وضع الانكليز حدًا لتفوق الارجنتينيين عليهم في نهائيات كأس العالم، وفازوا بهدف سجله القائد العائد ديفيد بيكهام 43 من ركلة جزاء في المباراة التي أقيمت بينهما أمس في سابورو ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة في نهائيات كأس العالم السابعة عشرة لكرة القدم المقامة حاليًا في كوريا الجنوبية واليابان معًا. وتسيّد الانكليز اللقاء في شوطه الأول، وتبادلوا الهجمات مع منافسيهم مطلع الشوط الثاني بيد أن الدقائق العشرين الأخيرة شهدت سيطرة ميدانية أرجنتينية وضغط واضح على مرمى الحارس الانكليزي ديفيد سيمان. وبدأت المباراة ساخنة من الجانبين، واقترب بيكهام من التسجيل من ركلة حرة في الدقيقة 12 لكن الكرة اصطدمت برأس المدافع الارجنتيني دييغو بلاسنتي وابتعدت عن المرمى. ولم يتردد الحكم الايطالي بيار لويجي كولينا في إشهار بطاقته الصفراء سريعًا في وجه غابرييل باتيستوتا لعرقلته آشلي كول من الخلف 13. وقدم الانكليز أفضل عرض لهم خلال هذه الفترة، وخطف بيكهام الكرة من بين قدمي باتيستوتا على حدود منطقة الجزاء الارجنتينية لكنه لم يتمكن من تسديدها بشكل جيد لأنها كانت بعيدة عن قدمه اليمنى 16. وأصيب الحارس الارجنتيني بابلو كافاليرو أثناء محاولته إبعاد الكرة من أمام مرماه إثر ركلة ركنية رفعها بيكهام، وعولج وأكمل المباراة 18. وبعدها بدقيقة واحدة أجرى المنتخب الانكليزي تغييرًا اضطراريًا إذ خرج لاعب خط الوسط أوين هارغريفز بداعي الاصابة وحل محله تريفور سينكلير. وفي الدقيقة 24 لاحت أخطر فرص الشوط الأول حين تلقى مايكل أوين تمريرة متقنة من نيكي بات وتقدم بها نحو المنطقة الدفاعية الارجنتينية وسط ثلاثة مدافعين، وسددها من بينهم ولسوء حظه فقط ارتطمت بباطن القائم الأيمن وارتدت الى الملعب. وردّ عليه باتيستوتا برأسية بين يدي الحارس ديفيد سيمان 24. وارتفعت وتيرة أداء المنتخبين، وزادت معها الحماسة والخشونة في آن... ونال آشلي كول إنذارًا لتعمده الخشونة مع آرييل أورتيغا. وأظهرت الارجنتين بعضًا من خطورتها عندما أطلق كيلي غونزاليز تسديدة صاروخية مرت فوق العارضة الانكليزية 31، وتعرض غونزاليز نفسه لنزيف من الأنف بعد اصطدام مع بيكهام وخرج للعلاج وعاد بعد دقيقتين 42. وفي الدقيقة 43، أظهر كولينا شجاعة نادرة عندما احتسب ركلة جزاء للإنكليز إثر تعرض أوين للدفع من ماوريسيو بوكيتينو، احتار المدرب السويدي زفن غوران إريكسون: لمن يوكل مهمة تسديد ركلة الجزاء... لأوين الأكثر لياقة وجهوزية أم لبيكهام العائد من الاصابة لكنه إذا تمكن من تسجيلها فيعطيه ذلك دفعًا معنويًا كبيرًا؟ وأخيرًا، اختار إريكسون الحل الثاني ولم يخب بيكهام ظنه، وسدد الكرة أرضية زاحفة على يسار كافاليرو مسجلاً هدف الانكليز الأول 43. وجاءت بداية الشوط الثاني نارية واتسمت بإثارة غير مسبوقة، وتبادل المنتخبان الهجمات واستمتعت الجماهير الانكليزية بعرض ولا أروع... واخترق أوين الدفاع الارجنتيني بشكل جيد لكن تسديدته ذهبت بعيدًا... ثم أبعد كافاليرو كرة بول سكولز، وتلاه بيكهام بقذيفة. وتيقن المدرب الارجنتيني مارسيلو بييلسا الى خطورة الموقف فاستبدل باتيستوتا بهرنان كريسبو لتنشيط الجبهة الهجومية وتخفيف الضغط على مدافعيه... وهو نجح في ذلك فعلاً، لأن الحال قلب وفرض منتخبه سيطرته المطلقة على الملعب ونزلت بكل