بيروت - "الحياة" عدد جديد من مجلة الآداب 3/4 آذار مارس نيسان ابريل 2001 وهو الثاني بعد "البيان" الذي كانت أصدرته من أجل انقاذها على مشارف يوبيلها الذهبي. وضمّ العدد ملفاً عن "الاصلاح السوري" أعدّ الناقد محمد جمال باروت. وحوى العدد كعادته مقالات وأبحاثاً ونصوصاً ومنها: كنتُ أريد أن أقول شيئاً أحمد السليماني، مُنع في مصر: المثقف والرقابة من جديد سماح ادريس، الأمن والمستقبل: العرب على نار السلام المستحيل نجاح واكيم، ماضٍ من دون مستقبل: إحياء ذكرى الحرب في لبنان أسامة مقدسي، موقع في شارع الألفين أحمد دحبورّ، ثلاث قصائد ليث الصندوق، ليلة 14 شباط أو عيد الحب تغريد الغضبان، زهرة الرحمة بسمة عمر الخطيب، تماس ليلى أحمد، حوار شامل مع البروفسور نورمان فنكلستين أيمن حنا حداد. ومن مواضيع ملف "الاصلاح السوري: جدل الثقافي والسياسي": المثقفون السوريون: أدوار وأسئلة محمد نجاتي طيارة، إشكالية "المجتمع المدني" في الثقافة السورية الراهنة طيب تيزيني، برنامج الاصلاح الرئاسي في سورية: في أسئلة التوافق والاختلاف محمد جمال باروت، عسر الانتقال الى الديموقراطية شمس الدين الكيلاني، المثقفون السوريون ورهانات المجتمع المدني رضوان جودت زيادة، لئلا تتحول دعوة المجتمع المدني الى مصادرته مجدداً غريغوار مرشو. وفي مقدمة محمد جمال باروت: "مثّل المثقفون السوريون احدى أكثر الفئات الاجتماعية السورية حساسية، وحيوية، واندفاعاً خلف الأفكار التي تحمل قيمة عامة تتخطى حيّز الحاجات والمتطلبات الفئوية الضيِّقة. ولعل هذا ما يفسِّر سمة اساسية راسخة من سمات هذه الفئة، وهي السمة التي تدفعها الى رفض الواقع القائم، والدعوة الى تغييره جذرياً، وتضعها دوماً في مجرى الفجوة المُرّة ما بين المجرَّد والمشخَّص... غير أن المثقفين السوريين لم يكتسبوا شكلاً من أشكال المثقف الجمعي كما اكتسبوه في مجرى عملية الاصلاح التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد، وأعلن عنها برنامجياً في "خطاب القَسَم". ومن هنا كان المثقفون السوريون، الذين يتمسكون في اطار مفهومهم للمثقف باستقلاليتهم، يخدمون موضوعياً تلك العملية من دون أن يكونوا مستخدَمين عند أحد. وإذا كان التكوين "الانتلجنسوي" النمطي للنخب السورية الحديثة قد كان محكوماً طيلة نصف قرن ونيِّف بعقلية سياسية انقلابية، فإن الجديد في هذا التكوين اليوم هو اختبارها المكثف وشبه الجماعي لمفهوم "المجتمع المدني"، بحيث برزت حركة المثقفين في شكل حركة محدودة تدعو الى إحياء المجتمع المدني السوري. وقد أثار ذلك أسئلة عدة عن تعثرات الانتلجنسيا السورية في نقلها ذلك المفهوم من الحيز العام الى الحيِّز السياسي المباشر. فما هو مفهوم المجتمع المدني لديها؟ وما نوعية علاقته بالدولة؟ وهل العلمنة محدِّد اساسي له؟ وما العلاقة بين هذا المفهوم المستدعى ومفهومه تاريخياً؟ وما هي العوامل التي تحكمت في صياغة بعض النشطاء المبادرين الى هذا المفهوم، حتى جاء في صيغة حداثوية يسارية علمانية جعلت عدداً من النشطاء انفسهم يصفها بالنخبوية؟ وما سرّ الاصرار على هذه الثقافوية؟