تحقق السلطات المغربية مع خمسة سعوديين يشتبه في انهم اعضاء في "القاعدة"، قدموا من افغانستان عبر ايران وسورية، لتنفيذ هجمات على سفن اميركية وبريطانية في مضيق جبل طارق. وافيد ان السلطات اعتقلت ايضاً مغربيتين متزوجتين من اثنين من السعوديين. كشفت مصادر متطابقة في المغرب معلومات عن ظروف اعتقال شبكة من "القاعدة" كانت تخطط لتنفيذ هجمات ضد مصالح اميركية وبوارج حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي تعبر البحر الابيض المتوسط شمال المغرب. وتضم الشبكة خمسة اشخاص يتحدرون من اصول سعودية اقاموا في مدينتي الرباطوالدار البيضاء خلال الفترة الاخيرة. وقالت المصادر ان اعضاء الشبكة التي يتزعمها "ابو رضوان" تضم المتهمين: ابو زبير الهايل وعبدالله حسين الناشري وتوفيق العاطش واحمد العاطش. وقدموا جميعاً الى المغرب من افغانستان مروراً بايران وسورية. وتراوح اعمار المعتقلين بين 25 و35 عاماً وكانوا يعتزمون ان يبحروا في قوارب صغيرة تحمل المتفجرات الى مضيق جبل طارق. وافيد ان التحريات التي قادت الى اعتقال عقيلة احد المشتبه فيهم وتتحدر من اصول مغربية، لم تحسم في انتساب المرأة المغربية الى التنظيم. كما افادت وكالة "رويترز" ان مغربية ثانية اعتقلت وهي متزوجة من عضو آخر في الشبكة. واضافت الوكالة ان المغربيتين الشابتين استخدمتا على ما يبدو كوسيلة اتصال بين قيادة "القاعدة" واعضاء الشبكة. ويسود اعتقاد ان السلطات المغربية توافرت لديها معلومات حول امكان استخدام المغرب، الاقرب الى اوروبا، قاعدة خلفية للانطلاق، ما حدا بها الى رصد تحركات اعضاء الشبكة الذين استقروا في المغرب منذ بضعة اشهر، وشرعوا في ممارسة اعمال تجارية في الدار البيضاء لابعاد الشبهات عنهم. غير ان صعوبة الحصول على معدات لوجيستية لتنفيذ هجماتهم في عرض البحر الابيض المتوسط بمحاذاة جبل طارق، قد يكون وراء هفوات قادت الى ملاحقتهم بدقة متناهية. وقالت مصادر متطابقة ان اتصالات قد تكون أجريت بينهم وبين تنظيمات انفصالية، خصوصاً حركة "ايتا" في اسبانيا، مكنت من تعقب تحركات افراد الشبكة الذين جرى اعتقال ثلاثة منهم اواخر الشهر الماضي وهم يحاولون مغادرة البلاد من مطار الدار البيضاء، والاخرين في الرباط اثر مداهمات طاولت مقرات اقامتهم في مدينتي الرباطوالدار البيضاء تحديداً. وجرى في غضون ذلك الكشف عن ملابسات حول امكان تعرض مصالح تجارية اميركية مثل بعض المطاعم الى هجمات، لكن اي مصدر لم يؤكد او ينفي هذه المعلومات، في حين تواصل السلطات المغربية التحقيقات مع المتورطين بتنسيق كامل مع استخبارات دول غربية، في مقدمها اميركا وفرنسا وبعض العواصم العربية. وقالت المصادر ان افراد الشبكة لا علاقة لهم بهجمات جربة التونسية، لكن التحقيقات متواصلة حول امتدادات الشبكة. وكان لافتاً ان الرباط استضافت الشهر الماضي اجتماعاً سرياً لمسؤولين في استخبارات عربية وغربية، يعتقد انه بحث في مجالات التنسيق في خطط لمحاربة الارهاب. غير ان تسرب المعلومات حول خطة تفجير بواخر حربية في عرض ساحل البحر الابيض المتوسط، احال المراقبين الى حادث تفجير المدمرة الاميركية كول في اليمن. لكن المصادر ذاتها اكدت ل"الحياة" ان مشاركة مسؤولين في الاستخبارات العربية الى جانب اميركيين في التحقيق مع المعتقلين الافغان والعرب في غوانتنامو، قد يكون مكن من رصد خطط عدة لتحريك ما يعرف بالخلايا النائمة لافراد "القاعدة" في مناطق عدة. وافادت المصادر ان السلطات المغربية شددت في الفترة الاخيرة الرقابة على حدودها مع الجزائر، وكذلك في المناطق الشمالية للبلاد نحو المرافئ الاسبانية. السعودية وأجرت "الحياة" في السعودية اتصالات تبين فيها ان عائلة القارح التي ينتمي لها عبدالله القارح الموقوف في المغرب، هي عائلة يمنية الاصل ويقيم معظم افرادها في المنطقة الجنوبية من المملكة. وفي اتصال مع شخص اسمه عبدالله القارح أيضاً ويقيم في منطقة نجران، انكرت زوجته معرفتها بالاسم، وقالت ان زوجها الذي غادر المنزل للتو متوجهاً الى عمله اسمه عبدالله القارح لكنه لم يزر المغرب في حياته. وأضافت ان عائلة القارح كبيرة وهي من أصول يمنية وان بعض ابنائها حصل على الجنسية السعودية. وفي الوقت الذي لم تسفر الاتصالات التي اجرتها "الحياة" في البحث عن عائلة العاطش عن أي نتيجة، تأكد ان عائلة الناشري التي ينتمي لها احد اعضاء الشبكة عبدالله حسين الناشري عائلة سعودية، ويقيم معظم ابنائها في المنطقة الجنوبية من المملكة وخصوصاً منطقة عسير، اضافة الى وجود عدد قليل من ابناء العائلة في دول الخليج العربي.