ثقلها على مرمى سيمان... ثم زاد من قوته الهجومية عندما أخرج كيلي غونزاليز وأدخل كلاوديو لوبيز. وتوالى مسلسل الفرص الارجنتينية الضائعة في ظل تراجع إنكليزي واضح، وأنقذ سيمان مرماه من كرات عدة انطلقت من أقدام لوبيز وإيمار الذي حل محل فيرون وكريسبو ما بين الدقيقتين 70 و80 . وسحب إريكسون المهاجم مايكل أوين وأشرك المدافع واين بريدج بديلاً منه لتدعيم خط الدفاع الذي باتت مسؤوليته شديدة أمام الضغط الارجنتيني. ومع اقتراب انتهاء المباراة، طالب بييلسا بزيادة الضغط والهجوم بكل اللاعبين بغية تحقيق هدف التعادل الذي لم يتحقق قط. وقال المدرب إريكسون: "قدم اللاعبون جميعهم عرضًا جيدًا وبذلوا مجهودًا رائعًا. النتيجة ليست مفاجئة بالنسبة إليّ، لانني أعرف أنه عندما نركز على هدف محدد فنحن قادرون على القيام بأشياء رائعة". وأكد بيكهام أن هدف الفوز الذي سجله من ركلة جزاء محا نهائيًا كابوس مونديال 1998 بالنسبة إليه حين طرد في منتصف الشوط الثاني من المباراة التي جمعت بينهما وقتذاك في الدور الثاني. وقال: "إنه أمر لا يصدق، لقد مر على حادثة طردي أربعة أعوام، وكانت طويلة جدًا. لقد مررت في صعود وهبوط، أما ما حصل اليوم فإنه الذروة". وأشار إلى أنه تمالك أعصابه حين سدد ركلة الجزاء، وقال: "حاول الارجنتينيون التلاعب بأعصابي، ونبهني حارسهم أن أضع الكرة في المكان المناسب، وحاول سيميوني مصافحتي". وكشف بيلسا انه كان متخوفاً من الخسارة أمام الانكليز "طلبت من اللاعبين الاعتماد على الجناحين والتسديد من بعيد لأن الهجوم المباشر من خلال اختراق وسط الدفاع لم يثمر. مباراتنا المقبلة هي طريقنا الوحيدة نحو الدور الثاني وعلينا مراجعة أوراقنا قبل هذه المواجهة الحاسمة". اسبانيا أول الصاعدين وصارت إسبانيا أول دولة تصعد الى الدور الثاني إثر فوزها أمس على باراغواي 3-1، وارتفع رصيدها الى 6 نقاط إذ سبق لها الفوز على سلوفينيا 3-1. وقلب المنتخب الاسباني تأخره بهدف سجله مدافعه كارلوس بيول خطأ في مرمى بلاده 10، الى فوز كبير بفضل فكر مدربه انطونيو كماتشو الذي أجرى تغييرًا حاسمًا مطلع الشوط الثاني بإخراج دييغو تريستان وإشراك فيرناندو مورينتس، والأخير تحديدًا سجل هدف التعادل بعد 8 دقائق فقط من دخوله فأعطى منتخبه دفعة معنوية كبيرة للسعي وراء تحقيق الفوز. ولم يمر أكثر من 10 دقائق حتى سجل مورينتس نفسه هدف التقدم لبلاده، قبل أن يسجل فريناندو هييرو الهدف الثالث من ركلة جزاء احتسبها الحكم المصري جمال الغندور 83. وخسرت نيجيريا أمام السويد 2-1، فخرجت عمليًا من المنافسات كونها خسرت مباراتها الأولى أيضًا أمام الارجنتين صفر-1 في الجولة الأولى. وقاد هنريك لارسن بلاده الى تحقيق الفوز بتسجيله هدفين في الدقيقتين 35 و63، في حين سجل جوليوس آغاهوا هدف نيجيريا الوحيد 27. ونجحت السويد في قلب تخلفها على رغم أن النيجيريين كانوا الأفضل ولاحت أمامهم فرص كثيرة لزيادة غلتهم التهديفية وتحقيق التعادل على الأقل، بيد أن التسرع في إنهاء الهجمات وضع حدًا للمغامرة النيجيرية. ورأى لارسن صاحب الهدفين أن الحظ وقف الى جانب منتخب بلاده و"نحن ساعدناه بأن قدمنا عرضًا جيدًا ولاحت لنا فرص كثيرة استثمرنا منها ما يكفينا لتحقيق الفوز". وستلعب نيجيريا أمام انكلترا الأربعاء المقبل في مباراة تحصيل حاصل بالنسبة إليها.