بيروت - "الحياة" - بدأ لبنان تحركاً للرد على المزاعم الاسرائيلية بإيوائه عناصر من تنظيم "القاعدة" ووصول صواريخ للمقاومة. واستدعى وزير الخارجية محمود حمود سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأبلغهم نفي لبنان تلك المزاعم "التي تلجأ اليها اسرائيل كلما تكون في مأزق". وهذا الموضوع كان أيضاً مدار نقاش بين رئيس الحكومة رفيق الحريري والسفير الأميركي فنسنت باتل الذي قال "نحن مسرورون جداً لسماع تأكيدات الحكومة اللبنانية عدم وجود نشاطات عسكرية غير اعتيادية في جنوبلبنان". استدعى وزير الخارجية اللبناني أمس محمود حمود سفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن وهم الأميركي فنسنت باتل والروسي بوريس بولوتين والفرنسي فيليب لوكورتييه والبريطاني ريتشارد كينشن والصيني ليو زانتانغ، وأطلعهم على خطورة التهديدات الاسرائيلية المتكاثرة في الأيام الأخيرة ضدّ لبنان، وطالبهم بتحرك دولهم لمنع اسرائىل من شن أي عدوان على لبنان. وبعد اللقاء الذي شارك فيه مدير الشؤون الدولية في وزارة الخارجية السفير جبران صوفان، غادر السفراء من دون الادلاء بأي تصريح، الا السفير الفرنسي الذي أوضح ان حمود أبلغهم قلقه من الحملة "التي يبدو انها تتطور في اسرائىل لوضع لبنان وسورية في حال من الاتهامات والمصاعب". وقال حمود ان "اسرائيل تلجأ في كل مرة تكون فيها في مأزق الى تحييد الانتباه عن مشكلاتها وعن اعتداءاتها على الأمن والسلم الدوليين وعلى حقوق الشعب الفلسطيني بتوجيه الانتباه الى لبنان وسورية"، مؤكداً ان "اسرائيل توجه هذه التهديدات في شكل تهويلي، ونحن من واجبنا ان نوجه انظار العالم الى هذه المزاعم ولذلك دعوت السفراء وطلبت منهم ان ينقلوا الى حكوماتهم نفي لبنان مزاعم اسرائيل أكان ذلك بالنسبة الى الأسلحة والصواريخ التي قالت اسرائىل انها وصلت الى المقاومة أم بالنسبة الى ايواء عناصر من "القاعدة"، وكل ذلك يدخل في المزاعم الاسرائيلية". ونفى أن يكون لبنان تلقى أي تحذير من الادارة الأميركية. وطلب حمود من بعثة لبنان الدائمة لدى الأممالمتحدة ابلاغ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وثيقة تتضمن موقف لبنان من الافتراءات، منبهاً الى خطورتها. وطلب توزيعها على أعضاء مجلس الأمن. وقال باتل بعد لقائه رئيس الحكومة رفيق الحريري "نحن مسرورون جداً لسماع تأكيدات الحكومة اللبنانية أن لا وجود لنشاطات في جنوبلبنان"، مؤكداً ان "مصلحة الولاياتالمتحدة الأميركية اليوم وأمس في المحافظة على الهدوء على الحدود بين لبنان واسرائيل، ونحن مسرورون للغاية لأن الهدوء ساد على الحدود منذ ما يزيد على شهرين". وأوضح أن "الهدف من مناقشة هذا الموضوع هو ضمان استمرار الهدوء، ونناشد كل الأطراف المحافظة على الهدوء واحترام الخط الأزرق والاتفاق الدولي المتعلق بجنوبلبنان". وهل ناقشت مع الحريري ما أذيع من معلومات عن وجود عناصر من "القاعدة" في لبنان؟ أجاب: "كما فعلنا في السابق، شكرنا الحكومة اللبنانية وعبرنا عن امتناننا لدعمها ومساعدتها في اطار التحالف الدولي ضدّ الارهاب الذي صب جهوده ضد "القاعدة" وعملياتها في أي مكان محتمل ولا يزال هذا موقفنا، أي اننا نقدر جهود الحكومة اللبنانية في محاولة ممارسة أقصى درجات ضبط الأمور وجلب أي منتمين الى القاعدة الى العدالة".