اتهمت اسرائيل أمس "حزب الله" بشن هجوم استهدف شمالها الثلثاء الماضي وأسفر عن مقتل ستة اسرائيليين، وقالت ان الهجوم تم بدعم من سورية. وجاءت الاتهامات الاسرائيلية متطابقة مع "معلومات" للسفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل أكدت حصول تسلل من لبنان. وتسارعت هذه التطورات فيما كانت الأنظار متجهة الى المحادثات التي أجراها الموفد الرئاسي الأميركي الجنرال انتوني زيني في اسرائيل ورام الله. وانسحبت الدبابات الاسرائيلية الى محيط ثلاث مدن فلسطينية، بضغوط اميركية، مخلفة وراءها دماراً هائلاً، وانسحب رئيس الحكومة ارييل شارون الى مكتبه ليحصي خسائره السياسية، ويواجه مزيداً من ضغوط البيت الأبيض الذي رفض طلباً لمنح الدولة العبرية مساعدة عسكرية اضافية بقيمة 200 مليون دولار، وأفهمه ان مهمة زيني يجب ان تنجح، تمهيداً لإطلاق المرحلة الثانية من "الحملة على الارهاب" التي يعد لها نائب الرئيس ديك تشيني. واعتبرت واشنطن الانسحاب خطوة ايجابية. وانضم الاتحاد الأوروبي الى الولاياتالمتحدة في الضغط على تل ابيب، فطالب "بتطبيق عاجل" لقرار مجلس الأمن 1397، وبانسحاب الجيش الاسرائيلي فوراً من كل الأراضي الفلسطينية. وعلى الصعيد الأمني قتلت إمرأة وأطفالها الأربعة بانفجار لغم من مخلفات الاجتياح الاسرائيلي للمخيمات في غزة. على صعيد آخر اتهم وزيرا الدفاع والخارجية الاسرائيليان بنيامين بن اليعيزر وشمعون بيريز أمس "حزب الله" بشن هجوم عبر الحدود اللبنانية الثلثاء الماضي "بدعم من سورية". وأعلن بن اليعيزر خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب ان "حزب الله" نفذ الهجوم الذي أدى الى مقتل ستة اسرائيليين. وأفاد الناطق باسم وزير الخارجية يورام دوري ان شمعون بيريز اتهم "حزب الله" أيضاً بهذا الهجوم. وتابع دوري ان بيريز اعتبر العملية "محاولة من الحزب وسورية وايران لتصعيد الأوضاع في شمال اسرائيل بهدف احباط القمة العربية في بيروت ومبادرة السلام السعودية". وفي بيروت، نفى عدد من المسؤولين اللبنانيين الأنباء الاسرائيلية عن تسلل منفذي العملية في مستعمرة "شلومي" شمال اسرائيل من لبنان. وجاء النفي على لسان وزيري الدفاع خليل الهراوي والإعلام غازي العريضي. كما نفى امين سر حركة "فتح" في لبنان سلطان ابو العينين ذلك راجع ص4. وكان الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله قال اول من امس ان "كل ما تتهمنا به إسرائيل سواء ثبت أم لم يثبت، هو شرف عظيم". معلومات واشنطن وعلمت "الحياة" ان السفير الأميركي في لبنان فنسنت باتل كان التقى وزير الخارجية محمود حمود صباح اول من امس وأبلغه ان معلومات واشنطن تفيد ان منفذَي العملية جاءا من لبنان فاعترض حمود وقال لباتل: "الإسرائيليون ينفون ان تكون لديهم معلومات وإثباتات عن انتقال منفذَي العملية من الجانب اللبناني، فمن اين معلوماتكم؟ هل هي من وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز؟ كان صرح عن نية حزب الله توسيع المواجهات واتصل بالإدارة الأميركية محذراً من ذلك". وعندما نفى السفير الأميركي ان تكون معلومات ادارته من بيريز، ورفض تحديد مصدرها واجهه حمود بأن واشنطن تتبنى المزاعم الإسرائيلية من دون التدقيق فيها وتنساق وراء اهداف اسرائيل، "ونحن ننفي كل هذه المعلومات ونستغرب ان تتبنوها". واعتبر حمود ان "هذا يخفي نيات سيئة ضد لبنان". وأكد حمود لباتل انه إذا تبنى معلومات إسرائيل في تصريحاته فهو سيرد عليها ويرفض هذا المنطق الاتهامي والانحياز لما تقوله إسرائيل.