أكدت مصادر ديبلوماسية غربية في عمّان أمس أن الأردن "لن يقف إلى جانب الطرف الخاسر" في حال قررت الولاياتالمتحدة شن حرب لإطاحة النظام العراقي، وذلك اثر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" يفيد أن المخططين العسكريين الأميركيين يدرسون استخدام قواعد في الأردن لشن غارات جوية وتنفيذ عمليات خاصة إذا قررت واشنطن ضرب العراق. وفي باريس علمت "الحياة" ان الجانب الأميركي يشكل مجموعات عمل تختص بالملف العراقي، وان فرنسا أبلغت الولاياتالمتحدة أن عليها إذا نفذت عملية عسكرية ضد العراق أن تتمكن من إدارة نتائجها. في الوقت ذاته أكد نائب رئيس البرلمان الروسي فلاديمير لوكين أن مجلس الأمن قد يوافق على تلك العملية، في حال اعتبر موقف إدارة الرئيس جورج بوش صائباً. راجع ص2 وقالت المصادر الديبلوماسية الغربية ل"الحياة" في عمّان إن الأردن "حليف للولايات المتحدة من خارج حلف الأطلسي، وهناك تعاون مستمر على الصعيد العسكري كانت آخر تطبيقاته تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات أميركية في الصحراء الأردنية هذه السنة". ولاحظت المصادر أن "الأردن يرتبط بمصالح اقتصادية مع العراق تتمثل في منح وتسهيلات نفطية قيمتها 450 مليون دولار، فضلاً عن التبادل التجاري، ما يدفعه إلى إعلان رفضه شن حرب على العراق أو السماح لقوات أميركية بالانطلاق من أراضيه لضربه". واستدركت أن الأردن في حال قررت واشنطن إطاحة نظام الرئيس صدام حسين باجتياح العراق "لن يتمكن من منع الحرب، ولن يكون طرفاً يعيق العمليات العسكرية الأميركية". وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن استخدام القواعد الجوية الأردنية يمكّن القوات الأميركية من مهاجمة العراق من الغرب، فيما تشن قوات أخرى هجوماً من الشمال عبر تركيا ومن الجنوب انطلاقاً من دول خليجية. وأضافت ان مثل هذا الترتيب "يضع القوات الأميركية بين العراق وإسرائيل ويساعد في رصد وملاحقة وتدمير صواريخ سكاد التي قد تقرر بغداد اطلاقها على أهداف إسرائيلية كما فعلت خلال حرب الخليج في 1991". وكان وزير الخارجية الأردني مروان المعشر ووزير الإعلام محمد العدوان نفيا وجود أي قوات أميركية على أراضي الأردن، مؤكدين رفضه أن يكون منطلقاً لمهاجمة العراق. وتقول مصادر أميركية إن الرئيس جورج بوش أجرى محادثات مع الملك عبدالله في مناسبات آخرها في أيار مايو الماضي "تناولت خطة واشنطن لإطاحة النظام العراقي والخريطة السياسية بعد تحقيق هذا الهدف". ومن المقرر أن يلتقي العاهل الأردني الرئيس الأميركي مجدداً خلال الشهر الجاري. وترى المصادر الديبلوماسية ان الأردن "سيتصرف وفق ما تقتضيه مصالحه" في حال قررت واشنطن ضرب العراق، لكنه "لن يعلن تأييده حملة عسكرية على بغداد حفاظاً على مصالحه الاقتصادية حتى اللحظة الأخيرة".