أعلنت مصر عشية زيارة الرئيس حسني مبارك واشنطن انها مع عقد مؤتمر دولي للسلام شرط "الإعداد الجيد له وان يستند الى المرجعيات الدولية". وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعدما سلم مبارك رسالة من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ان وجهتي نظر الرياض والقاهرة "متطابقتان". والتقى الأمير عبدالله العاهل المغربي الملك محمد السادس في جدة، حيث بحثا تطور القضية الفلسطينية. وأبدى الرئيس السوري بشار الأسد مرونة إزاء الجهود الاميركية لإيجاد حل سلمي، بعدما تلقى تأكيدات من الرئيس جورج بوش أنه سيعمل "لايجاد حل يعالج المسارات الثلاثة" الفلسطيني والسوري واللبناني، وفق القرارين 242 و338 . وفي غمرة هذه التحركات الديبلوماسية وافق رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون على اقامة "سياج أمني" في الأراضي الفلسطينية طوله 110 كيلومترات، وأعلنت الاذاعة الاسرائيلية انه سيلتقي بوش في العاشر من الشهر الجاري، وسيحاول التأثير في قراراته. وطالبت السلطة الفلسطينية بالضغط على شارون لوقف عمليات التوغل، وأبلغت مدير جهاز ال "سي آي اي" جورج تينيت انها ستعيد هيكلة الاجهزة الأمنية وحصرها في أربعة. وصرح وزير الخارجية المصري أحمد ماهر بأن نظيره السعودي حرص على إطلاع مبارك على الاتصالات التي أجرتها المملكة مع الأطراف المختلفة قبل توجهه إلى الولاياتالمتحدة اليوم. وأضاف انه سيتناول خلال زيارته "كل جوانب القضية الفلسطينية بما في ذلك فكرة المؤتمر الدولي للسلام". وأعلن مبارك أنه سيحض بوش على تأييد إعلان الدولة الفلسطينية أوائل العام المقبل. وأشار في حديث الى صحيفة "نيويورك تايمز" أنه مستعد لأن يحذو حذو الرئيس الراحل أنور السادات ويزور إسرائيل، ولكن لن يفعل ذلك "وأعمال القتل مستمرة" "وإلا إذا كانت الزيارة ستساهم في التوصل إلى اتفاق". وأعرب عن اعتقاده بأن "إعلان الدولة الفلسطينية نظرياً ثم الجلوس إلى مائدة التفاوض لبحث قضية الحدود والقدس ربما يكون مفيداً". وجاء في بيان رئاسي سوري ان الاسد ابلغ المبعوث الاميركي وليم بيرنز ان بلاده "ستدعم اي جهد يلتزم مرجعية مدريد وقرارات مجلس الامن ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام على ان تضمن الولاياتالمتحدة الهدف الذي سيتم التوصل اليه وتضع الرؤية وآلية واضحة للتوصل الى هذا الهدف". ونقل المبعوث الاميركي عن الرئيس بوش تأكيده جدية واشنطن في "محاولة ايجاد صيغة لاطلاق عملية السلام وخلق الامل في نفوس شعوب المنطقة، وان الحل السياسي ممكن وسيستند الى مرجعية مدريد وقراري مجلس الامن 242 و238 ومبدأ الارض مقابل السلام". كما ان الحل سيعالج المسارات الثلاثة". وانتقل بيرنز الى بيروت حيث التقى الرئيس اميل لحود وقال انه راجع معه "استراتيجية الرئيس بوش الثلاثية لمحاولة وضع حد للأزمة الفلسطينية الاسرائيلية، وتقوم على تجديد العملية السلمية الهادفة الى حل باقامة دولتين ودعم الجهود الفلسطينية لبناء مؤسسات أقوى والتحضير لقيام الدولة وتأمين الأمن الفلسطيني والاسرائيلي". وأشار الى ان التقرير الاميركي لتعاون الحكومة اللبنانية ضد أفراد ومجموعات على اتصال مع شبكة القاعدة، معبراً عن قلق واشنطن "القوي" من نشاطات "حزب الله". ونقل المبعوث الاميركي عن الرئيس بوش تأكيده جدية واشنطن في "محاولة ايجاد صيغة لإطلاق عملية السلام وخلق الأمل في نفوس شعوب المنطقة، وان الحل السياسي ممكن وسيستند الى مرجعية مدريد وقراري مجلس الأمن 242 و238 ومبدأ الأرض مقابل السلام. كما ان الحل سيعالج المسارات الثلاثة". في تل ابيب نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي، امس عن مصادر اميركية مطلعة ان الزيارة المفاجئة لشارون الى الولاياتالمتحدة مطلع الاسبوع المقبل تأتي تلبية لإلحاح اسرائيلي للتأثير في الموقف الاميركي من استئناف العملية السلمية في الشرق الأوسط، والحديث عن أفكار اميركية ستتم بلورتها في ختام زيارة مبارك وعودة بيرنز وتينيت من جولتهما في المنطقة. وزادت ان شارون سيبلغ الرئيس جورج بوش انه لا جدوى من اعادة هيكلة السلطة الفلسطينية ما دام عرفات على رأسها ويدعم العنف. الى ذلك، اكد نبيل أبو ردينة مستشار عرفات انه اطلع تينيت على خطة اعادة هيكلة الاجهزة الأمنية التي تشمل تجميعها في أربعة هياكل هي: "جهاز قوات الأمن الوطني والاستخبارات العامة والشرطة والأمن الوقائي. واعلنت القيادة الفلسطينية مساء أول من امس ان العميد عبدالرازق اليحيى سيعين منسقاً عاماً لهذه الاجهزة".