في لقاء غير مسبوق وحوار هو الاول من نوعه بين الطرفين، التقى السفير البريطاني في بيروت ديفيد كينشن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. ولم يسفر اللقاء عن اتفاق في شأن موضوع مكافحة الارهاب اذ اصر كينشن على "ان داخل الحزب خلية او فريقاً ارهابياً" في حين نفى نصرالله وجود اي فرع خارجي للحزب داعياً "من يزعم ذلك الى تقديم الدليل". الى ذلك، قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية في عددها امس ان الرئيس الاميركي جورج بوش أكد ان ادارته تعتبر "حماس" و"حزب الله" منظمتين ارهابيتين، وزاد: "اذا قدمت سورية ولبنان حماية فإنهما لا تختلفان عن نظام حكم طالبان في افغانستان". وقال بوش في اجتماع مع سبعة من كبار المتبرعين اليهود للحزب الجمهوري الاثنين الماضي ان سياسته تجاه الارهاب تختلف كلياً عن سياسة سلفه كلينتون، "انا لا اتكلم، بل افعل، وسنقود الحرب على الارهاب في كل مكان، واذا لم تفعل بلدان ما يجب عليها ان تفعله، فإن الولاياتالمتحدة ستقوم بذلك نيابة عنها". واضافت ان بوش ضرب مثالاً قوله لرئيسة الفيليبين بعدما تبين ان فرعاً ل"القاعدة" يعمل في بلادها: "اذا لم تتصرفوا لإنهاء "القاعدة" في الفيليبين، فسنتصرف نحن". وحرص كينشن، وهو آخر سفير اوروبي يزور "حزب الله"، على الاشارة الى ان الزيارة تأتي في اطار حوار تجريه السفارة مع قادة الاحزاب السياسية، لكنه في الوقت نفسه اعتبر ان هدف "الديبلوماسية توسيع مساحة الاتفاقات"، وذلك بعدما لم ينجح الجانبان في التوافق على مواضيع ساخنة اخرى. وسجل كينشن على "حزب الله" تهديده "التدخل العسكري في الصراع الدائر بين اسرائىل ومجموعات فلسطينية ما يعتبر بعيداً من مقاومة محتل اجنبي لأرض لبنانية". وقال كينشن في تصريح بعد اللقاء: "اننا نواجه مشكلة حقيقية مع معارضة حزب الله المستمرة للوجود الاسرائىلي الامر الذي يتعارض مع مبدأ الارض في مقابل السلام وقراري مجلس الأمن الدولي الرقمين 242 و338". وحرص نصرالله في المقابل على الاشارة الى ان المجتمع الدولي، ومن ضمنه بريطانيا التي كانت شريكة في صنع القرار الرقم 425، لم يفعل شيئاً لاجبار اسرائىل على الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة على رغم ارتكاب اسرائىل ابشع المجازر الجماعية، مؤكداً التزام الحزب مواصلة المقاومة "حتى تحرير آخر شبر من الاراضي اللبنانية". ويأتي لقاء كينشن - نصرالله غداة دعوة المستشارة الاميركية لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس سورية ولبنان الى وضع حد للنشاطات الارهابية ل"حزب الله" في مقابلة تلفزيونية، معتبرة ان للحزب "جناحاً ارهابياً مسؤولاً الى حد كبير عن المشكلات التي نواجهها في مناطق مثل الشرق الاوسط".