كوثر الباردي من الممثلات الشابات اللواتي اظهرن قدرات فنية كبيرة خلال السنوات الأخيرة. ويشبّه النقاد هذه الفنانة التونسيّة بالنجمة المصرية ليلى علوي، كما اصبح حضورها مألوفاً في كثير من الأعمال المسرحية. إنها ممثلة محترفة في فرقة مدينة تونس، اعرق الفرق المسرحية التونسية. وهي حاضرة باستمرار على الشاشة الصغيرة، خصوصاً في الأعمال التي تقدم خلال شهر رمضان المبارك. إلتقتها "الحياة" في الحوار الآتي: ما هي أهم الأعمال الفنية التي شاركت فيها في المسرح والسينما والتلفزيون؟ - أنا أولاً أعمل في فرقة مدينة تونس للمسرح أي أنني أعيش في الوسط المسرحي. أما أهم مشاركاتي المسرحية فهي "كوميديا" مع الفاضل الجعايبي و"مدرسة النساء" مع محمد كوكة. وفي التلفزيون شاركت في أعمال عدة مثل "الأيام كيف الريح"، "العاصفة"، "أيام عادية"، "أبو ريحانة"، "دعبل أخو دهبل"... وكذلك في مجموعة من المسلسلات مثل "نداء البيت"، "ثنائيات"، "أيام زمان". وفي مجال السينما شاركت في "بنت فاميليا" و"رغبات" و"الشيشخان" وفيلم عن "الانتفاضة". دخلت عالم الفنّ طفلةً، فما علاقتك بهذا العالم الفني؟ وكيف تعاملت العائلة مع موهبتك؟ - بدايتي كانت مع الأطفال، إذ دخلت استوديوهات الإذاعة مع السيدة علياء في برنامج "جنة الأطفال"، ثم مع لطفي البحري وعلي منصور، وتدرجت من هذا العالم إلى دنيا الكبار. أما موقف العائلة، فكان التشجيع والمساعدة والنقد البناء. ما هو دور العائلة في النقد؟ - كل أفراد العائلة يبدون آراءهم في أدواري، لكن تبقى أختي هي التي تقدم لي الإضافة الجادة... لأنها تتمتع بحس نقدي متميز. إنها تشاركني قراءة النصوص وإبداء الرأي فيها، وكثيراً ما نتفق في الفكرة والرأي. وعائلتي تحترم الفنان، وتكن له كل التقدير مهما كان مجاله، لذلك تساعدني كثيراً، وأنا مدينة لها. بدأت في الخامسة من العمر، وتواصلت تجربتي الفنية كامتداد طبيعي لفترة الطفولة، حتى كانت أول تجربة في التمثيل في "أيام زمان" لرؤوف كوكة مع المسرح البلدي وعمري 15 سنة. وصارت الخشبة مكانك الأثير... - بالضبط. وهذا مكنني من المشاركة في أعمال مسرحية اعتز بها، مثل مسرحية "كوميديا" إخراج الفاضل الجعايبي في المسرح الوطني، وكذلك في مسرحية "مدرسة النساء" إخراج محمد كوكة، في الفرقة البلدية... وصولاً إلى دوري في مسرحية لوركا الشهيرة "بيت برناردا ألبا" التي عرضت في بلجيكا والعديد من المدن التونسية. تجربة سينمائية جديدة وبعدها جاء دور السينما... - ليس تماماً، دخلت الفن السابع بشكل مواز لنشاطي المسرحي، مع العلم أنني ارتاح للمسرح اكثر، بغضّ النظر عن الارهاق الشديد الذي يسببه. وعلى رغم قصر تجربتي استطعت أن أخطو خطوة في هذا المجال، أرجو أن تكون ثابتة. عملت في شريط "شيشخان" وفيلم "الانتفاضة" وفيلم "رغبات" وفيلم "طفل يدعى المسيح" إلى جانب بعض الأعمال الأجنبية الأخرى. عملك في شريط "رغبات" المصري مع فاروق الفيشاوي ورغدة... ألم يزعج زميلاتك المصريات؟ - قوبلت في مصر بحفاوة بالغة، ولقيت هناك كل المساعدة كنت عند حسن ظن من راهن على قدرة الممثلين التوانسة، علماً أني أستعد لخوض غمار تجربة سينمائية جديدة في مصر ستتضح معالمها في الأيام المقبلة. نقص في العروض هل تختارين أدوارك في الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية... أم تقبلين كل ما يعرض عليك؟ - بالنسبة إلى الأعمال التلفزيونية قطعت أشواطاً مهمة الأمر الذي مكنني في السنوات القليلة الماضية من أن أناقش دوري وأختاره. أما بالنسبة إلى السينما، فالأمر مختلف حالياً... وإصراري على دور دون غيره يخضع لتجارب كثيرة ومتلاحقة. ما رأيك في المسرح التونسي اليوم؟ - هناك حركة مسرحية مكثفة في السنوات الأخيرة. لكن خلال الموسمين الأخيرين لاحظنا نقصاً بارزاً في العروض. وهذا يدفعنا إلى مزيد من العمل والإنتاج، من أجل تحقيق التوازن بين العروض القديمة والجديدة. وماذا عن السينما؟ - ما زالت السينما التونسيّة قليلة الإنتاج... وما آمله هو إنتاج أفلام تمس كل الشرائح الاجتماعية، وتعطي الصورة الحقيقية عن تونس، ومجتمعنا الآخذ في التطور. كيف كانت التجربة مع المخرج المنصف الكاتب بخاصة أنها تعود إلى فترة الطفولة؟ - المخرج المنصف الكاتب هو فنان مبدع، أثرى المكتبة السمعية - البصرية الخاصة بالطفل من خلال الصور المتحركة والرسوم وغيرها من الأعمال الأخرى، وهو في إعتقادي المخرج الذي لم يجر إختباراً للممثلين. فبعد قراءته للنص اسند الأدوار واسند الي دور نجاة... ولما قرأته وجدته قريباً مني كشخصية فنية، لها إضافة في مستوى تجربتي. الصحافة سند أساسي للفنان ماذا عن الصحافة الفنية؟ - أنا أحترم كل الأقلام المبدعة التي تؤمن بأهمية دورها في الإضافة والإثراء والإصلاح والتقويم... إلا أنني أتألم عندما أقرأ مقالات قائمة على التجريح والشتم، من دون الحديث عن جوهر العمل الفني... لا بد من فرض رقابة خاصة على الأقلام الهدامة، ودعم الأقلام الجادة، فمرحباً بمن ينقد ليبني ولو كان نقده قاسياً. هل ظلمتك الصحافة الفنية؟ - بالعكس أنا محظوظة، والصحافة ساعدتني كثيراً واهتمت بمسيرتي، وعرفت بي وبالأعمال التي أشارك فيها. وأعتقد أن الصحافة سند أساسي للفنان لكي يتطور. هل لديك وقت للقراءة؟ - أصدقك القول بأن المشاغل لم تعد تترك الوقت الكافي لذلك. ولكن مع ذلك أحاول أن اخصص وقتاً للقراءة... لأن الفنان لا بد له من أن يكون مثقفاً وقارئاً نهماً. ماذا عن مسرحية "دار الهناء" التي شاركت فيها على خشبة المسرح البلدي؟ - إنّها مسرحية اجتماعية التقيت فيها مع الممثل إكرام عزوز على إمتداد ساعة ونصف من خلال مواقف هزلية ولوحات إجتماعية تحاول أن تتطرق إلى الصعوبات التي تعترض المتزوجين الجدد والمشكلات التي يصطدمون بها.