كسب صانع ألعاب انكلترا ومانشستر يونايتد ديفيد بيكهام قلوب الجماهير الانكليزية عندما اختير افضل شخصية رياضية للعام الحالي في حفلة نظتمها هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي، حصل فيها على اكثر اصوات المتصلين لاختيار شخصية العام. وعلى رغم سوء اداء مانشستر في المرحلة الحالية وتعاظم المشككين في قدرته على احراز اي لقب هذا الموسم، الا ان هذا الانجاز كان لما قدمه بيكهام 26 عاماً شخصياً على مدار هذا العام خصوصاً لمنتخب بلاده. فهو ربما السبب الرئيس خلف تأهل انكلترا الى نهائيات المونديال المقبل، فمنذ تعيينه قائداً للمنتخب اصبحت عروضه لافتة للجهد الكبير الذي يبذله على ارض الملعب وحثه الدائم لزملائه على بذل المزيد مثلما كانت الحال خلال اللقاء الحاسم امام اليونان في آخر مباريات المجموعة التاسعة لتصفيات كأس العالم عندما كان هو اللاعب الوحيد الذي "حرث" ارض الملعب في محاولة للمحافظة على رمق الامل في تحقيق نتيجة تؤهل منتخب بلاده، في وقت اصاب الارهاق زملاءه وربما اليأس إثر تخلّفهم 1-2. وكانت نهاية هذا اللقاء كحلم جميل لأي فتى يأمل برفع رأس بلاده، عندما سدد كرة في الثواني الاخيرة بطريقة "الموزة" التي اشتهر فيها مسجلاً هدف التعادل معلناً تأهل انكلترا على رأس المانيا التي ذاقت هزيمة نكراء على ارضها 1-5 من بيكهام ورفاقه في لقاء سابق. فارتفعت اسهم اللاعب الانكليزي الاكثر شعبية في العالم وربما محت الى غير رجعة صورة العدو اللدود للشعب الرقم واحد قبل ثلاث سنوات، وتحديداً عندما طرد في لقاء الدور الثاني امام الارجنتين، واعتبر انه السبب خلف خروج انكلترا من المونديال. فتحولت حياته الى جحيم في كل مناسبة يظهر فيها، فسمع كل انواع الاهانات التي نالت منه ومن زوجته فيكتوريا عضو فرقة "سبايس غيرلز" وبلغة مشينة لا تذكر في صحيفة عائلية. ورد بيكهام ببساطة، على ارض الملعب وبمواهبه الكروية على رغم وضوح مدى تأثره باهانات جماهير الفرق التي يلتقيها مانشستر يونايتد خارج ارضه، فتدريجاً تغلب على بعضهم بمساهمته في احراز فريقه الثلاثية الشهيرة عام 1999، واختياره ثاني افضل لاعب في العالم وفي اوروبا خلف البرازيلي ريفالدو، قبل ان يتألق مع انكلترا في مستهل عهد المدرب السويدي سفن يوران اريكسون الذي أكد اخيراً ان بيكهام سيقود انكلترا في نهائيات مونديال 2002. "اختصاص" بيكهام ومن الطريف ذكره، ان احدى الجامعات الانكليزية خصصت دورات دراسية عن بيكهام وانجازاته وتركيبته وطريقة مواجهته للنقد ودوره في خروج انكلترا من مونديال 1998، فضلاً عن حياته العائلية وكيفية تعامله مع الاعلام وسلوكه تحت الاضواء، ويحصل الطالب الناجح على شهادة دبلوم. وأكد بيكهام بعد اختياره "شخصية العام" ان مستقبله مرتبط بالاستمرار مع مانشستر يونايتد "فهو الفريق الذي اشجعه وأسرتي، وهو المكان الذي يحبني مشجعوه كثيراً وأنا أحبهم". وينتهي عقده الحالي مع مانشستر في صيف 2003. يذكر ان بيكهام الذي تقدم في تصويت ال"بي بي سي" على بطلة سباقات اليخوت الين مكآرثر التي حلت ثانية، وعلى مهاجم ليفربول وانكلترا مايكل اوين الذي حل ثالثاً، اصبح لاعب كرة القدم الرابع الذي يفوز بهذه الجائزة بعد بوبي مور 1966 وبول غاسكوين 1990 ومايكل اوين 1998.