المفاجآت في مونديال العجائب لا تتوقف عند حد، فبعد خروج فرنسا اول من امس لحقت بها الأرجنتين امس، بعدما تعادلت مع السويد 1-1 وتعادلت انكلترا من دون اهداف مع نيجيريا. وتأهلت السويد في المركز الأول للمجموعة السادسة بفارق الأهداف عن انكلترا، في حين ان الأرجنتين حلت ثالثة وخرجت من الدور الأول في وقت صبت كل الترشيحات في مصلحتها للفوز باللقب. دخل الإنكليز اجواء المباراة بعد ضياع تسديدة لاميل هيسكي، ولاحت فرصة انكليزية اكيدة ثانية امام مايكل اوين الذي تلقى الكرة واقتحم بها منطقة الجزاء لكنه سدد بقوة، فارتطمت الكرة بالشباك الجانبية من الخارج 35... ورد عليه بنديكيت اكواغوبو بتوغل من الجهة اليمنى وتسديدة قوية حوّلها الحارس ديفيد سيمان الى ركلة ركنية 36. وعاد أوين وخطف الأنظار مرة ثانية اذ شكل تهديداً صريحاً على المرمى النيجيري لكن من دون ان يثمر شيئاً. وسدد داني ميلز بعيداً من المرمى، وتلاه بيكهام بقنبلة اوقفها انياما بصعوبة. وفي الشوط الثاني لاحت اخطر فرص اللقاء، عندما مرت كرة عرضية من امام قدم اوين وهو على بعد خطوات من المرمى 58. ولعب بيكهام كرة طولية لأوين الذي تعرض للدفع فكانت الركلة الحرة المباشرة التي كاد يفتتح بها الإنكليز التسجيل 62. واستمر الوضع على حاله حتي نهاية المباراة. وقال إريكسون: "لقد حققنا هدفنا الأول على رغم حرارة الطقس التي صبت في مصلحة النيجيريين. التعادل السلبي مناسب جداً اليوم، ولذا نحن راضون به. علينا ان نواجه رقماً صعباً في الدور المقبل هو منتخب الدنمارك، وعلينا ان ندرس منذ الآن كيفية مواجهته". وفي مياغي، لم يصدق السويديون انفسهم عندما اطلق حكم مباراتهم مع الأرجنتين صفارته معلناً نهايتها بالتعادل 1-1 وصعود السويد وخروج الأرجنتين. وافتتح انديرس سفنسون التسجيل في الدقيقة 59، ولم يدرك الأرجنتينيون التعادل إلا قبل النهاية بدقيقتين فقط من طريق هرنان كريسبو. واللافت ان الأرجنتين حاصرت المرمى السويدي غالبية فترات المباراة، بيد ان مهاجميها تباروا في اضاعة الفرص السهلة بسبب تعجل افتتاح التسجيل. وهذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها الأرجنتين من الدور الأول منذ نهائيات عام 1962 التي اقيمت في تشيلي. وستلتقي السويد مع السنغال في الدور المقبل، في اختبار جديد للكرة الافريقية امام نظيرتها الأوروبية. معاناة شعب وعلّق اللاعب السويدي نيكلاس الكسندرسون على تأهل منتخبه قائلاً: "نشعر بسعادة غامرة. كنا نعلم ان علينا خوض مواجهات صعبة في هذه المجموعة، لكننا عرفنا كيف نتصرف مع كل مباراة على حدة. رأينا ان الخروج بنقطة واحدة من مباراتنا مع الأرجنتين يكفينا، ولذلك لعبنا على هذا الأساس بيد اننا افتتحنا التسجيل فزادت آمالنا في تحقيق فوز مهم وكنا على بعد دقيقتين فقط من تحقيقه". اما اللاعب الأرجنتيني غابرييل باتيستوتا الذي بدا مذهولاً بعد اللقاء، فقال: "لقد فعلنا كل ما يمكننا لكن هذه هي كرة القدم. نعلم اننا رفعنا من معاناة شعبنا، لكننا نشعر بآلامهم ونعتذر إليهم. لقد عرف السويديون كيف يصلوا الى غايتهم، ففرض المنطق نفسه هم تأهلوا ونحن خرجنا!". لقطات رافقتني صيحات الجماهير الانكليزية منذ الساعة السابعة صباحاً حيث امتلأ بهم القطار الذي أقلني من طوكيو الى أوساكا، وهم لم يوفروا حناجرهم منذ ان صعدوا اليه وحتى ساعات الفجر الأولى من صباح امس احتفالاً بتأهلهم وخروج الأرجنتين طبعاً. واللافت ان يابانيين ويابانيات كثراً ارتدوا قمصان المنتخب الانكليزي، وكان بيكهام وأوين صاحبي النصيب الأوفر عند الفتيات تحت العشرين. وغص ملعب "دومو أوساكا"، الذي يقع في منطقة ناغاي ويبعد نحو 34 كيلومتراً عن قلب المدينة، بالانكليز باستثناء جزء صغير جداً احتلته الجماهير النيجيرية التي أطلقت طبول الحرب منذ الدقيقة الأولى. وعلى رغم ان الفيفا أعلن عن بيع بطاقات الدخول المتبقية لهذه المباراة، فإن مقاعد كثيرة بقيت شاغرة في الوقت الذي وقف عدد كبير من الانكليز على مداخل الملعب وهم يرفعون لافتات كُتب عليها "مطلوب بطاقات بأي ثمن!". نشرت قوى الأمن نحو أربعة آلاف شرطي منذ الصباح الباكر حول الملعب وفي كل شوارع ضاحية ناغاي تحسباً لأي أعمال شغب قد تقع خصوصاً من جانب الانكليز، وضمت العناصر الأمنية التي وجدت داخل الملعب عدداً من رجال الأمن والمنظمين البريطانيين وكانوا يرتدون الملابس المدنية. لكن يبدو ان القيود التي فرضتها الدوائر الأمنية البريطانية على المسافرين الى كوريا الجنوبيةواليابان خلال المونديال قد أثمرت لأن الأمور مرت على خير وغاب الهوليغانز تماماً عن الأحداث. انتشر عشرات من المتطوعين اليابانيين على أرض الملعب بين الشوطين، لإصلاح الأجزاء التي تأثرت من جراء الضغط عليها خلال الشوط الأول... وأجرى اللاعبون الاحتياط للمنتخب الانكليزي جميعهم تدريبات بالكرة بعد خروج هؤلاء الصبية من الملعب مباشرة. لفت غياب كبير في منصة الإعلاميين، والواضح ان الأسعار المرتفعة في اليابان كانت وراء هروب غالبيتهم الى كوريا الجنوبية أو الى ديارهم. لكن المنظمين رفضوا تأكيد ذلك، وبرروا هذا الغياب بإقامة مباراة الأرجنتينوالسويد المهمة جداً في الوقت ذاته في مدينة مياغي. وعد النيجيري نوانكو كانو بتقديم هدية متواضعة لأبناء بلده تتمثل في الفوز على انكلترا، لكنه قدم لهم نصف هدية. وتحقق نصف وعد بيكهام الذي قال انه سيقود بلاده الى الدور الثاني من طريق النصر على نيجيريا، فصعدت من دون أن تفوز.