سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كأس العالم 2002 ... أول مونديالات القرن . وزان للأرجنتين وإسبانيا ... وبداية مخيبة لانكلترا بتعادلها مع السويد . أحضروا أنواع التسالي وتمارضوا ... فالبرازيل وإيطاليا تظهران على المستطيل الأخضر اليوم
عشاق كرة القدم في الوطن العربي على موعد اليوم لمتابعة كرتهم البرازيلية المفضلة، ويا له من يوم لأن عشاق الكرة الإيطالية، وهم كثر أيضًا في البلدان العربية، سيستمتعون بها. فاليوم تلتقي البرازيل مع تركيا ضمن المجموعة الثالثة، وإيطاليا مع إكوادور، وكرواتيا مع المكسيك ضمن المجموعة السابعة. والأكيد أن المباراة الأولى ستجذب الاهتمام الجماهيري الأكبر في كل أنحاء العالم، لأنها ستجمع المنتخب "الذهب" بمجموعة من الشباب المتحمس والمتطور فنيًا والقوي بدنيًا، تمثل تركيا. الأوراق ترشح البرازيل طبعًا، لكن كل شيء جائز في هذه النهائيات التي اتسمت بمفاجآتها اللافتة. فمَنْ انتظر أن تفوز السنغال على فرنسا، ومَنْ تخيّل أن تخسر السعودية أمام ألمانيا صفر-8 ، ومَنْ توقع أن تفوز الدنمارك على أوروغواي أو رأى أنه في إمكان جنوب أفريقيا أن تقلب تأخرها أمام باراغواي من صفر-2 إلى تعادل "عادل" 2-2؟ لا أحد طبعًا... إذًا لماذا لا ننتظر أن تفوز تركيا على البرازيل أو إكوادور على إيطاليا؟ وأمس، حافظت السويد على تقاليدها وأبقت سجلات لقاءاتها مع إنكلترا إيجابية منذ 34 عامًا. وهي حققت تعادلاً بمذاق الفوز، لأنه وضع مواطنها، مدرب الإنكليز، زفن غوران إريكسون في حرج شديد بعد أن قال إنه سيصبح أول من يكسر هذه السلسلة "الذهب" ! حضّروا كل أنواع التسالي، فاليوم المشاهدة عبر أجهزة التلفزيون ستمتد طويلاً... لماذا؟ لأن المنتخبين البرازيلي والإيطالي، وما أكثر عشاقهما في وطننا العربي الكبير، سيظهران على المستطيل الأخضر للمرة الأولى في هذا المونديال المقام حاليًا في كوريا واليابان وتستمر منافساته إلى 30 الجاري. لا يحظى أي منتخب عالمي آخر بما تحظى به الكرة البرازيلية من حب وتقدير من جانب غالبية عشاق اللعبة في العالم، ويتابع مبارياتها البلايين من البشر أينما كانوا وأي كان من تلعب ضده. لكنها مدعوة غدًا لمواجهة كوكبة من شباب دولة معروفة بحماستها وتطلعها الى أن تكون قوة كبرى في عالم الساحرة المستديرة... تركيا. ولقاء البرازيل مع تركيا اليوم سيستأثر طبعًا بالاهتمام الجماهيري والإعلامي الأكبر، وربما بدأ الكثر في التمارض منذ الآن ليجدوا الحجة المناسبة للغياب عن أعمالهم والتسمر أمام شاشات التلفزيون. فنيًا وتاريخيًا وواقعيًا... البرازيليون مرشحون للفوز، لكن عمليًا كل شيء ممكن أن يحدث على أرض الملعب في "مونديال العجائب". وكما فازت السنغال على فرنسا... لماذا لا تفوز تركيا على البرازيل؟ مجرد سؤال تبدو إجابته منطقية، لكن لتحقيقها كم يحتاج الأمر إلى جهد وعرق وتعب وكثير من الحظ من دون أدنى شك! واللافت أن البرازيليين أكثر قلقًا، ومعهم كل الحق لأنهم لو خسروا ستنقلب الدنيا رأسًا على عقب في حين أن خسارة الأتراك أمر عادي بل ومتوقع. ولذا فإن الضغوط الواقعة على البرازيليين أكثر شدة، وهو ما أكده المدرب لويز فيليبي إسكولاري بالقول: "أشعر بقلق بالغ، لقد استيقظت في الثالثة والنصف فجرًا لأشاهد شرائط مسجلة لمباريات المنتخب التركي في التصفيات وغيرها... واكتشفت أن علينا بذل جهود استثنائية للفوز على هذا الشباب المتحمس. وما زاد من خوفي ما حصل للمنتخب الفرنسي في مباراة الافتتاح، فهو مثل إنذارًا باكرًا يشير إلى أن أي منتخب يمكن أن يفوز على أي منتخب