كشفت تحقيقات السلطات المغربية مع خمسة أشخاص يحملون جوازات سفر سعودية ويُعتقد انهم خلية تابعة لتنظيم "القاعدة"، انهم جاؤوا من افغانستان عبر ايران وسورية، واقاموا في مدينتي الرباط والدار البيضاء، وكانوا يُخططون لمهاجمة سفن حربية أميركية وبريطانية في مضيق حبل طارق، على غرار ما حصل في الهجوم على المدمرة "كول" في ميناء عدن في تشرين الأول اكتوبر 2000. وجاء الإعلان عن كشف هذه الخلية في المغرب بعد ساعات من تأكيد واشنطن انها احبطت خطة لتنفيذ هجوم ب"قنبلة إشعاعية" يقوم بها أميركي اعتنق الإسلام وأطلق على نفسه اسم "عبدالله المهاجر". وعلمت "الحياة" ان السلطات الأميركية تتعاون مع الجهات الأمنية في مصر للتأكد من معلومات عن إقامة "المهاجر" سنتين في القاهرة وزواجه من مصرية وإمكان معرفته بمحمد عطا المصري الذي قاد "الانتحاريين" في هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. راجع ص 8 وأفادت مصادر موثوق بها في الرباط أمس ان المعتقلين الخمسة يتزعمهم شخص يدعى عبدالله القارح "ابو رضوان" وتضم خليته كلاً من "ابو زبير الهايل" و"عبدالله حسين الناشري" و"توفيق العاطش" و"احمد العاطش". وأوضحت ان الأسماء الموجودة على جوازات سفرهم السعودية ليست بالضرورة صحيحة. وعلمت "الحياة" في الرياض ان عائلة القارح يمنية الأصل يقيم معظم افرادها في المنطقة الجنوبية، فيما يتركز انتشار عائلة الناشري السعودية في عسير ويتوزع بعض افرادها في الخليج. ولم يعثر على أثر لعائلة "العاطش"، ما يدعو الى الاعتقاد بأن الاسم مزيّف. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني مغربي بارز ان الرباط تجري تحقيقات مع مغربيتين متزوجتين من عضوين في "خلية القاعدة" للاشتباه في انهما استخدمتا "وسيلة اتصال" بين افراد الخلية ومسؤولين في التنظيم الذي يقوده أسامة بن لادن. وقالت ان المشتبهين اعتقوا في الدار البيضاء قبيل سفرهم و"انهم كانوا على وشك القيام بعملية". لكن مصادر موثوق بها أكدت ل"الحياة" ان السلطات المغربية لم تعتقل سوى إمرأة مغربية واحدة متزوجة من أحد المعتقلين، وعاشت معه ستة أشهر في أفغانستان، وانها تزوجته زواجاً عُرفياً من دون ان تعرف هويته الحقيقية. وتابعت المصادر ذاتها ان إمرأة مغربية ثانية متزوجة "عرفياً" من عضو آخر في الخلية ما تزال في أفغانستان، وهي بالتالي ليست معتقلة. وافيد ان كشف الخلية جاء بعد محاولتها الاتصال بحركة "ايتا" لانفصاليي الباسك، من أجل تأمين اسلحة ومتفجرات لازمة للهجمات ضد سفن أميركية وبريطانية في المتوسط. ويُعتقد ان الهجمات كانت ستنطلق من سبتة ومليلية. وعُلم ان أولى المؤشرات الى تورط أفراد الشبكة برزت لدى قيام بعضهم بزيارة مدينتي سبتة ومليلية شمال البلاد. إذ قاموا بتصوير بعض المنشآت وكانوا يحملون آليات للنظر والتصوير عن قرب ومراقبة حركة البواخر التجارية وبعض البوارج الحربية التي تعبر مضيق جبل طارق في إطار مهمات استطلاعية. ولوحظ ان موقع "النداء" على الانترنت الناطق باسم "القاعدة" تحدث قبل ايام عن "عودة الحياة الى الجهاد البحري"، في اشارة الى هجمات كتلك التي تعرضت لها المدمرة "كول"، وهو النسق نفسه الذي كانت تخطط له الخلية في المغرب. كما توعد الموقع بهجمات على منشآت نفطية او ناقلات غربية، مشيراً الى امكانات التعاون مع حركات عالمية مناهضة للانظمة في بلادها. اعتقالات في باكستان وشنت السلطات الباكستانية حملة اعتقالات في اوساط "افغان عرب" افيد انهم على علاقة بالأميركي عبدالله المهاجر اسمه الأصلي خوسيه باديلا الذي أعلنت واشنطن اول من امس اعتقاله بتهمة التحضير لهجوم بقنبلة مشعة في الولاياتالمتحدة. وأُفيد ان عملاء لأجهزة الأمن الأميركية كانوا يراقبون "المهاجر" خلال انتقاله بالطائرة من باكستان الى الولاياتالمتحدة مطار شيكاغو عبر سويسرا. وقال الرئيس جورج بوش في اجتماع امني حضره اركان ادارته امس، ان باديلا هو "واحد من كثيرين اعتقلناهم"، مشيراً الى اكثر من 2400 معتقل لدى قوات التحالف الدولي لمكافحة الارهاب. واكد ان الحملة مستمرة لتعقب آخرين. ولوحظ انتشار حواجز في بيشاور أمس بحثاً عن عرب يحتمل ان يكونوا متورطين في نشاطات لمصلحة "القاعدة". تنسيق مصري - اميركي وفي القاهرة، علمت "الحياة" أن تنسيقاً يتم بين مصر والولاياتالمتحدة في شأن التحقيقات التي يجريها الاميركيون مع "عبدالله المهاجر"، بعد ورود معلومات عن اقامته في مصر لمدة سنتين تقريباً وزواجه من مصرية. وسعى المصريون أمس الى التأكد من معلومات تفيد أن المهاجر 31 سنة عاش في مصر بين 1997 و1998 وأقام في القاهرة وتزوج من سيدة مصرية ثم اصطحبها معه إلى الولاياتالمتحدة قبل سفره إلى باكستان عام 2001 ولقائه قادة في تنظيم "القاعدة". ويقول مكتب التحقيقات الفيديرالي ان "المهاجر" له سجل إجرامي، فقبل أن يعتنق الإسلام كان عضواً في إحدى عصابات الشوارع في شيكاغو، وارتكب جريمة عندما كان عمره 13 عاماً وقضى سنوات في مؤسسة للأحداث المشردين في الثمانينات، وفي عام 1991 اعترف بسرقة اسلحة في فلوريدا، وأطلق على نفسه اسم "عبد الله المهاجر" بعد اعتناقه الإسلام. وأُفيد ان الجهود الامنية المصرية - الاميركية تهدف ايضاً الى التأكد من معلومات عن لقاء تم بين "المهاجر" والاصولي المصري محمد عطا الذي يشتبه في انه قاد العمليات الانتحارية ضد الاهداف الاميركية في ايلول سبتمبر الماضي. وتضمن سجل زيارات عطا للقاهرة أنه كان فيها خلال تلك الفترة، غير أنه لم يعرف حتى الآن هل التقى المهاجر حقاً في العاصمة المصرية.