قال توفيق مساعف محامي الدفاع عن المعتقلين السعوديين الثلاثة المتهمين بالانتماء الى خلية في "القاعدة" في المغرب، ان موكليه كانوا بالفعل أعضاء في هذا التنظيم، لكنهم فكّوا ارتباطهم به العام الماضي، واختاروا المغرب للإقامة والاستقرار عبر الزواج من مغربيات وإقامة مشاريع استثمار. واتهمت السلطات المغربية قبل أيام الثلاثة، وهم هلال جابر عوض العسيري وعبدالله مسفر الغامدي وزهير هلال محمد الثبيتي، بأنهم شكلوا خلية ل"القاعدة" خططت لمهاجمة سفن غربية في مضيق جبل طارق وتنفيذ اعتداءات داخل المغرب. وشملت الاتهامات أيضاً اربعة مغاربة رجل وثلاث نساء. وقال مساعف ل"الحياة" ان المتهمين تعرّضوا لتعذيب قاس، وانهم ما زالوا يرتدون الملابس نفسها منذ اكثر من شهر. ووصف ظروف اعتقالهم في سجن عكاشة في الدار البيضاء بأنها تفتقر الى أبسط حقوقهم، إذ يُمنع عليهم الاتصال بأي شخص ويقيمون في زنازين انفرادية. وشدد المحامي على ان الاعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب النفسي وانها تُعتبر باطلة. لكنه اضاف ان الاطلاع رسمياً على محاضر تحريات أجهزة الأمن لن يتم سوى في 24 حزيران يونيو الجاري، أي عشية استنطاقهم أمام قاضي التحقيق لمعرفة ملابسات اعتقالهم. وأكد ان افادات المتهمين تضمت توقيعهم على محاضر تحريات من دون قراءتها والموافقة على مضمونها. وكان الإدعاء العام أشار الى اعتراف المتهمين بالتخطيط لهجمات ارهابية ضد سفن حلف شمال الاطلسي شمال المغرب. وأفاد أقارب للمتهمين انهم قطعوا علاقاتهم بتنظيم "القاعدة"، وان تحركاتهم في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال المغرب كانت بغرض تقديم معلومات لأحد رفاقهم في تنظيم "القاعدة" طلب منهم ذلك. ونفوا معرفة عائلات المغربيات بأن المتهمين كانوا في أفغانستان. وقال أقارب للمغربيات اللواتي تزوجن عرفياً بالمتهمين انهن لم يكن يعرفن أي شيء عن ارتباطات ازواجهن بتنظيم "القاعدة"، خصوصاً ان إحداهن تزوجت منذ نحو شهر فقط. وزارت "الحياة" أمس مقرات إقامة هؤلاء الأقارب في أحياء شعبية في منطقة "الملاح" في المدينة العتيقة في الرباط. ونفى هؤلاء علمهم بارتباط السعوديين المعتقلين ب"القاعدة". وقال عبدالمجيد القارح الذي تردد اسمه بوصفه واحداً من أبرز الناشطين الذين على علاقة بالمتهمين، انه يمارس حياته العادية ويعمل في القضاء وان السلطات افرجت عنه بعد تحقيقها معه في شأن ملابسات القضية، كونه متزوجا من شقيقة إحدى المتهمات المغربيات. ونفى معلومات عن امتلاك المتهمين السعوديين تأشيرات "شنغن" على جوازات سفرهم، بعكس ما ذكرت مصادر الإدعاء. وكان تردد ان شقيقة إحدى المعتقلات عمدت الى إخفاء كيس يحوي متفجرات وصواعق في ضواحي الرباط بعد سماعها بنبأ اعتقال زوج اختها. وأفادت معلومات ان محتويات ذلك الكيس كانت ستُوضع في حقيبة أحد المتهمين. غير ان اقارب للمغربيات أكدوا ان الاعتقالات شملت الذين ذهبوا الى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء لوداع إحدى المغربيات وزوجها المعتقل. ووجه بعض هؤلاء الأقارب رسائل الى المراجع العليا في البلاد يشرحون فيها ان المغربيات تورطن من دون معرفتهن بنشاط ازواجهن.