سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيم "شاس" الروحي حمل على شارون "الناكر للجميل". الأزمة الاقتصادية في اسرائيل تهدد بفرط "حكومة الوحدة" وتقديم موعد الانتخابات البرلمانية المقررة أواخر 2003
الناصرة - "الحياة" - بات معظم المعلقين السياسيين الاسرائيليين على قناعة انه سيتم تقديم موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، المقررة أواخر العام المقبل، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالدولة العبرية والانقسام الحاصل داخل الحكومة الحالية بين مؤيد ومعارض لمشروع الموازنة للعام المقبل الذي يحمل تقليصاً بمبلغ تسعة بلايين شيكل نحو 1.8 بليون دولار وضربات اقتصادية للشرائح الضعيفة. ورأى المعلقون في تصويت وزراء حزب العمل ضد مشروع الموازنة مؤشراً بالغ الدلالة على نية الحزب عدم اتمام عقد الشراكة مع "ليكود" والانسحاب من توليفة الحكومة بحجة الدفاع عن حقوق الطبقات الضعيفة اقتصادياً بعد ان رفض اتخاذ اجراء كهذا على خلفية عجز الحكومة عن التقدم بحل سياسي للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني لخشيته من رد فعل الشارع الاسرائيلي المنجرف نحو اليمين والمطالب بالإبقاء على حكومة "الوحدة الوطنية". ويقول المعلقون ان زعيم الحزب وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر الذي حمل فجأة لواء معارضة الموازنة انما أراد تسجيل نقاط لمصلحته في المنافسة على زعامة الحزب امام حاييم رامون. وجاء لافتاً موقف حركة شاس الدينية الشرقية المعارض بقوة للموازنة وتصويت وزرائها الخمسة ضدها في جلسة الحكومة أول من امس وتأكيدهم رفضها حتى وان كلفهم ذلك الانسحاب من الحكومة. عوفاديا يوسف وهاجم الزعيم الروحي للحركة الحاخام عوفاديا يوسف، بعف رئيس الحكومة ارييل شارون على اقراره وحكومته بغالبية 14 وزيراً ومعارضة 12 هم وزراء العمل وشاس، وقال ان شارون "ناكر للجميل وقد تناسى ان شاس قامت بتنصيبه رئيساً للحكومة، ونعده بأن يصبح رئيساً لحاويات القمامة". وتابع ان شارون "تصرف بلؤم ومن دون رأفة بالفقراء. انه عديم الرحمة وكل من سينتخبه من جديد سيكون أحمق". ولم ينس يوسف حادثة اقالة شارون وزراء حركته قبل اشهر، وقال متهكماً "انه تصرف كالبطل". ووصف زعيم حركة "ميرتس" اليسارية يوسي سريد رئيس الحكومة ب"كارثة اجتماعية واقتصادية وسياسية". ودعا رئيس نقابة العمال النائب عمير بيرتس الى اجراء انتخابات مبكرة ودعا وزراء العمل وشاس الى الاستقالة فوراً. وأعلنت تنظيمات وحركات اجتماعية سلسلة خطوات كفاحية لإسقاط مشروع الموازنة منها تنظيم مسيرات للجياع في الاحياء الغنية وقبالة مكتب شارون، اسبوعياً. من جهته اعبر وزير المال اقرار الحكومة مشروع الموازنة رسالة مهمة من اسرائيل الى العالم تقول فيها ان اقتصادها سيستعيد عافيته واستقراره. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان شارون نجح في تجنيد غالبية للموازنة برشوته حزب المستوطنين الممثل بوزيرين ووعده بإسناد حقيبة البنى التحتية لأحدهما. واستبعد المعلقون ان ينجح رئيس الحكومة في تجنيد غالبية برلمانية لإقرار الموازنة، أواخر العام الجاري، فالعمل و"شاس" يتمثلان ب42 مقعداً في الكنيست ما يعني ان اصوات حزبه "ليكود" وسائر أحزاب اليمين لن توفر غالبية من 61 نائباً "في حال أصر العمل وشاس على معارضتهما أو رفض شارون اجراء تغييرات على الموازنة لاسترضائهما".