غزة - "الحياة" - طالبت الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين بتشكيل "القيادة الوطنية الموحدة" التي تضم الأمناء العامين للفصائل والقوى السياسية إضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية والاعتبارية. ودعت الجبهتان إلى "إعادة بناء أجهزة السلطة الفلسطينية بروح وحدودية، وعلى أساس مواجهة الاحتلال والعدوان، وتطهيرها من الفساد والترهل"، فضلاً عن "تكريس الإجماع الوطني على استمرار الانتفاضة والمقاومة حتى العودة والاستقلال". وجاءت هذه الدعوات في الوقت الذي عاد الرئيس ياسر عرفات بعد رفع الحصار عن مقره في مبنى المقاطعة إلى إجراء مشاورات جديدة مع مختلف الجهات لتشكيل وزارة جديدة بديلة لتلك التي قدمت استقالتها الشهر الماضي للرئيس في أعقاب التأكد من أن المجلس التشريعي سيحجب الثقة عنها. ودعت الجبهتان في بيان مشترك صدر عنهما في مدينة غزة أمس إلى "التوقيع على البرنامج الوطني الوثيقة السياسية الذي تم إقراره بتاريخ 5/8 في لجنة الصياغة المنبثقة من لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية كأساس صالح لتوحيد الخطاب السياسي ولتشكيل القيادة الوطنية الموحدة التي تضم الجميع لإدارة المعركة مع الاحتلال، والدعوة إلى انتخابات ديموقراطية على أساس التمثيل النسبي لمؤسسات منظمة التحرير والسلطة والمجتمع المتمثلة في المجلس الوطني والمجلس التشريعي والبلديات والاتحادات والنقابات وإجراء حوار وطني شامل مفتوح على كل وجهات النظر الأخرى". واعتبرت أن تشكيل القيادة الوطنية الموحدة التي نص على تشكيلها مشروع الوثيقة المشار إليها آنفا يمثل "الأساس للوصول إلى استراتيجية موحدة للمقاومة، تصونها وتكفل تصعيدها في مواجهة الاحتلال". وشددت الجبهتان على "ممارسة كل أشكال النضال الجماهيري والسياسي والمسلح في إطار الانتفاضة كحق مشروع لمواجهة العدوان والاحتلال وإعطاء اهتمام خاص للطابع الشعبي للانتفاضة، بإدامة الهبة الشعبية وتصاعدها من خلال الحفاظ على وحدتها، وبناء وتفعيل هياكل الانتفاضة عبر تشكيل اللجان الشعبية، ولجان الدفاع الوطني، وصندوق التكافل الاجتماعي، وتنشيط لجان مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ولجان الطوارئ وتلك المتخصصة، واستنهاض وتنسيق الجهد بين الجميع في هذا الاتجاه وتوحيده". وحذرت من "المناورة السياسية الاميركية - الإسرائيلية المشتركة القائمة على تخفيف الحصار على مقر الأخ الرئيس ياسر عرفات، فهي ليست فكاً للحصار عن المقاطعة ولا عن شعبنا ولا تمثل انسحاباً لقوات الاحتلال، لكنها تهدف إلى تنفيس الضغط الدولي، والالتفاف على قرار مجلس الأمن الدولي 1435، ومحاولة امتصاص الهبة الشعبية الفلسطينية، وموجة التضامن والاحتجاج الشعبية العربية والدولية المتصاعدة تضامناً مع الانتفاضة في مواجهة جرائم الاحتلال وعدوانه، ومن أجل وقف المخططات العدوانية الاميركية على العراق".