سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مطار صلالة مستعد لوصول الطائرات التي لا تجد من يرسلها . اهتمام حكومي واسع بتطوير الحركة السياحية الوافدة والسلطات تجري اتصالات لتوسيع شبكة "الطيران العماني"
ضمن برنامج تنويع الدخل المحلي تتسارع الخطى العمانية لإيجاد بدائل تقلل من الاعتماد على النفط، ومنها دعم القطاع السياحي الذي ينظر إليه على انه البديل الذهبي للنفط. وبعد توقيع اتفاق تخصيص ادارة مطاري السيب وصلالة وتشغيل عدد من خطوط شركة "الطيران العماني" فإن آمال الحكومة العمانية تنصب الآن على العائد المرتقب من ذلك، سيما وان مدينة صلالة على موعد مع حركة سياحية خصبة في موسم ما يسمى محلياً ب "الخريف". وتعد "الطيران العماني" عدتها من اجل تحقيق موسم سياحي جيد عبر تقديم تقديم خفوضات تصل إلى 50 في المئة لمسافريها المتنقلين بين المطارات الخليجية بهدف جذب السائح الاقرب ثقافياً الى البلاد، علاوة على كون السائح الخليجي سائحاً نخبوياً. تتوقع "الطيران العماني" بنهاية السنة الجارية تحقيق ارباح تشغيلية في حدود المليون ريال عماني، بعدما تحسنت أوضاع الشركة في شكل كبير خلال الشهور الماضية نتيجة قيامها بتسيير عدد اخر من الخطوط المجدية اقتصادياً، وووضع استراتيجية جديدة لعملها وانتقائها طائرات متوسطة الحجم، وشروعها نهاية الشهر الماضي بتدشين اول رحلاتها الى المستعمرة العمانية القديمة زنجبار. كما تنوي الناقلة تنظيم ثلاث ندوات تجمع العاملين في قطاع النقل الجوي والسياحة، في كل من زنجبار ودار السلام وممباسا، بهدف التسويق والترويج لتلك الخطوط وبقية الرحلات التي تُسيرها "الطيران العماني" الى شرق افريقيا. وتستهدف خطة الترويج هذه رجال الاعمال ومكاتب السفر والسياحة والطيران وعرض ما تقدمه من خدمات وسعيها الى الربط بين تلك الوجهات الثلاث ومنطقة الخليج من ناحية والقارة الهندية من ناحية اخرى. كما ستتيح الندوات ابراز بعض الاستراتيجيات والخطط التي ستنفذها الشركة في المستقبل القريب والتعرف على حاجات رجال الأعمال ومسؤولي مكاتب السفر والسياحة. وتسعى "الطيران العماني" من خلال فتح خطوطها الافريقية الى الاستفادة من حركة رجال الاعمال العمانيين ممن تربطهم تعاملات تجارية مع شرق افريقيا ويهتمون بشحن بضائعهم وتصديرها الى هناك، اضافة الى تسويق الأنشطة الاقتصادية والسياحية والاستثمارية للسلطنة. ويعتبر خط مسقط - زنجبار بمثابة خط رئيس تغذيه خطوط "الطيران العماني" المنتشرة في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ سيتم تجميع المسافرين في مسقط ومنها يواصلون رحلاتهم الى شرق افريقيا. وجرت بالفعل جدولة مواعيد الاقلاع الى زنجبار لتتناسب مع الخطوط المغذية. وسيتم تقويم التجربة هذه في موعد لاحق اذ ان المردود الاجمالي من تشغيل خطوط زنجبار ودار السلام سيكون اقل بكثير من تكاليف التشغيل، إلا أن رغبة عُمان في فتح اسواق اقتصادية ودعم وجودها في هذه المنطقة يغلب التفكير في المردود الاقتصادي في الحاضر على الاقل. وفي جانب آخر موازٍ تسعى الحكومة العمانية الى انعاش الحركة الجوية بمطار السيب الدولي. ومن بين الاجراءات التي تفكر في اتخاذها حفزالنمو الاقتصادي وتأمين المقومات التسويقية للسياحة والتسهيلات الخاصة باصدار تأشيرات دخول الرعايا الاجانب، وتكفل القطاع الخاص ببناء مرافق