تنتظر الجماهير السعودية انطلاق أولى المسابقات المحلية في كرة القدم، والمتمثلة في كأس الامير فيصل بن فهد التي ستظهر بحلة جديدة بعد اتخاذ الاتحاد المحلي قرار حصر مشاركة الاندية باللاعبين دون 23 عامًا، ما شكل مفاجأة لغالبيتها التي لا تملك عددًا كافيًا من اللاعبين ذوي السن الصغيرة لخوض منافسات مسابقة كاملة، ما يجعلها تعتمد على لاعبين من الفئات العمرية لا يتمتعون بخبرة كبيرة. "الحياة" تشرع في تسليط الاضواء على الفرق المشاركة في المسابقة وأبرز لاعبيها، وتبدأ بفريقي الشباب، الذي يرشحه كثيرون للاضطلاع بدور بارز استنادًا إلى قاعدته المتينة، والنصر الذي يخوض المنافسات بطموحات كبيرة نظرًا إلى الكثافة الكبيرة للاعبين دون 23 عامًا في صفوفه. قادت المواهب الواعدة الكثيرة فريق الشباب إلى تحقيق إنجازات عدة في بطولات الفئات العمرية في الاعوام الاخيرة، ما عكس ثمار الاهتمام الكبير الذي تحظى به من إدارة النادي وعلى رأسها الامير خالد بن سعد، والذي تكرس في الاستعانة بخدمات مدربين متخصصين من فرنسا أشرفوا على مدرسة النادي التي تأسست قبل سبعة أعوام. وبرز في صفوف الفريق الاول للشباب في الاعوام الاخيرة عدد من اللاعبين الذين تدرجوا في مدرسته من أمثال عبدالله الواكد وعبدالعزيز الخثران وعبدالله الشيحان ومحمد الحمدان وناجي مجرشي وسواهم، في حين تمثلت إنجازات الفرق العمرية في إحراز فريق فئة الناشئين أربعة ألقاب على التوالي في البطولة المحلية من دون أن يواجه أي منافسة قوية، وغنم لقب بطولة الخليج قبل موسمين، وفريق فئة الشباب لقب البطولة المحلية في الموسم الماضي بعدما غردوا خارج السرب وتركوا المنافسة للفرق الاخرى على مركز الوصيف. ويمثل الشباب ركيزة منتخبي الناشئين والشباب الوطنيين، ما جعله يستحق لقب "منجم المواهب الكروية" الذي أطلق عليه أخيرًا. من هنا صنف النقاد والمحللون الرياضيون الشباب مرشحًا أول لإحراز لقب مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد المخصصة للاعبين دون 23 عامًا. وسيضم الفريق، الذي يشرف عليه المدرب بندر الجعيثن في "ترسانته الواعدة" عددًا من اللاعبين الجدد ذوي المهارات العالية من أمثال المدافع محسن الدوسري ولاعب الوسط يوسف الموينع والمهاجم برج معوضه ومنصور الدوسري وعلي جبريل وأحمد عطيف والهداف خالد العلياني، ولكنه سيفتقد خدمات ثمانية لاعبين آخرين بسبب ارتباطهم باستعدادات المنتخب الوطني للشباب للمشاركة في نهائيات بطولة كأس الامم الآسيوية المقررة في تشرين الاول أكتوبر المقبل في قطر، وهم المهاجم المتألق ناجي مجرشي وقائد المنتخب عبدالله الدوسري وعبده عطيف ومحمد الفيفي والحارس طارق الحرقان وعبد العزيز السعران ومسفر القحطاني وعبداللطيف الغنام، علمًا أن خمسة منهم انضموا إلى التشكيلة الرئيسية للفريق الاول في الموسم الماضي وأثبتوا جدارتهم. ويعاني الشباب أيضًا من إصابة محمد الشمراني ومنصور الدوسري والبارقي والسلطان. وعمومًا، تأمل الجماهير الشبابية بأن يعود فريقها من جديد إلى منصات التتويج بعد أن غاب عنها في الموسم الماضي، وترى أن لاعبيها الصغار اكتسبوا الخبرة الكافية وفي إمكانهم معانقة الذهب. وكان الشباب استعد لخوض المسابقة على أكمل وجه بالانتظام في معسكرين أحدهما داخلي في مقر النادي والآخر خارجي في المنطقة الشرقية، وخاض فيهما عددًا من المباريات الودية الاعدادية. النصر وبالانتقال إلى النصر فلا تقل "ترسانة" لاعبيه دون 23 عامًا عنها لدى الشباب، ويقودها المهاجمان بندر تميم وعبدالرحمن البيشي والحارس محمد شريفي والمدافع ناصر الحلوي ولاعبا خط الوسط سعد الزهراني وخالد السلامة وسعد الشهري، علمًا أنه سبق لجميعهم أن مثلوا الفريق الاول في استحقاقات عدة في الموسمين الماضيين وأثبتوا جدارتهم فنيًا وبدنيًا وتكتيكيًا. ويعلم المدرب الارجنتيني خورخي هايبكر أن هذه المسابقة ستوجد الاختبار الاكبر للاعبيه في ظل رهانه الدائم على بروز هذه الفئة من اللاعبين في مسابقات الكبار، والذي كسبه في العام الماضي شكل فريقًا فرض احترام الجميع له. واللافت أن درجتي الشباب والناشئين في النصر مرت بمراحل صعود وهبوط عدة، وافتخر النصراويون في السابق بإطلاقهم مسيرة أسماء لامعة عدة شكلت الركائز الاساسية للمنتخب الوطني الاول، أبرزهم عميد لاعبي العالم سابقًا ماجد عبدالله وتوأمه "الكوبرا" محيسن الجمعان ولاعب خط الوسط يوسف خميس، وتلاهم جيل مرحوم المرحوم وخالد السميح وماجد الجمعان، قبل أن يعاينوا مصير التراجع في هذا المجال في الحقبة الاخيرة التي لم يشهد بروز أي ناشىء جديد باستثناء الدولي إبراهيم ماطر الذي يعد آخر جيل العمالقة في النصر حاليًا. وينتظر النصراويون الجيل الجديد الذين سيشارك في المسابقة الجديدة، وفي مقدمهم لاعبا خط الوسط أحمد الخير وأيمن الطيب وسلمان البيشي ومحمد الشهراني ورامي البقمي وابراهيم الشهري وإدريس سفياني ومحمد المعجب ومهند الدوسري. وربما ينجح هؤلاء في فك شيفرة الالقاب التي افتقدتها خزائن "الاصفر" في الاعوام الاخيرة.