لم يتوقع المشاركون في فعاليات مهرجان «سوق عكاظ» وكذلك الحضور، أن تطل عليهم المتخصصة في تقنية «النانو» الدكتور مها خياط بغطاء الوجه، ولا يرى من وجهها سوى عينيها، في الندوة التي أقيمت ضمن البرنامج الثقافي، وشاركت فيها إلى جانب الدكتور عبدالله الضويان والدكتور منصور الحوشان إذ توقعوا أن تكون امرأة عصرية، بما أنها تخوض في علوم جديدة جداً، وبعضهم رأى ما يشبه التناقض أو المفارقة، أن تكون متخصصة في علم حديث جداً، وسافرت إلى أوروبا وأميركا وأجرت أبحاثاً مهمة، وفي الوقت نفسه تكون محافظة جداً. غير أن هناك من رأى في غطاء الوجه عندها، ما فحواه أن التقدم العلمي ليس حصرا على «المنفتحات» فقط، إنما يمكن أن يكون أيضاً من نصيب المحافظات، وهو الأمر الذي ينطبق على المتخصصين الرجال، الذي ظهروا بلحى خفيفة. من ناحية أخرى، شهدت الندوة مطالبة المشاركين بتخصيص موازنات منافسة لأبحاث تقنية النانو في الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث، وإعادة النظر في محتويات المناهج الجامعية العلمية والهندسية والاعتماد في ذلك على المستجدات الحيوية. وأوصى المشاركون في الندوة أيضاً بنشر ثقافة عامة بين الجمهور تهيئ لجيل من المهتمين بهذا الجانب، وفتح تخصصات «بينية» تجمع بين أكثر من تخصص، وتقوية قنوات الاتصال بمراكز البحوث العالمية واستقطاب المتميزين. وقدمت الدكتورة مها خياط عرضاً تاريخياً عن تقنية النانو والخلايا الشمسية، واستعرضت الأجيال المختلفة للخلايا الشمسية، كما قدمت عرضاً عن الخلايا الشمسية باستخدام أسلاك السيلكون النانوية، والخلايا الشمسية المرنة، مؤكدة أن المملكة تشارك «بفاعلية في الجهد الدولي لتطوير التقنيات المختلفة للخلايا الشمسية، من خلال تعاون مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التقني مع شركة (إي بي أم) للاستثمار في ابتكار وتصنيع التقنيات المتقدمة للخلايا الشمسية، وإنتاج أسلاك السيلكون النانوية المحفزة بالألمنيوم والتقنيات المرتبطة بالتحكم المكاني، والخلايا المرنة من السيلكون، الجيرمانيوم، الجاليوم أرسنايد. وعرض الدكتور الضويان لعالم «النانومتر»، والنانو في الطبيعة، وصفات مواد النانو وآثارها، ولماذا تتغير هذه الصفات، وأشكال وألوان مواد النانو، وكيفية الوصول إلى تصنيع وفحص تلك المواد. وأوضح أن مصطلح «علم وتقنية النانو»، يُعنى بدراسة وتصميم وتحضير وإنتاج وتوظيف مواد وأجهزة ونُظم، من خلال التحكم بالشكل والحجم في نطاق النانومتر، كاشفاً أن القدماء استخدموا هذه التقنية من دون إدراك لحقيقتها (صناعة السيوف الدمشقية مثلاً)، واستعرض مراحل تطور هذه التقنية منذ العام 1959 وحتى الآن. من جانبه، تحدث الدكتور الحوشان عن أهمية تقنية النانو، وكيفية التعامل والتحكم بالأشياء في الأبعاد الصغيرة. وأشار إلى أن كفاءة أي منتج صناعي «عادة تتحدد عبر ثلاثة أركان أساسية، وهي: المواد الداخلة في التركيب، وأساليب المعالجة والتصنيع، والتركيب البنائي في أبعاد مختلفة. ولفت إلى أن هدف تقنية النانو هو تطوير الصناعات التقليدية بهدف تصنيع منتجات أفضل، ويتحقق هذا الهدف من خلال تطوير علوم وتقنيات تمكن الإنسان من التحكم بالمادة في الأبعاد النانوية، وهي الأبعاد التي تبدأ عندها خصائص المادة بالاختلاف، وأضاف: «تقنية النانو لديها القدرة - من ناحية المبدأ-على أن يطال تأثيرها جميع المنتجات الصناعية الموجودة والقادمة، وبالتالي تغيير ملامح الحياة التي نعيشها». وكشف الدكتور الحوشان أن حجم سوق منتجات تقنية النانو عالمياً بلغ في العام 2009 نحو 254 بليون دولار، ويتوقع أن يصل بحلول العام 2020 إلى نحو 3 تريليون دولار.