أكد الرئيس السوري بشار الاسد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "يخطط لحرب" في الشرق الاوسط، فيما دعا المبعوث الاميركي وليم بيرنز جميع الاطراف المعنية الى التحلي ب"ضبط النفس"، لافتاً إلى ان "خرق" الخط الازرق في جنوبلبنان "يزيد من صعوبة" استئناف المفاوضات على جميع المسارات بما فيها المسار السوري. وكان بيرنز يتحدث امس في دمشق بعد لقائه وزير الخارجية فاروق الشرع الذي تسلم منه رسالة من الرئيس جورج بوش الى الاسد. وقالت مصادر رسمية ان اللقاء تناول "مستجدات الاوضاع في المنطقة، وأكد الشرع ان سياسة العدوان الاسرائيلية تزيد من تفاقم الاوضاع المتوترة اصلاً في المنطقة وتودي بحياة المواطنين الفلسطينيين يومياً". ونقلت المصادر عن وزير الخارجية قوله ان قرارات مجلس الأمن ومرجعية مدريد "هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والامن في المنطقة، وان الحلول الجزئية والمعايير المزدوجة لن تجدي نفعاً"، داعياً واشنطن الى "الاضطلاع بمسؤولياتها وممارسة دورها بنزاهة في تطبيق قرارات الشرعية الدولية على الجميع". من جهته، قال بيرنز: "أجرينا محادثات جيدة جداً، وأكدت للشرع تقدير الولاياتالمتحدة لدور سورية المهم في المنطقة واستمرار التزامها علاقات جيدة مع سورية. والتزام أميركا استئناف عملية شاملة على اساس قرارات مجلس الأمن 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام في أسرع وقت ممكن". وكان مسؤولون سوريون انتقدوا "تقرير ميتشل" لانه لم يذكر قرارات مجلس الامن، مشيرين الى أن الادارة الاميركية "قزمت" الشرعية الدولية في كل مبادرة قامت بها على المسار الفلسطيني. لكن بيرنز اوضح امس انه اكد للشرع "دورنا الفاعل لتنفيذ تقرير ميتشل كرزمة كاملة في كل عناصره وان ذلك ليس بديلاً للعملية الشاملة، بل هو طريقة لمساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة الى العملية القائمة على المبادئ التي ذكرتها سابقاً". وشدد المبعوث الاميركي ايضاً على "الدور الاساسي لكل الاطراف المعنية لتقليص العنف وزيادة ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي يمكن ان يحصل من خرق الخط الازرق، لأن خرق الخط الازرق يزيد من صعوبة استئناف العملية الشاملة التي نسعى اليها جميعاً. ما هو ضروري الآن لكل الاطراف هو الاقرار بأهمية استئناف العملية السياسية واظهار الحد الاقصى من ضبط النفس". وقال الاسد في مقابلة نشرتها امس "دير شبيغل" الالمانية عشية زيارته برلين الثلثاء المقبل ان رئيس الوزراء الاسرائيلي "يخطط حالياً لما هو اكثر من حرب شاملة لأنه لا يستطيع التعامل مع الازمة في اسرائيل"، لافتاً إلى ان شارون جاء الى السلطة "واعداً ان يسحق الفلسطينيين في غضون مئة يوم. وعندما انهار ذلك بدأ ينقل المشكلة الى حدود اسرائيل. وهو وحكومته يطمحان الى حرب ويريدان الزج بالمنطقة في صراع".