توالت ردود الفعل الفلسطينية في شأن المفاوضات التي يجريها المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير من اجل التوصل الى هدنة طويلة الأمد نسبياً بين حركة «حماس» وإسرائيل. وللمرة الأولى تعترف «حماس» رسمياً بأنها عقدت لقاءات مع عدد من الفصائل لاطلاعها على تفاصيل الاتفاق محل المفاوضات، فيما أعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» رفضها أي هدنة مع اسرائيل. وقال الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري في بيان أمس إن الحركة عقدت خلال الأيام الأخيرة لقاءات ثنائية عدة واتصالات مع فصائل وقوى فلسطينية، من بينها حركتا «فتح» و «الجهاد الإسلامي» و الجبهتان «الشعبية» و «الديموقراطية» والمبادرة الوطنية في قطاع غزة لتناول المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية. وأضاف أن الحركة «قدمت شرحاً للقاءات مع الأطراف الأوروبية والدولية، ولقاءات الحركة مع بلير في شأن التهدئة». وأشار الى إن اللقاءات ستتواصل مع عدد من الفصائل الأخرى خلال الأيام المقبلة، مشدداً على أن «أي اقتراح سيُقدم الى الحركة في شأن التهدئة مع إسرائيل سيعرض على الفصائل كافة». وجدد رفض الحركة إقامة أي دولة في غزة أو فصلها عن بقية الوطن. «الشعبية» ترفض التهدئة من جهته، جدد عضو المكتب السياسي ل «الشعبية» جميل مزهر تأكيد رفض «الشعبية» مبدأ توقيع أي اتفاق تهدئة طويل الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي طالما أن الاحتلال قائم وموجود على الأراضي الفلسطينية ويمارس القتل والتدمير. وشدد على أن «ملف التهدئة يتعلق بفصائل المقاومة، ويجب أن يُبحث في إطار وطني وجبهة مقاومة موحدة، انطلاقاً من مصالح الشعب الفلسطيني وبعيداً من إي التزام إسرائيلي». واعتبر أن «الحديث عن التهدئة سيكون أمراً خطيراً وسيُلحق ضرراً بالمقاومة». وأشار الى ان «حماس» عرضت عليهم «مجرد حديث عام»، وأبلغتهم أنه «لم يعرض عليها مشروع واضح ومتكامل»، ووعدت بأنه «في حال طرح عليها موضوع التهدئة في شكل جدي، ستعرضه على فصائل العمل الوطني والإسلامي». كما قال عضو المكتب السياسي ل «الشعبية» كايد الغول ل «الحياة» ان المطروح على «حماس» من جانب بلير وجهات اخرى «يتعلق بوقف تطوير وسائل المقاومة العسكرية وحفر الأنفاق، والتوجه نحو نزع السلاح في قطاع غزة في مقابل رفع الحصار والسماح بممر مائي سيكون بمثابة إيرز بحري تشرف عليه اسرائيل، وتشغيله سيكون وفق آلية توافق عليها». ولفت الى أن «ما نسمعه من قيادات حماس مخالف لما يُنشر في وسائل الاعلام، إذ يقولون إنهم لم يتوصلوا مع الأوروبيين وبلير الى أي صيغة توافقية في ملف التهدئة». وكانت «الحياة» كشفت امس أن اسرائيل وافقت، عبر الوسيط بلير، على انشاء ممر بحري يربط قطاع غزة بجزيرة قبرص في البحر المتوسط، ورفع الحصار كلياً عن القطاع في مقابل تهدئة طويلة قد تصل الى سبع أو عشر سنوات. إلا أنها لا تزال ترفض، حتى الآن، السماح بإعادة بناء مطار غزة الدولي المعروف الذي يحمل اسم الرئيس الراحل ياسر عرفات.