تعقد منظمة المؤتمر الاسلامي اجتماعاً طارئاً في الدوحة، بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد المقبل "لمناقشة الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني". وفيما دان البرلمان المصري الغارات الاسرائيلية ناشدت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية الشعوب العربية الخروج عن صمتها ومساندة الشعب الفلسطيني "في مواجهة الاحتلال والعدوان". وستنظم هذه القوى تظاهرات اليوم تعبيراً عن دعمها للسلطة. وأكد مصدر في منظمة المؤتمر الاسلامي ان اجتماع المنظمة سيعقد بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، موضحا ان "تاريخ انعقاده لم يحدد بدقة وسيعلن عنه قريباً". ولم يحدد مستوى المشاركة في هذا الاجتماع. وذكرت وكالة الانباء القطرية ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي اكد في اتصال هاتفي مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ضرورة عقد قمة للدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي للبحث في تدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية. وأضافت الوكالة ان وزير الخارجية القطري بحث في اتصال هاتفي ليل الثلثاء - الاربعاء مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في عقد قمة اسلامية للبحث في تدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية. في القاهرة، دانت لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري "كل أعمال العنف وقتل المدنيين الأبرياء"، وأكدت أنه "روعتها الأحداث الدامية والغارات الانتقامية المكثفة التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة وجنين ومقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تحت زعم توجيه رسالة لمحاربة الإرهاب". ودعت اللجنة في بيان لها أمس إلى ضرورة الفصل بين الإرهاب والمقاومة المشروعة للاحتلال، وأعلنت أنه "ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائماً وما دامت الحكومة الإسرائيلية مصرة على التمسك بدعاوى الأمن والاعتقاد الزائف بأن القمع هو سبيلها لتحقيق أمنها المنشود فستظل مقاومة الاحتلال حقاً مشروعاً للشعب الفلسطيني". وأعربت اللجنة عن أسفها تجاه التصريح الاميركي الذي اعتبر "الاعمال العدوانية الإسرائيلية دفاعاً عن النفس ويغفل حقيقة أن دولة إسرائيل دولة احتلال تغتصب حقوق الشعب الفلسطيني". ودعت احزاب مصرية الى تنظيم فعاليات شعبية للتعبير عن مساندة الانتفاضة الفلسطينية ضد الارهاب الاسرائيلي الذي تدعمه الولاياتالمتحدة. وأكد متحدث رسمي باسم حزب التجمع أن ما ينفذه الشعب الفلسطيني من عمليات فدائية "جزء من مقاومة وطنية مشروعة ضد الاحتلال ورد فعل على العدوان الصهيوني المتواصل ضده". ودعا المتحدث في بيان اصدره امس، حكومتي مصر والاردن تحديداً الى "قطع كل العلاقات الاقتصادية والسياسية والخطوات التطبيعية مع اسرائيل" ودعا القادة العرب الى "تقديم دعم حقيقي للانتفاضة والسلطة الوطنية الفلسطينية". واصدر الامين العام للحزب الناصري ضياء الدين داود بياناً دان فيه دعم الولاياتالمتحدة للارهاب الاسرائيلي وتحريضها على ارتكاب افعال ارهابية ضد الشعب الفلسطيني وقال إن "الموقف الاميركي من قضية العرب لم يتبدل". وناشدت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية أمس الشعوب العربية والاسلامية الخروج عن صمتها ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال و"العدوان". وقررت تنظيم "مسيرة جماهيرية مساء اليوم تضامنا مع السلطة الفلسطينية وضد الهجمات العدوانية على شعبنا الفلسطيني ومؤسساته وسلطته الوطنية". وأعلنت الأمانة العامة للقوى التي تضم الفصائل الفلسطينية في بيان اصدرته بعد اجتماع طارئ وعقد في خان يونس مناشدة "الشعوب العربية الاسلامية للخروج من صمتها والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني". ودانت بشدة "العدوان الغاشم الذي تنفذه قوات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني". من جهتها أكدت حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في بيان "حق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان والدفاع عن النفس". واشارت الى ان "الحكومة الاسرائيلية الارهابية هي التي ترعى الارهاب وتنفذ عمليات القتل والاغتيالات". وفي بيروت، أبدى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى "قلقه البالغ ازاء ما يجري على ارض فلسطين من استباحة لكل القيم الانسانية من قتل وهدم بيوت الآمنين وتعطيل كل مبادرة يمكن ان تؤدي الى ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، إذ يتابع مشروع شارون الاجرامي انتزاع البقية الباقية من أرض فلسطين عنوة وبتأييد من اميركا وبريطانيا والدول الكبرى وكأنما يجري استكمال مخطط ما بعد الحرب العالمية الاولى من تهجير للفلسطينيين لمصلحة وعد بلفور". ودعا المجلس الذي اجتمع برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الدول العربية والاسلامية الى مواجهة ما يجري بما يتفق مع المسؤولية التاريخية الملقاة عليهم لحماية الشعب الفلسطيني. ورأى انه "لا يكفي ان يبادر المسؤولون في اميركا وانكلترا او اوروبا للاشادة بالاسلام فيما تنتهك اهم ركائزه الدينية والاجتماعية والثقافية التي يمثلها الشعب الفلسطيني". واعتبر السيد محمد حسين فضل الله "ان العمليات الاستشهادية في فلسطينالمحتلة تختزن قهراً وغضباً ازاء هذا التواطؤ الدولي المستمر ضد الشعب الفلسطيني"، مؤكداً "مشروعية هذه العمليات وسيلة للرد على الارهاب الاسرائىلي". ودعا نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "الحكام والانظمة الى رفع الصوت عالياً وعدم الاكتفاء باصدار البيانات او عقد المؤتمرات، والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته والى جانب الانتفاضة".