علمت "الحياة" من مصادر في "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" ان ثمة مساعي تبذلها الجبهة منذ أيام من أجل تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة والاتفاق على برنامج سياسي موحد يتمثل في قيام دولة فلسطينية فوق الأراضي المحتلة عام 6719 بموافقة "حركة المقاومة الإسلامية" حماس و"الجهاد الإسلامي". وكشف رمزي رباح عضو المكتب السياسي في الجبهة ل"الحياة" في غزة أمس أن "الجبهة ستبذل مساعي لتشكيل قيادة وطنية موحدة تضم كل القوى والفعاليات والشخصيات الوطنية". وشدد على أن تشكيل هذه القيادة "سيكون حصيلة حوار وطني شامل بغية الاتفاق على صيغة تشكيلها وبرنامج سياسي مشترك"، مؤكدا أن "القوى الوطنية والإسلامية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي تعاملت ايجابيا مع هذه المساعي وشجعتها". وأوضح أن تشكيل القيادة سيستند أولا الى الإجماع الوطني على خيار مواصلة المقاومة والانتفاضة، وثانيا الحل الذي تريده الانتفاضة وتناضل من أجله والمتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإزالة المستوطنات إلى ما وراء خطوط الرابع من حزيران يونيو عام 1967، وإقامة الدولة فوق هذه الأراضي وعاصمتها القدس وتأمين حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وقراهم ومدنهم التي شردوا منها عام 4819". ولفت رباح إلى الخلافات والتباينات في الساحة الفلسطينية في شأن العمليات الفدائية في المدن الإسرائيلية وضد المدنيين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن "تكتيك المقاومة هذا يحتاج إلى نقاش والتوصل إلى تفاهمات وطنية وتوحيد الموقف ازاءه". وشدد على أن "كل ذلك يتطلب تنظيم حوار وطني شامل تشارك فيه جميع القوى" في الساحة الفلسطينية. وتمثل هذه المساعي التي تبذلها "الديموقراطية" نواة مبادرة سياسية جديدة ربما ستطرح على الساحة الفلسطينية التي تعج بالحراك السياسي والنقاشات والخلافات في شأن أشكال المقاومة الأنجع والأفضل للشعب الفلسطيني بما فيها العمليات الاستشهادية ضد المدنيين الإسرائيليين. وتأتي هذه المساعي فيما تعاني فيه السلطة شللا تاما وانهيارا غير مسبوق منذ قيامها عام 1994 بفعل الدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالبنى العسكرية والأمنية والمدنية الفلسطينية عموما ومؤسسات وهيئات السلطة خصوصا. من جهة اخرى، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو المكتب السياسي للجبهة تيسير خالد الى "المبادرة والدعوة إلى عقد لقاءات وطنية في جميع المدن التي أعادت قوات الاحتلال احتلالها في الضفة الغربية، يشارك فيها ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية والبلديات وغرف التجارة والصناعة واتحاد النقابات العمالية والاتحادات المهنية والهيئات الروحية الإسلامية والمسيحية والجامعات والجمعيات الطبية والمنظمات الحقوقية والوزارات المعنية". وقال ل"الحياة" في غزة أمس أن الهدف من إطلاق الدعوة "تنظيم أشكال مقاومة التصعيد العسكري الإسرائيلي الجديد، والوسائل الكفيلة بإحباط أهداف عدوانه المتواصل بما في ذلك المحاولات الجارية لإعادة الأوضاع في الضفة إلى نظام الحكم العسكري والإدارة المدنية". واعتبر أن "المقاومة العسكرية ضد قوات الاحتلال وأعمال التنكيل التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني مطلوبة إلى جانب أشكال المقاومة الاقتصادية والاجتماعية والجماهيرية لمنع قوات الاحتلال من فرض الحكم العسكري والإدارة المدنية، الأمر الذي يتطلب توحيد طاقات وفعاليات كل القوى على مستوى كل قرية ومدينة ومخيم، تستطيع أن تنهض بعبء المقاومة وحل مشاكل المواطنين". واعتبر أن خطة "الطريق الحازم" التي تنفذها قوات الاحتلال الآن في مدن الضفة ستؤول إلى الفشل كما فشلت سابقاتها خطة "السور الواقي" في تحقيق أهدافها