خمسة مشاهد، والفن عندي ليس سبوبة ولقمة عيش، والدليل أنني تعاونت، على رغم أن عمري الفني لا يزيد على خمسة أعوام، مع مخرجين كبار أمثال خيري بشارة ونادر جلال ومحمد راضي ويوسف فرنسيس وعلي عبدالخالق. شلة واحدة ما رأيك في قيام ثلاث أو أربع فتيات ببطولات كل الأفلام؟ - أتعجب من هذه المسألة جيداً، وأتساءل كيف لهوليوود الشرق التي كان فيها في وقت ما عشرات الفتيات أمثال فاتن حمامة وهدى سلطان وكاميليا وسعاد حسني وشادية وشمس البارودي ونادية لطفي وهند رستم وسامية جمال وناهد شريف وغيرهن أصبحت المسألة قاصرة على ثلاث فتيات فقط ملامحهن وأجسامهن تحصرهن في أدوار معينة. الآن أصبحت توجد شلة واحدة لا تسمح لأحد آخر بالعمل على رغم زيادة دور العرض وشركات الانتاج التي تطلب التنوع، وهؤلاء الفتيات يعملن مع شركة أو اثنتين فقط، وهذا نوع من الاحتكار. يردد البعض أنكِ لا تملكين مواصفات النجمة؟ - بالعكس، الكل يرى أنني أمتلك مواصفات النجمة، وحيد حامد وسمير سيف مثلاً يؤكدان أنه لا ينقصني شيء لأكون نجمة كبيرة، وكان الراحل يوسف فرنسيس يرى الأمر نفسه. وأعتبر أن خطواتي بطيئة ولكنها متقدمة وقد يكون اختفائي عن الساحة لمدة عام أو يزيد عرقلني بعض الشيء كما أنه ليس لديّ شلة ولا أظهر في حفلات خاصة وغيرها، وكل ظهوري يقتصر على المناسبات الفنية من مهرجانات وندوات. ماذا يميزك عن بنات جيلك؟ - أنا مختلفة عن الأخريات شكلاً وجسماً، والأهم من هذا أنني أغني وأرقص وأعزف العود إلى جانب أنني أحب التمثيل منذ الصغر ولديّ القدرة على التغيير في شكلي و"الاستايل" الخاص بي.