لندن، طرابلس - "الحياة"، رويتز، ا ف ب - دافع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بقوة عن براءة مواطنه عبدالباسط المقرحي الذي دانته محكمة اسكتلندية بتهمة تفجير طائرة ركاب اميركية فوق بلدة لوكربي في 1988، ما ادى الى مقتل 270 شخصا. وشدد القذافي، في خطاب امام الصحافيين امس في طرابلس، على ان الحكم في تفجير لوكربي "حكم سياسي وليس قضائياً"، وانه جاء نتيجة "ادانة سياسية" لليبيا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا ل"حفظ ماء الوجه"، بعدما عملا على اظهارها مركزاً للارهاب. واضاف "ان الذين استبعدوا عن المسؤولية في التفجير سيأتي الدور عليهم، لأننا في خندق واحد". واشترط لتعويض عائلات ضحايا تفجير لوكربي ان تقدَّم تعويضات الى "كل ضحايا الولاياتالمتحدة". وكان القذافي وصف، في حديثه للصحافيين امام مقر اقامته السابق في باب العزيزية، المقرحي بأنه "رهينة" لدى القضاء الاسكتلندي واصفاً الحكم ب"المهزلة". وقال: "عبد الباسط بريء ولم يتم التوصل الى اي ادلة ضده ونحن نعتبره مخطوفاً ورهينة بغية ارهاب الشعب الليبي وابتزازه". وكانت الحياة توقفت في طرابلس مع تدفق الليبيين الى قاعة الاجتماعات لسماع خطاب القذافي الذي نقله التلفزيون الليبي مباشرة. ويذكر ان الزعيم الليببي وعد لدى اطلاق الامين خليفة فحيمة، الليبي الاخر المتهم في التفجير والذي برأته المحكمة، انه سيقدم الدليل على براءة المقرحي. وتستمر اعمال اللجان الشعبية ثلاثة ايام، يعتقد ان قضية لوكربي ستكون الموضوع الاساسي فيها. وترك الليبيون ممن تبلغ اعمارهم 18 عاماً او اكثر المدارس والجامعات والمصانع والمكاتب لحضور ما يطلق عليه "اللجان الشعبية الاساسية" التي من المقرر ان تبحث في السياسة الحكومية للسنة 2001 بما في ذلك الموازنة. وكانت العاصمة الليبية شهدت تظاهرات احتجاجية على الحكم في تفجير لوكربي، طالبت باعلان براءة المقرحي وبتعويضات عن القصف الاميركي الجوي لطرابلس وبنغازي في 1986 ورفع العقوبات الدولية نهائياً عن ليبيا. وقال ديبلوماسيون ان السلطات أصرت على حضور جماهيري مكثف لتعزيز موقف الحكومة من قضية لوكربي. واستهل القذافي خطابه باعتبار ان الصراع الذي تخوضه ليبيا مع الولاياتالمتحدة هو "صراع بين الخير والشر". ثم راح يفند حيثيات الحكم في قضية لوكربي، معتبراً ان ما جاء فيها لجهة افادات شهود الادعاء يؤكد براءة المقرحي وبلاده من تهمة تفجير الطائرة الاميركية. وقال ان "المحكمة الاسكتلندية لا يمكن ان تعتبر مسؤولة بالكامل عن نتيجة المحاكمة، لأن اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية التي اجرت التحقيقات التي استندت اليها المحكمة لعبت دورا اساسيا في القضية". واضاف ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا التين اتهمتا ليبيا بالارهاب مارستا الضغوط من اجل "ادانتها سياسيا حفاظاً على ماء الوجه"، لأنه في حال اعلان البراءة ستكون الحملات التي شنت عليها غير مبررة وستفقد الدولتان سمعتهما امام العالم. واعتبر انه كان يتعين "اتهام ليبيا وإلا تعرضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا للاحراج امام العالم بأسره وتحملتا تعويضات باهظة مستحقة للشعب الليبي"، في اشارة الى الغارات الجوية على ليبيا في 1986والتي اسفرت عن سقوط عدد من القتلى منهم ابنة القذافي نفسه. وشدد الزعيم الليبي على "ان ليبيا بريئة، وستبقى مركز التحرر في العالم وليس الارهاب. وسنستمر في ذلك بادانة او غير ادانة".