لندن - "الحياة" - اكدت وزارة الخارجية البريطانية ان مسؤولين من بريطانياوالولاياتالمتحدة وليبيا يجتمعون اليوم في لندن للبحث في التعويضات الليبية المقترحة لاقارب ضحايا تفجير طائرة الركاب الاميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية العام 1988، والذي دين فيه ضابط الاستخبارات الليبي السابق عبدالباسط المقرحي الذي ينفذ حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن اسكتلندي. ويأتي الاجتماع كجزء من الاتصالات الثلاثية منذ ادانة المقرحي في التفجير الذي ادى الى مقتل 270 شخصا. وكانت شركة محاماة اميركية اعلنت الاسبوع الماضي ان ليبيا مستعدة لدفع 2.7 بليون دولار تعويضات لاسر الضحايا، بعد مفاوضات اجرتها نيابة عنها. واوضحت الخارجية البريطانية ان المحادثات الثلاثية تأتي في اطار التوصيات التي اقرتها الاممالمتحدة في شأن التعويضات الليبية، وكذلك في اطار التزامات مترتبة على الحكومة الليبية، بينها الاعتراف بمسؤوليتها عن التفجير و"نبذ الارهاب". واثيرت فكرة عقد هذا الاجتماع في 29 ايار مايو الماضي، عندما اعلن احد محامي عائلات الضحايا ان ليبيا اقترحت دفع تعويضات بقيمة 7،2 مليار دولار 9،2 مليار يورو. ورفضت طرابلس تاكيد التوصل الى هذا الاتفاق رسميا مع اقرارها في الوقت نفسه بوجود اتفاقيات غير رسمية في هذا الشان. وكان سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اعلن في 23 ايار لمجلة "شتيرن" الالمانية ان والده يعتزم انشاء "صندوق عالمي للتعويض عن ضحايا الارهاب" تستفيد منه خصوصا عائلات ضحايا اعتداء لوكربي. في جوهانسبرغ رويترز، قال مكتب نيلسون مانديلا الرئيس السابق لجنوب افريقيا امس انه سيزور الاسبوع المقبل عبدالباسط المقرحي في سجنه في اسكتلندا. وقام مانديلا 83 عاما بدور كبير في اقناع الزعيم الليبي العقيدمعمر القذافي بتسليم اثنين من مواطنيه اتهما بتفجير الطائرة، هما المقرحي وزميله الامين خليفة فحيمة الذي برأته المحكمة. وسيزور مانديلا المقرحي في سجن بارليني في غلاسكو اثناء زيارة لبريطانيا الاسبوع المقبل. وقالت زيلدا لا غرانج الناطقة باسم مانديلا: "في ضوء مشاركة السيد مانديلا الشخصية في القضية سيكون من المتوقع منه ان يطلع على الظروف التي يحتجز فيها السجين". واضافت انه لم يجر بعد ترتيب تفاصيل الزيارة مع مسؤولي السجن، لكن من المتوقع ان تتم في مطلع الاسبوع المقبل. وبدأ المقرحي بقضاء عقوبة السجن مدى الحياة في سجن بارليني في آذار مارس الماضي، بعدما ايدت محكمة استئناف ادانته في قضية تفجير الطائرة. وكانت محكمة خاصة عقدت في هولندا، وفقا للقوانين الاسكتلندية، حكمت على المقرحي بالسجن مدى الحياة في كانون الثاني يناير 2001، في ما يتصل بتفجير الطائرة التي كانت في طريقها الى نيويورك، وبرأت فحيمة. وظل مانديلا حليفا قويا للقذافي رغم انتقادات في الداخل ومن جانب بعض الدول الغربية. وأيدت طرابلس حزب المؤتمر الوطني الافريقي اثناء كفاحه ضد التفرقة العنصرية الذي توج بانتخابه رئيسا للبلاد قبل ثمانية اعوام. وقال التلفزيون الليبي في بثه الذي تلتقطه هيئة الاذاعة البريطانية ان مانديلا ابلغ القذافي، اثناء محادثة هاتفية، انه سيزور المقرحي في السجن. واضافان مانديلا اعرب عن امله في ان تثبت براءة المقرحي اذا ما استأنف الحكم امام مجلس اللوردات وهو اعلى درجات التقاضي في بريطانيا او المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان. ونسب التلفزيون الى مانديلا انه اعرب ايضا على امله في ان "تثبت براءة الاخ عبد الباسط المقرحي خاصة وان العالم باسره مقتنع الان بانه رهينة سياسية، حكم عليه تحت ضغوط سياسية وليس لاسباب قانونية". وانتقد مانديلا الغرب لعدم رفعه العقوبات المفروضة على ليبيا منذ محاكمة لوكربي. وعلقت الاممالمتحدة عقوبات منها منها حظر طيران وسلاح وبعض المعدات النفطية العام 1999، عندما سلمت طرابلس المتهمين للمحاكمة. لكن الولاياتالمتحدة عارضت رفع العقوبات بالكامل. ورفض المشرعون الاميركيون الاسبوع الماضي عرضا تردد ان ليبيا قدمته بتعويضات عن تفجير الطائرة.