غزة، رام الله - "الحياة"، ا ف ب - رحب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكبار المسؤولين الفلسطينيين امس بتصريحات الامير عبد الله ولي العهد السعودي لصحيفة اميركية حول تطبيع العلاقات مع اسرائيل في حال انسحابها من الاراضي الفلسطينية واعتبرها تعزيزا ودعما لجهود السلام. وقال عرفات في حديث صحافي لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية وفا ان "التصريحات والمواقف السياسية المهمة التي ادلى بها سمو الامير عبد الله ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الى صحيفة نيويورك تايمز تشكل تعزيزا ودعما لجهود السلام من اجل قيام السلام العادل والدائم والذي يضمن قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويحقق الأمن لدولة وشعب اسرائيل". واشار الى ان "القيادة الفلسطينية تدعم مواقف المملكة العربية السعودية والملك فهد وجهود الامير عبد الله ومواقف وجهود الاخوة القادة العرب من اجل السلام والامن وانهاء الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وللمقدسات المسيحية والاسلامية في فلسطين وفي القدس الشريف عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة". وطالب عرفات "بالتحرك الدولي السريع والفوري للضغط على حكومة اسرائيل لوقف هذه الحرب المجنونة ضد شعبنا ورفع الحصار والاغلاق المفروض على مدننا ومخيماتنا وقرانا ومناطقنا وعلى ارضنا وشعبنا لخلق الاجواء المناسبة على الارض والتي تفتح الطريق امام الامن والسلام العادل في المنطقة كلها وعلى اساس التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية نقلت الاحد عن ولي العهد السعودي الامير عبد الله ان تصعيد حكومة ارييل شارون القمع والعنف ضد الشعب الفلسطيني دفعه الى تغيير رأيه وتجميد خطاب كان اعده لالقائه في القمة العربية المقررة في بيروت الشهر المقبل. ونسبت الصحيفة الى الامير عبد الله ان خطابه كان يتضمن اقتراحا بانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة بما فيها القدس تطبيقا لقرارات الاممالمتحدة مقابل قيام علاقات عربية عادية كاملة معها. ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين وزير الحكم المحلي صائب عريقات تصريحات الامير عبد الله بانها ذات "اهمية استراتيجية" مضيفا انها جاءت لتؤكد ان قرارات القمة العربية وتمسكها بالسلام كخيار استراتيجي ليست قرارات خالية المضمون وجاءت لتقول للولايات المتحدة وللعالم ان ركائز السلام تتمثل بقرارات الشرعية الدولية. وقال عريقات ل"لحياة" ان هذه التصريحات جاءت لتؤكد ايضا ان السلام للعرب لن يكون باي ثمن وان الانسحاب الاسرائيلي من كافة الاراضي العربية المحتلة عام 1967 يجب ان يتأتى قبل هذا السلام، وان قول سمو الامير عبد الله انه كان على وشك ان يلقي الخطاب في بيروت وانه عدل عن ذلك نتيجة لتصعيد العدوان الاسرائيلي، يدل على ان الحل لن يأتي عبر الدبابة والطائرة والقصف وانما عبر حل سياسي وفقا لما تحدث عنه الامير عبد الله. واعرب عن امله في ان "لا تغيب تصريحات الامير عبد الله عن اذهان صناع القرار في واشنطن وتل ابيب والمجتمع الاسرائيلي". وزاد ان "رسالة الامير عبد الله جاءت في وقت استطاعت فيه حكومة شارون ادخالنا في دهليز المسائل الهامشية من قائمة معتقلين وقتلة زئيفي وغيرها وهو ولي العهد السعودي اعاد الامور الى نقطة الارتكاز الحقيقة وهي انهاء الاحتلال الاسرائيلي". ومن ناحيته، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث ان تصريحات الامير عبد الله بن عبد العزيز "التي تعبر عن موقف العرب منذ حرب العام 1973 تكتسب وزنا واهمية عندما تقوله المملكة العربية السعودية انه مثلما تمنع الدول العربية اي اعتراف باسرائيل طالما لم تعترف الاخيرة بحقوق الشعب الفلسطيني الشرعية والمشروعة، فان الامير عبد الله اكد انه اذا اعترفت اسرائيل بهذه الحقوق فسيكون هنالك سلام واعتراف بها من جميع الدول العربية".