دمشق، الرياض، بيروت - "الحياة" - غادر ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز دمشق أمس في نهاية زيارة قصيرة التقى خلالها الرئيس بشار الأسد، بعدما اجتمع في بيروت مع الرئيس اللبناني اميل لحود للبحث في سبل معالجة "الوضع المتفجر" في الأراضي الفلسطينية. وشدد الأمير عبدالله على ان الرئيس الاميركي جورج بوش يستطيع "فعل شيء لو تفهم القضية الفلسطينية"، معلناً ان السعودية لن تتوانى عن الدفاع عن "أخي المجاهد" الرئيس ياسر عرفات، وان "كل فلسطيني هو عرفات". وأضاف في حديث الى مجموعة من ممثلي وسائل الاعلام الاميركية في بيروت، حيث رأس الوفد السعودي الى القمة العربية، ان احتلال القوات الاسرائيلية المدن والقرى الفلسطينية ومحاصرة عرفات "شيء لا يولد إلا القهر"، لافتاً الى إقدام شبان فلسطينيين على "تفجير أنفسهم". ولفت الى ان مبادرة السلام التي طرحها وتبنتها قمة بيروت هي "بارقة أمل لكل شعوب المنطقة"، معرباً عن أمله ب"ألا يغتالها مبغض للسلام لا يرى ما هو أبعد من أنفه". وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصف ما تقوم به اسرائيل في الأراضي الفلسطينية بأنه يمثل "أكبر اجرام في حياة البشرية"، داعياً المجتمع الدولي الى اتخاذ مواقف حازمة ضد "البربرية الغاشمة" راجع ص 2. وأعلن بيان رئاسي سوري ان محادثات الأمير عبدالله والرئيس الأسد التي شارك فيها نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام ورئيس الوزراء محمد مصطفى ميرو ووزير الخارجية فاروق الشرع، تناولت "الوضع المتدهور والخطر في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة"، وهو الموضوع الذي ناقشه ولي العهد السعودي مع الرئيس لحود في حضور رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في فندق فينيسيا، قبل توجهه الى دمشق براً. وافاد بيان أصدره المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية ان الأمير عبدالله أطلع لحود على الجهود التي بذلها على الصعيدين الاقليمي والدولي، والاتصالات التي اجراها لوقف العدوان الاسرائيلي، خصوصاً مع الادارة الاميركية، وقوّم الجانبان ردود الفعل الاقليمية والدولية على قرارات القمة العربية، وأهمها المبادرة العربية للسلام التي لقيت دعماً واسعاً في حين "رفضتها اسرائيل عملياً من خلال الهجوم الذي شنته على المدن الفلسطينية وعلى مقر الرئيس عرفات". واكد البيان ان "الرأي كان متفقاً بين الرئيس لحود والأمير عبدالله على ان تواصل رئاسة القمة الاتصالات التي تجريها مع قادة الدول لمعالجة الموقف والحد من تفاقمه". وكان ولي العهد السعودي أبلغ صحافيين اميركيين ان المملكة العربية "لن تتوانى عن الدفاع عن الأشقاء في فلسطين وعلى رأسهم أخي المجاهد ياسر عرفات. ونبذل كل ما في امكاننا وهناك اتصالات مع الأصدقاء في واشنطن لاخراج عرفات من محنته". وزاد ان الرئيس الفلسطيني "يستمد قوته من قدره وثم من ثقة شعبه به، وهو سيبقى رمزاً للشعب الفلسطيني مهما حصل". وسئل الأمير عبدالله هل هناك خطة اسرائيلية لإبعاد عرفات، فأجاب: "سواء أُبعد عرفات أو لم يبعد ستظل المقاومة مستمرة، وكل فلسطيني هو ياسر عرفات". وهل يشعر بالقلق من الاحباط الذي يشعر به الشارع العربي بسبب محاصرة شارون الرئيس الفلسطيني بعد يوم على اقرار المبادرة العربية للسلام، قال الأمير عبدالله: "لا مكان لليأس في نفسي. من يستشرف المستقبل لا يعرف خيبة الأمل، وانني واثق بقدرة الأمة العربية والاسلامية على مواجهة هذا التحدي". وزاد: "لا يمكن اسرائيل زحزحة الأمة". ونبه الى ان الشعب الاسرائيلي "أحوج الناس الى الأمن والاستقرار، وعليه ان يقرأ المبادرة العربية للسلام بعقل وحكمة، فهي بارقة أمل لكل شعوب المنطقة، وأرجو ألا يغتالها مبغض للسلام لا يرى ما هو أبعد من أنفه. جميع العرب رفعوا الآن غصن الزيتون ومدوا ايديهم للسلام بكل صدقية، والكرة الآن في الملعب الاسرائيلي، وعلى الشعب الاسرائيلي ان يراعي مصلحته وحاجته الى العيش بأمان". وأشار الى انه طلب من الأميركيين "وقف العدوان الاسرائيلي" مؤكداً ان بوش "قادر على فعل شيء لو تفهم القضية". وسئل عن مدى ثقته بالتزام الرئيس صدام حسين ما اتفق عليه العراق والكويت في قمة بيروت، فأجاب: "من يتفاءل بالخير يجده".