آخر... وإذا لم نلعب بشكل جاد فقد نلقى مصير الفرنسيين ذاته". في المقابل، اتسم الأتراك بالهدوء، وقال مهاجمهم الفذ هاكان سوكور: "الضغوط عليهم أكثر، لكن يجب ألا ننسى أن لديهم لاعبين على أعلى مستوى في كل المراكز، ومن المستحيل بالتالي أن نجاريهم على هذه الصعيد. لكن الأكيد أننا لن نكون مكسر عصا، وسنبذل قصارى جهدنا لتقديم مباراة يتذكرها التاريخ بغض النظر عن النتيجة". ويدير اللقاء الحكم الكوري الجنوبي يونغ جو كيم، ويعاونه السنغافوري فيزاز كريشنان والسلوفيني فلاديمير فيرنانديز. وعندما ينتهي محبو البرازيل من مشاهدة منتخبهم، يطل الإيطاليون برؤوسهم إلى المونديال عندما يواجه منتخبهم نظيره الاكوادوري. وأكثر ما يقلق الإيطاليين أن لائحة الإصابات تتضمن المهاجمين أليساندرو دل بييرو وفيليبو إنزاغي، وهو ما يزعج المدرب جيوفاني تراباتوني الذي يرى الحل في مشاركة فرانشيسكو توتي مهاجمًا إلى جانب كريستيان فييري. ولأن هذا المدرب تحديدًا لا يحب المفاجآت، فقد خاض مباراة تجريبية بهذا الخط الهجومي ونجحت لأن كل لاعب منهما سجل هدفين من بين الأربعة التي فاز بها الإيطاليون. على أي حال، فإن تراباتوني يرى أن كل الأمور تسير في اتجاهها الصحيح على رغم كل هذه الإصابات وأن المنتخب سيمتع جماهيره اليوم. أما الجانب الاكوادوري، فغالب الظن أن آماله لا تتجاوز التعادل لأنه سيمثل بداية رائعة لهذا المنتخب الذي يخوض النهائيات للمرة الأولى. ولذا ينتظر أن يلعب مدافعًا منذ البداية وهو سلاح ذو حدين لأنه سيعرضه لضغط هجومي هائل على مدار التسعين دقيقة، ولأن الضغط يولد الأخطاء فالأكيد أن شباكه ستهتز. ويدير المباراة الحكم الأميركي بريان هول، ويعاونه الكندي هيكتور فرغارا والإنكليزي فيليب شارب. وللجماهير موعد ثالث اليوم أيضًا مع لقاء يجمع بين مدرستين كرويتين مختلفتين تمامًا: كرواتياوالمكسيك... والمباراة من الناحية الفنية والبشرية متكافئة، والنتائج الثلاث فيها مقبولة. والكروات يظهرون للمرة الثانية على التوالي، وهم حققوا نتيجة أكثر من رائعة في مشاركتهم الأولى عندما حصلوا على المركز الثالث والميداليات البرونزية في عام 1998 في فرنسا. وهم بالتأكيد سيسعون إلى تكرار هذا الإنجاز على الأقل، وإن كانت الأمور تبدو أكثر صعوبة هذه المرة. أما المكسيك، فتاريخها طويل مع المونديال، واستضافت فاعلياته مرتين على أرضها عامي 1970 و1986 من دون أن تحقق نجاحاً ملموسًا على الصعيد الفني وترتيب المنتخبات. وهي تأمل في أن تكون هذه هي المرة المنتظرة في تحقيق المهم بالحصول على ميدالية من أي صنف... لكن الترشيحات العقلانية تستبعد ذلك. يدير المباراة الحكم الصيني جون لو، ويعاونه الهندي كوماليسواران سنكار والتونسي توفيق الدجنجي. خيبة أمل إنكليزية قال السويدي زفن غوران إريكسون، مدرب المنتخب الإنكليزي، إنه سيكون أول مدرب يهزم بلاده ويكسر سلسلة نتائجها الإيجابية مع إنكلترا والمستمرة منذ 34 عامًا، وهو اقترب كثيرًا من ذلك عندما افتتح سول كامبل التسجيل في الدقيقة 24 ... لكن خطأ دفاعيًا من مدافعه داني ميلز استغله نيكولاس ألكسندرسون وسجل منه هدف التعادل 55، أوقع المدرب القدير في حرج كبير. البداية الإنكليزية في النهائيات كانت مخيبة لاريكسون وعشاق مخترعي اللعبة في آن، فإلى جانب التعادل كان الأداء بشكل عام متواضعًا حتى في ظل وجود ديفيد بيكهام الذي سابق الزمن من أجل أن يشفى من إصابته ويلحق بهذه المباراة. عندما افتتح كامبل التسجيل باكرًا، فتحت أبواب الجنة أمام إريكسون الذي بدا وكأن "حلمه" بهزيمة بلاده بات أقرب إلى الواقع، خصوصًا