سياحية تتلاءم مع الفئات المختلفة من السياح، الى جانب وجود برنامج متكامل لتسويق السلطنة كوجهة سياحية. وذكر أحمد بن سعيد الرواحي المدير العام ل"الطيران المدني والارصاد الجوية" أن "الشركة العمانية لادارة المطارات" تقوم حالياً بإعداد الدراسات اللازمة لتنفيذ برنامج تطوير مطاري السيب وصلالة، وفق ما جاء في عقد الامتياز الموقع بين الحكومة و"الشركة العمانية لادارة المطارات"، مشيراً إلى انه تم خلال الشهور الماضية وضع الأسس لتنظيم العلاقة بين "الشركة العمانية لادارة المطارات" و"المديرية العامة للطيران المدني والارصاد الجوية" و"الشركة العمانية لخدمات الطيران". وقال إن ما يجري حالياً يكفل تحقيق اهداف الحكومة من وراء تخصيص مطاري السيب وصلالة، عبر فتح السوق الحرة الجديدة التي تساهم فيها احدى الشركات العالمية. وأشار إلى اقتراح من قبل "المديرية العامة للطيران المدني والارصاد الجوية" للشركة العمانية لادارة المطارات لفتح ركن للمنتجات العمانية في السوق الحرة يتضمن المنتجات الحرفية والصناعات التقليدية التي تشتهر بها السلطنة. وقال إن الخطوط الجديدة التي قام "الطيران العماني" بتدشينها أخيراً، لا سيما في شرق افريقيا، ستعود بالفائدة الكبرى على مطار السيب الدولي والفنادق العاملة بالسلطنة وقطاع التجارة في شكل عام مؤكداً أنها تتميز بمقومات استمرارية نظراً إلى وجود حركة تجارية بين السلطنة وتنزانيا إذ يأتي التجار من زنجبار الى السلطنة لشراء المواد الاستهلاكية المختلفة ومن ثم تصديرها الى تنزانيا، كما ان هناك فرصة لاستيراد بعض الفواكه والمواد الغذائية من تنزانيا. وأضاف ان الحكومة العمانية تسعى باستمرار إلى الحصول على مزيد من حقوق النقل الى المطارات الهندية، سيما وان عامل الحمولة لرحلات "الطيران العماني" تجاوز 80 في المئة من نسبة الرحلات المتجهة من والى الهند. وباشرت في الآونة الأخيرة بذل جهود اضافية واجراء اتصالات مكثفة مع الجانب الهندي للحصول على حق زيادة السعة المقعدية المتاحة على الرحلات الى كل من كوتشي وترافيندرام ومومباي ومدراس تشيناي وكذلك السعي إلى الحصول على حقوق هبوط في مدن الهند الاخرى وبينها العاصمة دلهي. كما وافقت على الطلب المقدم من شركة "مهن" الايرانية للطيران لإعادة تشغيل رحلاتها الى مطار السيب الدولي، مشيراً الى انه من المتوقع ان تقوم الشركة الايرانية باعادة تشغيل رحلاتها الى مسقط في مدى أيام، كما تمت الموافقة ايضاً على طلب شركة "مهن" الايرانية لاضافة حقوق اضافية من مسقط الى جهة ثالثة. وبدأت "مهن" اولى رحلاتها بين مسقط وطهران خلال الصيف الماضي ووجدت رحلتها الأسبوعية الوحيدة اقبالاً كبيراً نتيجة اهتمام السياح العمانيين بالتعرف على ايران المجاورة. وبسبب الضغط الكبير اضيفت رحلة اخرى ورفعت اسعار التذاكر، إلا أنه مع انقضاء موسم الصيف اغلق الخط لضعف الاقبال. من جهة اخرى تدرس الحكومة العمانية تفعيل مطار صلالة الدولي بعدما حصلت مجموعة شركات طيران على موافقة الحكومة لتسيير رحلات الى المطار، إلا أنها لم تستفد من التراخيص الممنوحة لها. واكد مسؤول عماني ان الحكومة قدمت التسهيلات لعدد من شركات الطيران وأنه لا يمكن اجبارهذه الشركات على تسيير رحلات الى مطار صلالة ان لم تقتنع هي بضرورة ذلك مشيراً الى ان حالة الجذب السياحي كفيلة ببعث الحياة في المطار.