دعم وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارىء في القاهرة أمس الرئيس ياسر عرفات "القائد الشرعي للشعب الفلسطيني"، ووصفه البيان الختامي بأنه "يقود شعبه لنيل حقوقه الوطنية وتحقيق السلام العادل"، وكشف الوزراء عن هواجس سادت أروقة الاجتماع من خطة اميركية لإطاحة عرفات وتعيين قيادة جماعية بديلة معتبرين "أي محاولة لتفكيك بنية السلطة الوطنية الفلسطينية سيؤدي إلى عواقب وخيمة". وأكد وزراء الخارجية العرب تمسك الدول العربية بالتوجه الى الحل السلمي العادل والشامل للنزاع العربي الإسرائيلي الذي يلزم إسرائيل "الأسس والمبادئ التي اقرتها الشرعية الدولية ممثلة في قرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام،" وعلى "الثوابت الواردة في مبادرة السلام العربية التي أعلنتها قمة بيروت". وفي ما يأتي نص البيان: 1- يحيي المجلس انتفاضة الشعب الفلسطيني الشجاعة، ويدعم المقاومة الباسلة المشروعة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ويؤكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتصاعد ممارساته القمعية يستوجب استمرار المقاومة باعتبارها رد فعل طبيعي وضروري ومشروع، ورفض أية محاولات للخلط بين المقاومة الوطنية المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب. 2- يقف المجلس بكل قوة ضد كل المحاولات والمناورات التي تستهدف المساس بوضع الرئيس ياسر عرفات وحصاره وتهديد حياته باعتباره الرئيس الشرعي المنتخب للسلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفي هذا الصدد يجدد المجلس ثقته بالرئيس ياسر عرفات ويقف معه باعتباره مناضلاً في سبيل استعادة الحقوق الوطنية والمشروعة للشعب الفلسطيني. ويؤكد المجلس أن الرئيس ياسر عرفات هو المخول بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني. 3- ويؤكد المجلس بعد اطلاعه على خطاب الرئيس الاميركي بوش، أهمية تنفيذ ما أعلنه من ضرورة إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن في هذا الصدد، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ووقف الاستيطان، بالإضافة إلى رفع الحصار والإغلاق المفروضين على الضفة الغربية وقطاع غزة وانسحاب إسرائيل من المدن والقرى الفلسطينية التي أعادت احتلالها. 4- وفي ضوء استمرار خطورة الموقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمذابح الجارية ضد الشعب الفلسطيني، بواسطة قوات الاحتلال الإسرائيلية والتي قد تجر المنطقة إلى حرب شاملة، ولعدم امتثال إسرائيل الفوري لقرارات مجلس الأمن وآخرها القرار رقم 1403، وما يمثله ذلك من تهديد للسلم والأمن الدوليين، يقرر مجلس الجامعة طرح الأمر على مجلس الأمن لاستصدار القرار اللازم بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، لحمل إسرائيل على التنفيذ الفوري والكامل لتلك القرارات، ووقف عدوانها المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه وأرضه وممتلكاته، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. 5- يطالب المجلس بحماية المدنيين الأبرياء العزل كافة، وعدم تعريضهم لمخاطر الصراع العسكري والتطبيق الكامل لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة. 6- تنفيذ ما جاء في البيان الختامي الصادر عن قمة بيروت والقاضي بالتوقف عن إقامة أي علاقات مع إسرائيل في ضوء انتكاسة عملية السلام وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل حتى تستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام والانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران يونيو 1967. 7- يؤكد المجلس أن المعاملة المنحازة التي تحظى بها إسرائيل من طرف بعض الدول - وخصوصاً الولاياتالمتحدة الاميركية - جعلتها تشعر وتتصرف وكأنها دولة فوق القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة، وشجعتها على التمادي في سياستها العدوانية وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم. لذلك فإن المجلس يدعو هذه الدول إلى مراعاة ضرورة احترام الشرعية الدولية وتطبيقها، وأن تعي أهمية المحافظة على مصالحها في المنطقة العربية، ولا تزيد في تعميق شعور الإحباط والنقمة لدى الشعوب العربية. وفي هذا الصدد يرفض المجلس اعتبار ما تقوم به إسرائيل من ممارسات وعدوان وكأنه يتم في إطار سياسة الدفاع عن النفس أو أن المقاومة إرهاب، ويقرر دعم المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة. وفي هذا السياق فإن قيام إسرائيل بتشبيه ما تقوم به من إجرام وإرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني بما قامت به الولاياتالمتحدة إزاء الإرهاب الدولي إثر أحداث 11 أيلول سبتمبر الماضي، إنما يؤثر في مصداقية العمل الدولي ضد الإرهاب ويجعل من المتعين - إذا ما قبل هذا التفسير - إعادة النظر في التعاون الدولي ضده. 8- تأكيد التضامن التام مع سورية ولبنان ورفض التهديدات الإسرائيلية ضدهما واعتبار أي عدوان عليهما وعلى الشعب الفلسطيني عدواناً على الدول العربية جمعاء. ويؤكد المجلس أيضاً على حق الشعب اللبناني والشعب السوري والشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي باعتبار ذلك حقاً مشروعاً تكفله الشرائع والمواثيق الدولية. 9- الإسراع في تقديم الدعم المالي الذي قررته قمة بيروت لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتعزيز مقاومته، ودعوة الشعوب العربية - عبر وسائل الإعلام المختلفة - للتبرع لدعم الشعب الفلسطيني، والتعبير عن الشكر والامتنان إلى المواطنين من كل الدول العربية وغيرهم من مواطني الدول الأخرى الذين تبرعوا للشعب الفلسطيني. 10- التوجه إلى الفاتيكان ورؤساء الهيئات الدينية المسيحية والإسلامية بالشكر على مواقفهم الداعمة للقضية الفلسطينية ودعوتهم للتحرك لوقف ممارسات إسرائيل وانتهاكاتها للمقدسات المسيحية والإسلامية في القدس وبيت لحم وبيت جالا والخليل وغيرها، وضمان حمايتها وعدم التعرض لها، وذلك بالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية. 11- وضع خطة التحرك العربية التي تم إقرارها من قبل المجلس موضع التنفيذ الفوري. 12- إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات والمستجدات.