واشنطن، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب - لم يبد الفلسطينيون أسفاً كبيراً على تخلي واشنطن عن مقترحات الرئيس السابق بيل كلينتون للسلام، لكن في المقابل تمسكوا بضرورة استئناف المفاوضات مع اسرائيل من النقطة التي انتهت اليها في مفاوضات طابا مع فريق ايهود باراك، كما دعوا الى التزام القرارين 242 و338 أساساً لعملية السلام. وفسر مسؤول فلسطيني عدم التزام الرئيس جورج بوش خطة كلينتون بالقول انه يسعى الى التركيز على اصول مؤتمر مدريد. وأعلن وزير التعاون الدولي الدكتور نبيل شعث امس ان الفلسطينيين غير "متشبثين بخطة كلينتون لأن لدينا تحفظات عنها". واضاف: "بوش لا يريد ان يلتزم مقترحات كلينتون غير انه يعلق أهمية على مرتكزات مؤتمر مدريد، اي قراري مجلس الامن 242 و338 الداعيين الى انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة". وعلمت "الحياة" ان شعث سيزور واشنطن في 20 الشهر الجاري، وانه طلب لقاءات مع مسؤولين في الادارة الاميركية ومجلس الامن القومي للتحضير لزيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى الاراضي الفلسطينية. وتعتبر مصادر مطلعة ان العودة الى أسس مؤتمر مدريد يفترض أن تكون موضع توافق. فبالنسبة الى إدارة بوش، تشكل تلك الأسس قاعدة للمبادرة التي اطلقها الرئيس بوش الأب وأدت الى عقد المؤتمر على اساس حل شامل في المنطقة يأخذ في الاعتبار المصالح الاميركية، وهو ما كرره باول اخيراً عندما قال ان الولاياتالمتحدة ستنظر الى مفاوضات السلام في سياق السياسية الاميركية في المنطقة. وبالنسبة الى اسرائيل فإن تكتل ليكود الذي يتزعمه ارييل شارون الآن هو الذي شارك في مفاوضات مدريد. كذلك يطمح العرب الفلسطينيون الى ان يكون مؤتمر مدريد تصويباً لمسار عملية السلام. لكن مصادر ديبلوماسية قالت ان الجانب الاميركي ابلغ الجانب الفلسطيني انه على رغم ان مقترحات كلينتون كمشروع كامل لا يتداول فيها الآن، إلا أن مضمون الخطة سيكون حاضراً في كل جلسات التفاوض في المستقبل، أي أن القضايا والحلول نفسها ستكون حاضرة في اذهان المتفاوضين. في غضون ذلك، أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها ازاء تردي الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، ووجهت انتقاداً علنياً نادراً للحكومة الاسرائيلية ودعتها الى الافراج عن عائدات الضرائب التي تحول الى السلطة الفلسطينية. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر، بعد اجتماع باول مع نظيره النروجي ثوربيورن ياكلاند: "انه شيء فظيع. الحياة صعبة جداً بالنسبة الى الناس... لذلك فإننا نحض الحكومة الاسرائيلية على تحويل عائدات الضرائب الى السلطة الفلسطينية". واضاف: "اننا نشعر بقلق جداً في شأن الوضع الاقتصادي للفلسطينيين". وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية بأن باول سيثير هذه القضية مع اسرائيل عندما يزور الشرق الاوسط الشهر الجاري. وقال: "المعلومات من الاراضي الفلسطينية تشير الى انهم بدأوا يصلون الى نقطة الانهيار الاقتصادي... لا بد أن يعالج الاسرائيليون مخاوفهم الامنية، لكن توجد طرق للقيام بذلك من دون وضع عبء اقتصادي على العائلات. انه امر لا يساعد ما يحاول الاسرائيليون تحقيقه".