سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ناقشتا في اجتماع بينهما في غزة سبل التغلب على العقبات التي تعترض إقراره . الجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" تعتبران مشروع البرنامج الوطني انجازاً وطنياً مهماً
وصفت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين "مشروع البرنامج الوطني" الوثيقة السياسية في صيغته شبه النهائية التي توصلت إليها لجنة الصياغة المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية بأنه "إنجاز وطني مهم وبرنامج متماسك يؤكد مشروعية الانتفاضة والمقاومة ويدعو إلى مواصلتها وتصعيدها". وقال كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ل"الحياة" في غزة امس أن "مشروع البرنامج الوطني يوضح رسالة الانتفاضة بإنهاء الاحتلال والاستيطان للأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها بعاصمتها القدس مع صيانة حق العودة للاجئين وفق القرار 194". وكانت الجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية" عقدتا أخيراً اجتماعاً موسعاً شارك فيه عدد من قيادي الجبهتين في قطاع غزة. وناقشت القيادتان التطورات السياسية والميدانية، وسبل التغلب على العقبات التي تعترض إقرار مشروع البرنامج الوطني، فضلا عن الإجراءات اللازمة للارتقاء بالعلاقات الوحدوية الثنائية بين الجبهتين. وجاء اللقاء في أعقاب فشل لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية بالتوصل إلى إجماع الفصائل ال12 المشاركة فيها على الوثيقة بعدما قدمت حركتا "المقاومة الإسلامية" حماس و"الجهاد الإسلامي" اعتراضات عدة على الوثيقة حالت حتى الآن دون التوقيع عليها. وأوضح الغول لدى استعراضه ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع أن "المشروع يدعو إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم الجميع وتنهي الهيمنة والتفرد وتحقق المشاركة الجماعية في صنع القرار الوطني لإدارة المواجهة مع الاحتلال والإشراف على عملية التغيير والإصلاح، خصوصاً من خلال إجراء انتخابات ديموقراطية للمجلس الوطني الفلسطيني ومؤسسات السلطة والمجتمع، وتكريس الديموقراطية والتعددية ومحاربة الفساد واحترام سيادة القانون وتوفير مقومات الصمود الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع". وقال أن الجبهتين تريان أن البرنامج "يقوم على توحيد وتعبئة كل قوى وطاقات شعبنا ضد العدوان والاحتلال والاستيطان الإسرائيلي الغاشم، والتقدم نحو تحقيق أهداف شعبنا الوطنية بكل أشكال النضال السياسية والجماهيرية والمسلحة" من دون تحديد المناطق التي ستنفذ فيها العمليات المسلحة سواء كانت داخل الخط الأخضر أو في الأراضي المحتلة عام 1967. وأوضح أن القيادتين ناقشتا الجهود الهادفة إلى إقرار البرنامج والدور التوحيدي المبادر والدؤوب الذي لعبته قيادة الجبهتين وبشكل خاص منذ بداية الانتفاضة الحالية للتوصل إلى برنامج يساهم في إنقاذ الوضع الفلسطيني ويستنهض عناصر القوة لدى الشعب الفلسطيني لمواصلة الانتفاضة وإفشال أهداف الاحتلال والعدوان الإسرائيلي والضغوط السياسية للحلف المعادي الاميركي - الإسرائيلي. وأضاف أن القيادتين أكدتا أن مواجهة التصعيد العدواني الإسرائيلي "يتطلب تصعيد المقاومة والانتفاضة وتوفير مقومات استمرارها من خلال الارتقاء بالوحدة الميدانية نحو تحقيق وحدة وطنية شاملة وائتلافية على أساس برنامج موحد سياسي ونضالي وإصلاحي لمؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية"، مشددة على أن هذه المواجهة تقتضي أيضاً "وقف الاتصالات الأمنية والوزارية مع حكومة ارييل شارون، لما تلحقه من أضرار للنضال الوطني، وما تمنحه من تغطية لجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارساتها الإرهابية". وزاد أن القيادتين تريان أهمية العمل على "مقاطعة حكومة العدو الإسرائيلي وعزلها فلسطينياً وعربياً ودولياً"، وتدعوان السلطة إلى "رفض مشروع غزة أولاً لما يحدثه من انقسام في الصف الوطني الفلسطيني ولاستهدافاته لدفع السلطة إلى ضرب المقاومة والانتفاضة ووضعها تحت الضغط والابتزاز الشاروني الدائم". ويقال أن القيادتين قررتا "مواصلة بذل الجهود لتجاوز العقبات التي أعاقت تحقيق الإجماع الوطني على الوثيقة بما في ذلك التفاعل مع كل الآراء المقترحة التي من شأنها أن تحقق الإجماع المطلوب وتحافظ على جوهر البرنامج والوجهة الوطنية الديموقراطية التي يدعو إليها"، في إشارة إلى مواقف حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" واعتراضاتهما. وعلى الصعيد الثنائي قال الغول أن الجبهتين أكدتا تصميمهما على المضي قدماً على طريق تطوير العلاقات الثنائية وصولا إلى الاتحاد الجبهوي تعزيزاً للوحدة الوطنية وتطوير دور القوى الديموقراطية في إطار الانتفاضة والمقاومة. وأضاف أن القيادتين وجهتا نداء إلى الأمة العربية لتصعيد تحركاتها الضاغطة في الشارع على النظام العربي الرسمي من اجل دعم المقاومة والانتفاضة وقطع كل العلاقات مع العدو الإسرائيلي واتخاذ موقف عربي متماسك ضد الانحياز الاميركي لاسرائيل.