على طريقة الكبار أبى نجم النصر الجديد محمد السهلاوي ان يحتفل بهدفيه اللذين أحرزهما في مباراة فريقه الأخيرة مع القادسية رغم أنهما قاداه للفوز في المباراة التي انتهت بهدفين دون مقابل، فقد بدا واضحاً أن السهلاوي قد تعمد حبس فرحته بالهدفين الثمينين؛ لأنه لم يشأ أن يخدش مشاعر محبيه في ناديه السابق الذي شهد ولادة نجوميته منذ أن مثله لأول مرة في يوليو من عام 2003. بعد إحرازه للهدف الأول مشى السهلاوي وكان شيئاً لم يكن في وقت تسابق فيه زملاؤه لتهنئته، وبعد أن أضاف الهدف الثاني والذي كان صعباً ورائعاً في ذات الوقت، انطلق معبراً عن فرحته على طريقته المعتادة "الطائرة المحلقة"، بيد انه سرعان ما توقف، وكأن شيئا ما قد فرمل فرحته، ليضع يده على رأسه في إيماءة تدل على اعتذاره للقدساويين. ما فعله السهلاوي هو صورة مشابهة لما فعله النجم الأرجنتيني باتيستوتا حينما بكى بعد تسجيله هدفاً لفريقه روما في أول موسم يلعب له وذلك في مرمى فريقه السابق فيورنتينا الذي قضى معه تسعة أعوام متتالية كانت كافية لأن تجعل (باتي غول) يذرف الدموع لأنه شعر للحظة أنه خدش مشاعر محبيه في النادي الذي شهد أولى تجاربه الاحترافية خارج بلاده. ولم يكن مستغرباً أن ينطلق القدساويون إداريين ولاعبين في نهاية المباراة لاحتضان لاعبهم السابق، يهنئونه على تألقه رغم أن هذا التألق كان على حسابهم؛ لكن بدا واضحاً أن القدساويين أرادوا أن يردوا لابنهم البار التحية بأحسن منها، لتأتي الصورة معبر ة للغاية. وبعيداً عن دراماتيكية المشهد، فإن السهلاوي أثبت بأنه صفقة ناجحة بكل المقاييس، فهو ومنذ أن دخل "البيت النصراوي" أول مرة بعد توقيعه لعقد انتقاله في يونيو الماضي، وهو يؤكد بأنه الضالة التي وجدها النصراويون، ويكفي دليلا على ذلك انه اصبح الهداف الأول للفريق بلا منازع، إذ سجل حتى اللحظة 15 هدفا، 7 منها في دوري زين، و 8 أهداف أخرى في كأس الأمير فيصل بن فهد، وكان مرشحاً لزيادة غلته من الأهداف في هذه المسابقة لولا أن فريقه فشل في تجاوز الدور الأول. وإذا كانت أهدافه ال15 ذات قيمة كبيرة لدى محبي النصر، فإن أهدافه الأربعة التي أحرزها في مرمى الهلال، بواقع هدفين في بطولتي الدوري، ومثلهما في كأس الأمير فيصل بن فهد، هم الأغلى بالنسبة لهم، كيف لا وقد هزّ بهم شباك الغريم التقليدي، وتلك الأهداف هي التي جعلت (جماهير الشمس) ترى في السهلاوي المتخصص الجديد في الشباك الزرقاء. ولعل النجاح المتسارع لصفقة السهلاوي هو الذي سيدفع إدارة النصر للمبادرة لدفع النصف المتبقي من قيمة انتقاله البالغة 33 مليون ريال، لينتقل بموجب ذلك ل(النادي الأصفر) حيث إن مشاركته هذا الموسم تأتي بنظام الإعارة بحسب ما نص عليه العقد بين إدارتي النصر والقادسية، حيث تسلمت الأخيرة 12.5 مليون ريال تمثل قيمة إعارته عن هذا الموسم. ويتميز السهلاوي (23 عاما) إلى جانب مهاراته العالية وحسه التهديفي الرفيع بأخلاق جمّة وانضباطية كبيرة جعلت منه لاعبا محترفا بكل ما تعني الكلمة من معنى، إذ يبدي اهتماما ملحوظا بتطوير مستواه، بالإضافة إلى حرصه على ضبط حياته الاجتماعية، بحيث لا تؤثر على طموحاته كلاعب. ويسعى النجم النصراوي إلى إثبات جدارته باقتحام تشكيلة المنتخب الوطني الأول التي دخلها مؤخرا بعد أن اختاره المدرب البرتغالي بيسيرو لتمثيل (الأخضر) في مباراته الودية أمام بيلاروسيا والتي أقيمت في الدمام في نوفمبر الماضي. وسبق للسهلاوي أن مثل منتخبي السعودية لفئتي الشباب والأولمبي، وهو اليوم يعد احد الخيارات المهمة لاسيما بعد التجديد الذي طرأ على خارطة المنتخب بعد فشله في بلوغ نهائيات كأس العالم في جنوب تفريقيا، إذ يعول على الجيل الجديد في قيادة المنتخب لمونديال 2014 في البرازيل.