كرر المغرب أمس تمسكه بسيادته على جزيرة ليلى المتنازع عليها مع إسبانيا. وقال وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى في باريس، التي ينتقل منها الأحد الى بروكسيل للقاء مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، ان بلاده لن تتفاوض مع إسبانيا حتى انسحابها من الجزيرة التي احتلتها ليل الثلثاء. ونُقل عنه ان المغرب لن يعود الى ليلى إذا انسحب منها الإسبان، وهو أمر رحّبت به مدريد. وشكر العاهل المغربي الملك محمد السادس في اتصال جديد أمس مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول على الجهود الاميركية لحل ازمة ليلى قبل الاحتلال الاسباني وبعده. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" في الرباط ان الصعوبات التي تكتنف البحث في التسوية السلمية لأزمة جزيرة ليلى تعود الى إصرار الجانب الإسباني على مفاوضات مباشرة مع المغرب، في حين ان الرباط "التي فقدت الثقة في التعهدات الإسبانية" بعدم استخدام القوة، تريد ان يرعى طرف دولي أي اتفاق في هذا الشأن. وتعوّل الرباط، في هذا الإطار، على مساع أميركية للعودة بالوضع الى حاله السابق، لكن من دون المس بحقوقها القانونية والتاريخية. وتراهن على إمكان اللجوء الى محكمة العدل الدولية لحسم النزاع مع إسبانيا. وتقول مصادر مطلعة ان مدريد تخشى ان يتطور الموقف الى "إقحام" ملف سبتة ومليلية في النزاع الحالي على ليلى. وقال مصدر ديبلوماسي ان احتلال القوات الاسبانية جزيرتين صغيرتين قبالة مدينة الحسيمة، شمال المغرب، يهدف الى الضغط على المغرب في أي مفاوضات مقبلة. وعلى الطرف المقابل لليلى في منطقة جبل موسى وهضاب "بل يونش" التي تُعتبر الجزيرة امتداداً لها، وقفت جموع من الصبية يحملون إعلاماً مغربية ويرمون حجارة في مشهد يستحضر صورة أطفال الانتفاضة الفلسطينية. واستطاع ثلاثة أطفال أمس اختراق حواجز الرقابة والوصول سباحة الى الجزيرة التي تبعد نحو 200 متر عن اليابسة. لكن الجنود الإسبان أعادوهم من حيث أتوا. كذلك تظاهر مئات المواطنين في محاذاة مدينة مليلية المحتلة، في حين قال ناشطون حقوقيون انهم سيطالبون بتحقيق في شأن ما تردد عن رمي الجنود الإسبان مغاربة في البحر بعد دخولهم جزيرتين جديدتين قبالة الحسيمة. راجع ص 6 في غضون ذلك، صرّح وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم بعد محادثات مع رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي بأنه يحمل رسالة من العقيد معمر القذافي الى رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار تركز على حل المشاكل مع المغرب بالطرق السلمية. وعبّر عن أمله بحل سلمي سريع.