لندن - "الحياة"نفى نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت امس وجود انقسامات داخل الحكومة البريطانية على الموقف من العراق، بعد تقارير صحافية أفادت ان المسؤول التنفيذي لحزب العمال في مجلس العموم البرلمان وزير الخارجية السابق روبن كوك وبعض الوزراء الآخرين يعارضون المخطط الاميركي لتوجيه ضربة عسكرية الى بغداد. وقال بريسكوت للصحافيين: "ليست هناك انقسامات جدية داخل الحكومة، بل مناقشات خلال اجتماعات مجلس الوزراء حول العراق، ولم يتخذ اي قرار بهذا الشأن". وزاد ان الهجوم على العراق "ليس وشيكاً، ورئيس الوزراء توني بلير لم يقرر بعد نوع المشاورات التي سيجريها في ظل هذه الظروف". واكد ان "بلير اوضح موقفه امام البرلمان وفي بيانات، ولم يحدث اي تغيير". وكانت الصحف البريطانية أشارت امس الى ان بلير قد يواجه في ايلول سبتمبر المقبل تمرداً عمالياً واسعاً بقيادة كوك، اذا لم يتخذ موقفاً متباعداً عن واشنطن في شأن العراق. ولاحظت ان كوك المدافع عن سياسة خارجية "اخلاقية"، يمكن ان يعتمد على دعم وزير المال القوي غوردون براون، منافس بلير، المسؤول الثاني الفعلي في الحكومة. وكتب مارك سيدون مسؤول دار "تريبيون" اليسارية في مقال بعنوان "روبن كوك سيتصدر المتمردين": "اذا تبين بوضوح بداية الشهر المقبل ان بلير عازم على تقديم المساندة لجورج بوش، فان المتمردين سينزعون الأقنعة". وأفادت صحيفة "ذي تايمز" ان كوك سيشدد على ضرورة الحصول على تفويض من الاممالمتحدة قبل اي عمل عسكري، وعلى أخطار نزاع مع العراق على الوضع في الشرق الاوسط. أما صحيفة "ذي غارديان" فكتبت ان "اصدقاء غوردون براون ابلغوا برلمانيين آخرين انه ليس مقتنعاً بفكرة البيت الابيض شن هجوم وقائي" على العراق. وتعد مواقف الشخصيات الأخرى العمالية معروفة، مثل موقف وزيرة التنمية الدولية كلير شورت، لكن معارضة براون يمكن ان تشكل الضربة القاضية لرغبة بلير في الظهور بمظهر الحليف الوفي لبوش. وكانت شورت هددت في آذار مارس بأنها ستستقيل اذا اتخذ رئيس الوزراء قراراً يتعارض مع مبادئها.