أن منتخبه كان الأفضل على أرض الملعب. لكن الإنكليز الذين واصلوا سيطرتهم على مجريات الشوط الأول لم ينجحوا في تأمين تقدمهم قبل نهاية الدقائق ال 45 الأولى. وما لبث أن تغير الحال تمامًا في الشوط الثاني، وفرض السويديون سيطرتهم الكاملة على مجريات اللقاء. ووصلوا إلى المرمى غير مرة إلى أن جاءهم الفرج من خطأ ميلز الذي أعاد الكرة إلى ألكسندرسون فأطلقها قذيفة عجز الحارس الإنكليزي ديفيد سيمان عن ردها. ولم يتمكن بيكهام من إكمال المباراة، فخرج ولعب كيرون داير محله 63... وبعد التغيير بدقيقة واحدة أنقذ سيمان مرماه من هدف أكيد كاد يسجله تيدي لوسيك قبل أن تضيع فرصة تحقيق الفوز من السويديين في الثواني الأخيرة. وحققت الأرجنتين ما كان متوقعًا، وفازت على نيجيريا بهدف سجله نجم نادي روما الإيطالي غابرييل باتيستوتا من ضربة رأس في الدقيقة 63 . وعلى رغم أن تخطي المنتخب النيجيري لم يكن سهلاً، بيد أن الأرجنتينيين أظهروا نواياهم في ضرورة العودة باللقب كما أكدت الترشيحات قبل بدء البطولة. وهم سيطروا على مجريات اللعب غالبية فترات اللقاء وكانوا الأفضل من كافة النواحي الفنية والبدنية. وكان في إمكانهم زيادة غلتهم التهديفية أكثر من مرة، والحقيقة فإن الفوز بهدف واحد هو نتيجة غير عادلة... لكن، ولإعطاء كل ذي حق حقه، لا بد أن نشير إلى أن الفضل في إنقاذ نيجيريا من هزيمة ثقيلة عاد بالدرجة الاولى إلى حارس مرماها أيك شورنمو الذي أنقذ مرماه من أهداف عدة لو اهتزت لها شباكه ما لامه أحد. ولعب القائد الأرجنتيني الجديد خوان سيبستيان فيرون دورًا مهمًا في صنع الألعاب الخطرة على المرمى النيجيري، ومول مهاجميه بكرات عدة فشلوا لم يحسنوا استغلالها. على أي حال لم تذهب جهود فيرون هباء لأن منتخبه فاز، وحصل هو على جائزة أفضل لاعب في المباراة. والهدف الذي أحرزه باتيستوتا جعله يدخل لائحة اللاعبين الذين سجلوا أهدافًا في كل نهائيات كأس العالم التي شاركوا فيها، فهو سبق له أن سجل في مونديالي عامي 1994 في الولاياتالمتحدة و1998 في فرنسا. واللافت أن المدرب مارسيلو بييلسا أقدم على تغيير فيرون وباتيستوتا أيضًا في الدقيقتين 78 و81 على التوالي، على اعتبار أن أداء المنتخب النيجيري لم يعد يخيفه. وفي المباراة الثالثة، عاد لاعبو جنوب أفريقيا من حال الضياع التي بدأوا بها لقاءهم مع باراغواي وقلبوا تأخرهم بهدفين إلى تعادل عادل 2-2 . وافتتح روك سانتا كروز التسجيل بضربة رأس 39، وأضاف فرانسيسكو آرسي الهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة 55. وقلل المدافع الباراغواياني الفارق بتسجيله هدفًا في مرماه بطريق الخطأ 64، قبل أن يدرك فورتشن التعادل من ركلة جزاء احتسبها الحكم إثر عرقلة الحارس تافاريللي للمهاجم النيجيري سيبسيسو زوما 88. وقدم المنتخبان مباراة جيدة اتسمت بالقوة والندية، وسيطرت باراغواي على الشوط الأول تمامًا، في حين بدا لاعبو جنوب افريقيا في حرج شديد في مواجهة الهجمات المتتالية. وفي الشوط الثاني تحسن الأداء لكن الجميع فوجئوا بتسجيل الهدف الباراغواياني الثاني. واختتمت مباريات الأمس بفوز إسباني على سلوفينيا بثلاثة أهداف لراوول غونزاليز 44 وخوان كارلوس فاليرون 74 وفرناندو هييرو 86 من ركلة جزاء في مقابل هدف لسيبستيان سيميروفيتش 82. وهذا هو الفوز الأول للأسبان في أول مباراة لهم في كأس العالم منذ 52 عامًا، إذ خسروا مباراتهم الأولى دومًا في كل مشاركاتهم بعد عام 1950 . وقدم الاسبان عرضًا مقنعًا يؤهلهم للعب دور رئيس في هذا المونديال، وتمكنوا من تهديد المرمى السلوفيني مرات عدة.