هيمن حدثان على محاكمة اعضاء خلية تنظيم "القاعدة" المعتقلين في المغرب امس امام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، اذ اصيب محامي المعتقلين السعوديين خليل الادريسي بانهيار جسدي اثناء مرافعته مما دفع الى تعليق المحاكمة بعض الوقت وتقديم اسعافات اولية له. واستجاب رئيس المحكمة طلب المتهم جابر العسيري لرؤية ابنه، وشهدت المحكمة منظراً انسانياً مؤثراً حين عانق المتهمون ابناءهم وافراداً من عائلاتهم. الى ذلك ارجأت المحكمة محاكمة المتهمين زهير هلال الثبيتي وجابر عوض العسيري وعبدالله مسفر الغامدي الاعضاء الرئيسين في "القاعدة" والمتهمين المغاربة بالتورط الى جانبهم الى السابع عشر من الشهر المقبل، اثر طلب محامي الدفاع احضار الشهود، وعددهم يزيد على عشرين شخصاً، في مقدمهم السفير السعودي في الرباط الدكتور خوجة، لكن مصادر في السفارة السعودية اكدت ل"الحياة" انها لم تتلق طلباً في الموضوع، وانها في حال حدوث ذلك ستقدم الافادات عبر محامي السفارة. وقدم محامو المتهمين اعتراضات امام المحكمة تتناول ظروف اعتقال موكليهم لناحية عدم احترام الاجراءات القانونية. وقال المحامي الادريسي ان اعتقال احد المتهمين في مطار الدار البيضاء الدولي اثناء اعتزامه مغادرة البلاد تم في 12 من ايار مايو، لكن الاعلان رسمياً عن الاعتقال تم في 10 حزيران يونيو. يذكر ان افراد خلية "القاعدة" المعتقلين في المغرب متهمون بمحاولة شن هجمات على بواخر غربية لدى عبورها مضيق جبل طارق والتخطيط لنسف مطعم سياحي في مراكش وصنع متفجرات والتورط في علاقات زواج غير شرعي. وتعود وقائع اعتقالهم الى منتصف العام الجاري اثر تنسيق بين الاستخبارات المغربية والاميركية، اذ تلقت السلطات المغربية، مثل عواصم مغاربية اخرى، معلومات عن التخطيط لهجمات، في حين قادت تحريات ضباط مغاربة شاركوا في استنطاق المعتقلين في غوانتانامو الى رسم ملامح تقريبية للمتهمين. وتواجه المحاكمة صعوبات، خصوصاً ان المتهمين الرئيسيين لم يبدأوا بتنفيذ مخططاتهم، في حين ان حقيبة صغيرة تردد انها كانت تحوي مواد متفجرة اتلفت بعد اعتقالهم. مما دفع الى اعتقال مغاربة كانت لهم علاقة مصاهرة مع المتهمين. وتفيد محاضر التحقيقات الامنية والقضائية ان ثمة ارتباطاً للمتهمين بزعيم "القاعدة" اسامة بن لادن وشخصيات اخرى كانت تتولى مهمات أمنية وعسكرية، وان كان محامو المتهمين شككوا في صدقية وقائع المحضر.